*النادى الأهلي الخرطومى عرف بأنه نادى رسالى وليس مجرد فريق لكرة القدم فهو منتدى قوامه مجتمع صافى نقى و مترابط يجمع بين أفراده الاحترام والتقدير، وأتشرف كثيرا أننى « كنت ولا زلت أعتبر نفسى من أعضاء هذا الكيان الثابت و الشامخ والعريق وجزءا منه» وقد سنحت لى الظروف « أن أكون قريبا و ضمن كوكبة الانجاز التاريخى لهذا النادى حينما اقتحم قائمة الأندية القومية ونال شرف تمثيل السودان » وهى تلك الفترة التى كان يترأس مجلس ادارته فيها الحاج شيخ ادريس يوسف « أبو يوسف » ومعه مجموعة من شيوخ الأهلي وشبابه المتحمس وقتها حيث كان الراحل العم صلاح اسماعيل المرشد العام ومربط الفرس والموجه ومستودع الابتكارات » وبجانبه شيخ شيوخ الأهلي وأحد أركانه وثوابته وعرابيه الا وهو الحاج أبوالقاسم كشه وكان وقتها الأستاذ عثمان حامد سكرتيرا والحاج بابكر المرضى أمينا للمال أما الأخ نجيب الفوال فقد كان المرجعية والداعم الرئيسى - كان للأهلي وقتها شباب يتدفقون حماسا وحبا لهذا النادى وجنود له يؤمنون به ومستعدون للقتال من أجله على رأسهم الاخوة اللواء أحمد عابدون وكان عقيدا وقتها ثم الدكتور والأديب الشاعر على الكوبانى والكابتن محمود صالح و« ابن عمى » الأخ الفاتح ابراهيم التوم وعثمان خواجة ويسرى الفوال - كانت أيام أهلاوية أرى أنها أجمل وأحلى وازهى الفترات وأنضرها وهى تلك الفترة التى كان المريخ والهلال يرتجفان فيها أمام الأهلي الأسد والحديد فقد كان يصرعهما نهارا جهارا وكان نجوم الأهلي وقتها هم الأجود فى الساحة والأعلى مهارة وفنا ومنهم على سبيل المثال لا الحصر « فيصل وعادل عمر - ياسر الحاج - عادل شاويش المعلم وعادل جادالله الكمبيوتر - والأميران ومدثر عثمان وجمال وحسون والمرحوم صديق وعطيتو أخوان « محمود وناصر » ثم جاء من بعدهم جيل الأمجاد ومنهم « عيسى الهاشماب- عصام جوليت - طارق حبة - خاطر قسوم - نادر - وليد ادريس وليد عثمان - محمدين - أسامة مصطفى - عبده الحلبى » وفى ظل قيادة فنية حكيمة وتاريخية متميزة كان على رأسها الأخ المدرب والخبير شرف الدين أحمد موسى والأخ الكابتن عوض الحاج والكوتش ميرغنى - وقتها كان النادى الأهلي ولازال النموذج والمثال الحى وكان نتاج ذلك أن انتزع الصدارة واصبح الضلع الثالث فى مثلث القمة الكروية السودانية « المريخ - الهلال - الأهلي » كان الأهلي ولا زال فريقا قويا قوميا يهز الأرض وترتجف منه الخصوم. *أبرز ما يميز الأهلي عن بقية الأندية أنه نادى تتواصل فيه الأجيال وهو عبارة عن منتدى و تجمع لأبناء الأسر الخرطومية الكبيرة والعريقة فليس فيه وافد ولا غريب له تعاليمه ودستوره وقيمه وتاريخه وتقاليده وموروثاته وكل المنتمين له يعرفون بعضهم البعض ولهذا فقد تملكتنى الدهشة من ظهور عادات ليست من شيم هذا النادى ولا من تقاليده وأخلاق مجتمعه ولم نعهدها فى هذا النادى الكبير والممثل الشرعى للخرطوم وهى المتمثلة فى التعدى والتطاول على كبار النادى ورموزه والتعرض اليهم أمثال العم شيخ ادريس يوسف هذا الرجل الخلوق والمؤدب والكريم صاحب النوايا الصافية والقلب الأبيض والذى يحترم كل الناس ويحترمه الجميع لخصاله - فالعم شيخ ادريس يوسف أكبر من أن يكون محل استهداف وهو من ثوابت الأهلي ومبادئه التى لا