الأبيض :عمر عبد الله : من المسؤول عن احداث محلية سودري؟ سؤال تبدو اجابته قريبة بقدر ماهى بعيدة ..غامضة بقدر ماهى واضحة ..ومستفزة بقدر ماهية منطقية! ،وأيا كانت الاجابة عن السؤال فالاكيد أن المنطقة تشهد حالة من التوتر ونوعا من الفوضى غير الخلاقة ،فالاحداث بكل تفاصيلها لم تكن امرا عابراً بقدر ما انها كشفت عن أشياء يمكن أن تفجر الاوضاع في منطقة عرفت بالهدوء طيلة الحقب الماضية. وتشير مصادر الي ان ماشهدته محلية سودري خلال الايام الماضية وماتزال تداعياته ماثلة يعود الي عدد من الاسباب ابرزها أزمتا المياه والكهرباء اللتان بسببهما خرجت تظاهرة من قبل شباب ومواطني المنطقة . ويشير المصدر الي ان هناك اسبابا اخري منها احداث وقعت في عدد من مواقع حفر آبار ودوانكي ،مشيرا الي ان هناك تباينا في وجهات النظر حول اداء المعتمد ،وان البعض يري انه سجل فشلا ذريعا في ادارة موارد المحلية ولم يشهد عهده انجازات تذكر ،فيما يري اخرون بحسب المصدر، ان المعتمد نجح في تحقيق استقرار تنموي وخدمي بالمنطقة ،ونسبة لحالة الاستقطاب الحادة بين التيارين ،شهدت المحلية مظاهرات رافضة للمعتمد واخري مساندة له ،ويشير المصدر الي ضرورة تدخل حكومة الولاية لحسم الخلاف الذي تشهده المحلية. ويرى المواطن عبد الله النور أن كل الأحداث التى دارت في محلية سودري سببها المعتمد حيث ظل في منصبه لمدة خمس سنوات دون أن يقدم شيئاً للمحلية رغم ثرائها البائن من ايرادات الذهب والتى قدرها بمليار في الشهر خلاف الايرادات الأخرى التى تتم جبايتها . وأضاف، رغم استقرار مدينة سودري نسبياً من ناحية الامداد المائى بفضل جهود حكومة الولاية الا أن المعتمد قد أوكل أمر مشروع المياه لأشخاص لا علاقة لهم بامر ادارة المياه فنياً وادارياً مما يتسبب في الاعطال واهدار المال، اما باقى انحاء المحلية فحدث ولا حرج لا صحة ولا تعليم ولا تنمية وهى أشياء تسبب الغبن للمواطن. وفي ذات الاتجاه يقول المحامى مكى محمد سالم بأن انعدام التنمية رغم الايرادات العالية للمحلية ،هو أحد اسباب الاحتقان، حيث يواجه المواطن انعدام الخدمات عموماً والبطء وعدم الاهتمام بمعالجة الموجودة على قلتها،واردف: وأبلغ دليل على ذلك المظاهرات التى اندلعت بسودري قبل فترة احتجاجاً على تعطل دونكى المراحيك الذى يغذيها بالمياه،ولعل انقطاع الامداد المائى لمدة عشر أيام بسبب عطل بسيط في المولد ،هو الذي أدى الى تذمر المواطنين ،الذين قاموا بانتزاع مولد منزل المعتمد لحل المشكلة، وكان يمكن ان يعالج الامر قبل أن تقع الفأس في الرأس ولكن «ربنا ستر» وعدت العاصفة بسلام رغم التوتر البادىء للعيان ما بين المواطنين والمعتمد. فيما يؤكد مواطن»فضل حجب اسمه» ان المعتمد سعي لتحقيق الكثير من الانجازات الا انه واجه صعوبات من حكومة الولاية ،مؤكدا ان اداءه مثلما لايرضي البعض فان اخرين يعتبرونه قد حقق نجاحات جيدة،مطالبا بان توجه سهام النقد صوب حكومة الولاية وليس معتمد محلية سودري. ويرى خبير الادارة الاهلية حسن عبد الله أن أغلب مشاكل السودان سببها الارض والمرعى والمياه ،وان محلية سودري من المحليات التى أنعم الله عليها بثروة حيوانية كبيرة ولكنها تعانى انعدام المياه في الكثير من مناطقها رغم الجهود التى بذلتها حكومة الولاية في مشاريع حصاد المياه ،وحكومة زاكي الدين لم تنتبه الى معنى وقيمة الارض عند القبائل وبالتالى لم تراع مسألة فك الاشتباك حول ملكية الارض وخلوها من الموانع عند تصديقها لقيام أى مشروع لا سيما الآبار والدوانكى ،مما يؤدى الى حدوث النزاع والذى يمكن أن يتطور الى حروب قبلية يكثر فيها الضحايا بسبب ثقافة حمل السلاح الفتاك التى انتشرت في السودان ولاسباب كثيرة، وقال ان شخصية المعتمد وتعامله مع مثل هذه القضايا يمكن ان تحسم الامر سلباً أو ايجاباً حسب كفاءته ومعرفته بطبائع أهل المنطقة. حتى لحظة كتابة هذا التقرير لم يتكرم معتمد سودري بالرد على «الصحافة» رغم الاتصالات العديدة. وعلمت «الصحافة» ان الوالي قد أصدر قرارا بايقاف حفر الآبار في محلية سودري، وأن يتم ذلك بعد التصديق من لجنة أمن الولاية وهو حل قد يبدو معقولا ولكن أما كان من الأفضل ارجاع الامر الى اهله وزارة المياه والطاقة لتتفرغ حكومة الولاية الى مسؤوليات جسام تنتظرها.