تقرير : ابراهيم عربي: قصفت قوات الجبهة الثورية فجر أمس الاول مدينة كادقلى ب«6» قذائف راجمات من الاتجاه الغربى مناطق ميرى وماحولها ،الا أن القصف استهدف بشكل مباشر مساكن المواطنين فى أحياء «كليمو، دار حجر ،حجر النار ، حى الموظفين الغربى ، مقر البعثة الدولية » أدت العملية لمقتل احد أفراد البعثة الدولية الأثيوبية «اليونسفا» وجرح «20» مواطنا معظمهم من النساء والأطفال وتدمير عدد من المنازل والمنشآت لا زال يجرى حصرها وخلق حالة ذعر وترويع للمواطنين ، الا أن العملية ذاتها جاءت متزامنة مع زيارة الخبير المستقل والمنسق لحقوق الإنسان فى السودان مسعود اديبايو بدرين «نيجيرى الجنسية » ، والذى صل أمس الخرطوم فى زيارته الثالثة منذ توليه قبل عام مسؤولية التنسيق مع السودان وتقديم الدعم الفني لحكومته فى مجال حقوق الإنسان تحت البند «العاشر» خلفا لزميله شاندى . زيارة بدرين أصلا جاءت للوقوف ميدانيا والتأكد من الوثائق والشكوى التى تقدمت بها الحكومة السودانية ضد قوات الجبهة الثورية بشأن انتهاكات لحقوق الإنسان فى مناطق «أم روابة ، أبوكرشولا ،أم برمبيطة ، الدندور» ،الا أن بدرين كما ذهبت بعض الجهات مطالب بالوقوف أمام انتهاكات أخرى جديدة طالت المواطنين فى كادقلى وبل طالت الاممالمتحدة نفسها . ولكن دعونا نتعرف أولا على أهداف وأجندة زيارة الخبير المستقل للسودان ؟ تقول الجهات المختصة ان زيارة بدرين تستمر اسبوعا يلتقى خلالها وزيري الخارجية والعدل ورئيس القضاء والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ومفوض العون الإنساني والمدعي العام لجرائم دارفور والمفوضية القومية لحقوق الإنسان والمفتش العام للشرطة ، وسيزور مدينتي أبوكرشولا فى جنوب كردفان وأم روابة فى شمال كردفان والوقوف ميدانيا والتأكد بنفسه من تلك الانتهاكات مكان الشكوى ضد «قوات الجبهة الثورية »، كما سيزور ولاية النيل الأزرق وولاية جنوب دارفور ويلتقي المنظمات العاملة في تقديم المساعدات الإنسانية ، ويختتم زيارته بعقد مؤتمر صحفي بالخرطوم ،الا أن مقرر المجلس الاستشارى لحقوق الإنسان معاذ تنقو يقول فى حديثه ل«الصحافة» ان زيارة الخبير المستقل بدرين مفتوحة وله الحق أن يزور أى مكان يحدده فى السودان وأن المجلس سيناقش معه جدول الزيارة والأجندة الموضوعة بالتوافق وهل يعنى ذلك بأن وجهة بدرين ستتجه لكادقلى حاضرة ولاية جنوب كردفان . عدة تساؤلات تطرحها جهات اختصاص عما ان كان الخبير المستقل سيقف أيضا ابان زيارته على ادعاءات الجبهة الثورية التى قالت فيها بانها تملك وثائق أيضا لانتهاكات حكومية ضد قواتها من الأسرى والقتلى وضد مواطنين فى أبوكرشولا ؟، وكذلك اتهامات منظمة العفو بانتهاكات حكومية فى العام 2011 قالت انها فى منطقة جبال النوبة فى جنوب وغرب الدمازين بالنيل الأزرق ؟ وماذا بشأن الشكاوى والمطالبات السابقة التى دفعت بها منظمات المجتمع المدنى بشأن حرية التعبير والصحافة، وتعامل الحكومة مع المعتقلين والمظاهرات وأوضاع حقوق الإنسان بدارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق . وقد اعترف بدرين ابان زيارته السابقة بأن السودان يحتاج لاعادة النظر فى الدستور القادم على أن تضمن فيه بعض المواد المتعلقة بحقوق الإنسان فى السودان ، فيما تقول قيادات سياسية ان سجل حقوق الإنسان فى السودان لازال مكان جدال مستمر داخليا وخارجيا فى ظل الحروب الدائرة وعدم الاستقرار