تقبل النقاش « افتراضا » ومحاولات النيل من هذا الرجل لا تفسير لها الا « العيب والجحود والنكران وعدم احترام الكبار فهو أكبر من أن تتم معاملته وكأنه خصم للأهلي أو معارض » و بناء على ما شهدناه ونشهد عليه فنقول ان العم شيخ ادريس يوسف هو ركن أهلاوى أساسى وأحد ثوابته وقواعده - حمل الأهلي على كتفيه وصرف عليه صرف من لا يخشى الفقر - فهو رجل بقامة تاريخ وضع لمساته وحفر اسمه بأحرف من نور فى جدران هذا النادى الكبير بالتالى فان أى محاولة للصدام معه فهى صدام مع « الحقيقة والتاريخ » - ومن واقع متابعتنا للأحداث القديمة والجديدة من داخل النادى الأهلي منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما فاننا نعترف ونقر ونشهد بالحقيقة التى تقول ان العم شيخ ادريس يوسف هو الذى أسس التاريخ الجديد للأهلي وهو الذى قاد ثورة التجديد والتطوير والتحديث والبناء ويكفى أن الأهلي فى عهده ارتقى للممتاز ومثل السودان خارجيا وأصبح بعبعا يخيف ويصرع الخصوم ولا كبير أمامه - فهذا الرجل يمثل تاريخا ورمزا وعنوانا مشرفا للأهلي والأهلاويين ما يعنى أن التعرض اليه هو استفزاز للأهلي ويبقى ليس من الذوق ولا الاحترام أو الأخلاق والأدب أن نتطاول على الكبار والذين قدموا واجتهدوا وتحملوا المسئولية فى أوقات عصيبة أمثال « أبو يوسف » ومهما يكن حجم وقدر الاختلاف فى الرأى فهذا لا يمنح الاخرين حق تجاوز التار يخ والحقيقة ، ومن أراد أن يحترمه الناس ويقدروا له جهوده فعليه أولأ أن يعترف بجهود وتاريخ وعطاء الرجال ويؤكد على احترامه لمن سبقوه - فالريس شيخ ادريس يوسف رجل عرف بمواقفه وسخائه ولم يبخل على الأهلي يوما وهو رجل طيب متواضع يحب الخير للناس ويحبه الاخرون وهو واصل ومتواصل اجتماعيا كما أنه لم يأت الى كرة القدم بالشباك بل جاءها من بابها من واقع أنه مارس اللعبة وهو ابن أصيل للمجتمع الرياضى بالخرطوم « العاصمة » وان كان لنا ما نقوله للاخوة هناك « اذا دعتك قدرتك الى ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك » وعليهم أيضا ان يعلموا أن المال لا يمسح تاريخ الرجال. *صحيح قد يكون هناك خلاف فى الرأى وهذا طبيعى وقد تكون هناك سلبيات حدثت فى الماضى وهذا ليس غريبا فمن يعمل يخطئ وليس هناك من هو معصوم وأى عمل لابد من ان تصاحبه اخفاقات وقصور وهذا ليس عيبا فى العمل المؤسسى الجماعى ولا هو جرم - ونعلم أن المناكفات موجودة فى كل أندية العالم ولكن بالضرورة أن تكون هناك خطوط حمراء يجب أن لا نتعداها وأولها « الاحترام والتقدير » - الأهلي الأن مستقر اجتماعيا ويملك فريقا قويا ومتماسكا ينتظر منه الكثير وحتى لا ننشغل « بهوامش الأمور » فعلى الادارة الحالية ان تركز فى كيفية تهيئة الأجواء المناسبة والصالحة للاعبين والجهاز الفنى حتى يحققوا الهدف المطلوب هذا من ناحية ومن اخرى فمن الضرورة أن لا يتحول الخلاف الى اختلاف وخصومة وعداء ويبقى من الواجب على مجلس ادارة النادى الأهلي أن يعمل على وحدة الصف ويثبت لمن سبقوه حقوقهم ويعترف لهم بالحهود الضخمة التى قدموها وأن يكون الود موجودا - فليس هناك من هو « دائم وخالد فيها واخرها كوم تراب » - احفظوا للرجال الذين سبقوكم حقوقهم وأعطوهم قدرهم حتى يحترمكم الناس والذين سيأتون من بعدكم.