الخرطوم:محمد سعيد: طالب الخبير المستقل لحقوق الإنسان في السودان مسعود بدرين الحكومة باتاحة حرية التعبير والنقاشات السياسية ،وادان عمليات القصف على مدينة كادوقلي من قبل متمردي قطاع الشمال ،مشددا على ان تعريض حياة المدنيين للخطر لايتسق مع معايير حقوق الإنسان. وقال المسؤول الاممي، في مؤتمر صحافي امس بالخرطوم،ان هجمات المتمردين في أبو كرشولا في جنوب كردفان وأم روابة في شمال كردفان أسفرت عن أضرار كبيرة على المدنيين الأبرياء، كما نتجت عن ذلك انتهاكات لحقوق الإنسان وحالات نزوح مثيرة للقلق.، وقال انه زار مدينة الرهد والتقى نازحين من منطقة ابوكرشولا، وتابع « تألمت جدا حينما روى لي احد النازحين ان والده قتل امام عينيه ، كما ان هناك شخصا روى انه تعرض لتهديد بالقتل وهذا امر محزن للغاية « ، وقال ان احدى النساء روت انها سارت لاميال برفقة اطفالها عقب الهجوم على ابوكرشولا ، ورأى بدرين ان العنف يهدد حياة المدنيين وطالب بالاتجاه نحو الحلول السلمية . وقال بدرين انه زار معسكر عطاش للنازحين بدارفور واستمع الى افادات، وقال ان زيارته تزامنت مع اندلاع معارك قبلية في اجزاء من دارفور كما ان النساء والاطفال يعيشون في اوضاع سيئة بالمعسكرات في ظل محدودية الموارد ،مؤكدا انه في مقابلاته مع المسؤولين عبر عن قلقه لمنع دخول المنظمات الإنسانية في المناطق المتأثرة ،واشار الى انه تلقى افادات منهم بان هناك موجهات جديدة من قبل الحكومة بشأن التدخلات الإنسانية، مضيفا بانه نصح بمراقبة الموجهات الإنسانية خاصة في ولايات دارفور. وأكد المسؤول الاممي وجود تطورات ايجابية في النيل الأزرق ، أبرزها فتح مجال واسع لايصال المساعدات الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة،ومع ذلك أبدي قلقه بشأن المدنيين المحاصرين في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في ظل الأنشطة العدائية بين القوات الحكومية والمتمردين في المنطقة. وذكر ان الاوضاع في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية - قطاع الشمال في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان في تدهور مستمر على الرغم من التطور الايجابي للاوضاع في ولاية النيل الازرق،ودعا الحكومة والمتمردين الى احترام معايير حقوق الإنسان اثناء النزاعات المسلحة ،معلنا عن اصداره للتقرير النهائي عن حالة حقوق الإنسان في السودان في سبتمبر المقبل ،موضحا انه تجنب زيارة مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان بنصائح من الاممالمتحدة لاسباب تتعلق بالامن، كما انه لم يتمكن من زيارة منطقة ابوكرشولا بولاية شمال كردفان لاسباب لوجستية لاتتصل بالأمن ، معربا عن قلقه من استمرار اقامة النازحين في المدارس بالرهد، وبشكل مؤقت، وتساءل أين سيذهبون حينما تستأنف الدراسة ؟ ورأى بدرين ان الافراج عن المعتقلين السياسيين خطوة الى الامام خاصة وانه كان قلقا بشأن اعتقال زعماء من المعارضة ابان زيارته السابقة. وذكر ان الحكومة اطلقت موجهات جديدة لمعايير حقوق الإنسان لفترة 10سنوات مقبلة، وطالب الاطراف الدولية بالدعم الفني ،مشيرا الى ان الخرطوم ماتزال تلتزم بالمعايير الاساسية لحقوق الإنسان.