وانعدام دستور دائم موحد للبلاد وعدم الاتفاق على ثوابت محددة تحكم التعايش فيه ،ويقولون بان سجل حقوق الإنسان فى السودان لا يمكن أن يستقيم مالم تتوافق مكوناته على اسلوب جديد للتراضى فيما بينها . تنقو من جانبه قال بان حقوق الإنسان عملية من «الحوار المتواصل» من قبل الدولة مع الخبير المستقل بشأن الدعم الفنى المقدم من جانبه ، ووصف تنقو عملية الدعم الفنى ب«الرمادية» وقال ان الدولة ليست مجبرة بقبول كل ما يبديه الخبير من مساعدة ، وذهب تنقو فى حديثه الى أن سجل حقوق الإنسان فى السودان يحكمه «الدستور الانتقالى» وقال تنقو أساس الدستور وهى بمثابة «خط أحمر» لا يمكن التنازل عنه ،ويقول فى حديثه ل«الصحافة» عملية تطبيق حقوق الإنسان «آليات وقوانين بشرية» ولابد أن يشوبها بعض القصور ، ولكن تنقو أكد بان طموح التحسن للأفضل موجود لدى الدولة ،وجزم تنقو باستحالة وجود دولة فى العالم تعمل على تطبيق حقوق الإنسان كاملة وبصورتها المثلى ، قائلا تظل مجرد تلك أحلام كما فى «المدينة الفاضلة» التى ظلت حلما لدى الفيلسوف «افلاطون » ومن ثم أرسطو والفارابى ، مشيرا الى ان الحكومة السودانية ملتزمة باكمال خطتها طويلة المدى بشأن حقوق الإنسان فى السودان فى العام 2016 وقال ان العملية برمتها حقوق وواجبات . رئيس لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بالبرلمان الفاضل الحاج سليمان دافع بشدة عن سجل حقوق الإنسان فى السودان، ويقول فى حديثه ل«الصحافة» انه تعافى وأحدث نقلة نوعية خلال الأعوام السابقة من «الرقابة» الى «الدعم الفنى». رئيس لجنة التحقيق في أحداث أبوكرشولا الدكتورحسين كرشوم رئيس الدائرة الأوروبية بالمجموعة الوطنية فى حديثه ل«الصحافة» يدافع بشدة عن البينات التى سيتم تقديمها لمجلس حقوق الإنسان ، الا أن حاج سليمان عاد قائلا ان قضايا حقوق الإنسان أصبحت تأخذ شكلا وأبعادا سياسية . رئيس لجنة التحقيق في أحداث أبوكرشولا حسين كرشوم رئيس الدائرة الأوروبية بالمجموعة الوطنية لحقوق الإنسان يقر بأن هنالك تطورا ايجابيا طرأ على سجل السودان فى المجال ، ويؤكد بأن قضايا حقوق الإنسان من القضايا الكبرى والهامة ،الا أن كرشوم عاد قائلا فى حديثه ل«الصحافة» ان الأوضاع نفسها لازالت تحتاج لكثير من جرعات التدريب والتأهيل والتثقيف فى أوساط الجهات الحكومية المعنية بتطبيق القانون ، ويطالب كرشوم الخبير المستقل رعاية هذا الجانب وايلائه الاهتمام الكامل والأولوية . الا أن سجل حقوق الإنسان فى السودان ذاته لا زال يمر بمرحلة فيها الكثير من الانتهاكات والخروقات من قبل الجماعات والحركات المسلحة والتى قادت بدورها لحرب أهلية انتهكت خلالها العديد من الجرائم اللاإنسانية حسب تقارير سابقة للمنظمة من اغتصاب وتعذيب وقتل ، وتشريد جماعي للسكان قدرته احصائيات بعض الجهات الدولية ب«5» ملايين مواطن منهم «1,7» مليون نسمة لازالوا بداخل معسكرات النزوح والتى بلغت «99» معسكرا فيما لا تزال أعدادها فى تزايد مستمر بانضمام نازحين جدد ، كما جاءت الحرب فى جنوب كردفان والنيل الأزرق بوبال آخر. ويقول مدير عام المنظمات بمفوضية العون الإنسانى على آدم ان المفوضية ستقدم تقريرا شاملا عن الأوضاع الإنسانية فى السودان ، ويؤكد المدير أن الانتهاكات طالت «43» ألف شخص فى ابوكرشولا وقد ارتفع عدد المتأثرين لأكثر من «200» ألف فى جنوب كردفان وأكثر من «80» ألفا فى ولاية النيل الأزرق.