الخرطوم:هند رمضان: قال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، ان المشاورات التي اجراها مع المسؤولين الاثيوبيين كانت ايجابية، ودارت في اجواء ملائمة وودية، معلنا عن اطمئنانه اكثر من اي وقت مضى أن اثيوبيا لاتنوي مطلقا الاضرار بالامن المائي للسودان مصر، وان اديس ابابا اكدت حرصها على عدم تأثر حصة أي من البلدين ، الى جانب التنسيق التام بين الدول الثلاث في هذا الصدد، بينما وافق وزير الخارجية الاثيوبي على دعوة نظيره المصري لزيارة القاهرة في اقرب وقت، واتفقا على الاستمرار في المشاورات الفنية والسياسية . وقال وزير الخارجية المصري، في تصريحات صحفية بالخرطوم امس ،ان زيارته للسودان تأتي في اطار العلاقات الوثيقة والتعاون البناء بين البلدين . وكشف كامل عن انعقاد اللجنة العليا بين السودان ومصر برئاسة رئيسي البلدين في الخامس من يوليو القادم بالقاهرة، مبينا ان الاجتماعات سيسبقها اجتماع الخبراء في الثالث من يوليو، والاجتماع الوزاري في الرابع منه . وأضاف ان اجتماعات اللجنة العليا ستنظر في مختلف أوجه التعاون بين البلدين، موضحا ان اللقاء تطرق الي الاستعدادات الجارية لافتتاح الطريق البري بين السودان ومصر، والذي من شأنه ان يسهم في تطوير آفاق التعاون السوداني المصري . وأوضح وزير الخارجية المصري، انه عقد مشاورات مع المسؤولين الاثيوبيين وبحث التطورات الاخيرة المتعلقة بتشييد سد النهضة.ووصف المباحثات بالايجابية، قائلا بانها دارت في جو اخوي وودي . وأشار الى انه تم الاتفاق علي بدء اجتماع اللجنة الفنية لوزراء الموارد المائية في دول مصر اثيوبيا والسودان للنظر في توصيات لجنة الخبراء الدوليين، وذلك لتجاوز أي آثار ستلحق بدول المصب سواء كانت اثارا بيئية أو أي آثار اخري . وتابع قائلا « سيجتمع وزراء الموارد المائية للدول الثلاث في أسرع وقت خلال الايام القليلة القادمة. وستقوم مصر بتوجيه الدعوة لعقد هذا الاجتماع». وقال انه تم الاتفاق علي ان يكون هناك مسار سياسي الي جانب المسار الفني بين وزراء الخارجية في الدول الثلاث، وذلك حتي يتحرك المساران في اتجاه يخدم مصالح الدول الثلاث . من جانبه، قال وزير الدولة بالخارجية صلاح ونسي، ان اللجنة الفنية المكونة من الدول الثلاث تواصل عملها للتأكد من سلامة اجراءات قيام سد النهضة، مبينا ان المشاورات التي اجراها وزير الخارجية المصري باديس ابابا والتي تمخض عنها بيان رسمي تصب في مصلحة الدول الثلاث من خلال التأكيد علي ان لا تتضرر أي دولة من هذه الدول . وأوضح ان اجتماعات اللجنة العليا بين السودان ومصر ستلقي بظلال ايجابية علي مجمل علاقات التعاون بين البلدين، مبينا ان افتتاح الطريق البري سيكون له اثره علي التواصل بين الشعبين الشقيقين، فضلا عن التبادل التجاري ونقل البضائع . وكان بيان صادر عن وزيري الخارجية المصري والاثيوبي، قد اشار الى ان الوزيرين «اتفقا، في اطار العلاقات الأخوية والتفاهم المتبادل بينهما، على البدء في مشاورات على المستويين الفني والسياسي، بمشاركة جمهورية السودان، للتنفيذ العاجل لتوصيات لجنة الخبراء الدولية. في هذا السياق، أعاد وزير خارجية اثيوبيا تأكيد موقف بلاده السابق، الذي يلتزم بمبدأ تحقيق المكاسب للجميع كأساس للتعاون المستقبلي». واوضح البيان ان «الطرفين اتفقا في نهاية مشاوراتهما، على بذل أقصى جهد لدعم العلاقات الثنائية بين جمهورية مصر العربية، وجمهورية اثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، وأن الوزيرين أكدا على الحاجة لاستمرار الحوار والتواصل بين بعضهما البعض لمتابعة نتائج هذا الاجتماع. وفي هذا السياق، قبل وزير الخارجية الاثيوبي دعوة وزير الخارجية المصري لزيارة القاهرة في المستقبل القريب». وكان الرئيس عمر البشير قد تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري محمد مرسي تتعلق بالعلاقات بين البلدين ، ومن المرجح ان يتوجه البشير الى القاهرة مطلع الشهر المقبل. من جهته، قال سفير جنوب السودان في القاهرة انتوني كون ،ان جوبا قررت الموافقة على التوقيع على اتفاقية عنتبيي لدول حوض النيل، تماشياً مع روح المبادرة الجماعية لادارة الموارد المائية ورأى ان مصالح وطنه اقتضت ذلك. وقال ان الدول تراعي مصالحها أولاً قبل مصالح غيرها، مضيفاً أنه اذا كان لبعض الدول ملاحظات فانها تطرح من خلال مبادرة حوض النيل التي كانت مصر أحد المؤسسين لها والتحاور حولها. ونفى بشدة لجوء جنوب السودان الى استفزاز أي دولة، مشدداً على أهمية أن يتحاور الجميع تحت مظلة مبادرة حوض النيل، وأعلن رفض بلاده لسياسة الاستقطاب، وقال «علينا أن نفرق بين سد النهضة وبين التباينات في مواقف دول حوض النيل، وهي ثلاثة خلافات تتعلق بالحصص وفقاً للمادة «14 ب» من الاتفاقية وآلية اتخاذ القرار والاخطار المسبق». وأبان أنه التقى بوزير الري المصري بتوجيه من جوبا لعرض مبادرة جنوب السودان القيام بدور الوساطة بين مصر والسودان، من جهة ،ودول حوض النيل الأخرى بشأن نقاط الاختلاف، شريطة أن تكون هنالك موافقة كتابية على هذه الوساطة الا أنه لم يتلق أي رد بشأن ذلك.