تعتبر مستشفى شرق النيل احدى اهم البشريات التي ظل ينتظرها انسان هذه المنطقة الممتدة من الجريف شرق وحتي منطقة حسن ودحسونة بالبطانة فالمستشفى وتوأمها جسر السلام ظلت مدخل الحلم في التغيير ، الغد الافضل والحياة الكريمة .. ظل اهل شرق النيل يراجعون «مداميك» المشروع واحدا اثر الاخر حتي يقفوا علي العدد المضاف فتطمئن قلوبهم ويتناقلون البشارة بانهم في ذلك اليوم قد قطعوا بضعة فراسخ في رحلة البحث عن الافضل . وعندما قامت السلطات بافتتاح جسر السلام توافد اهل النيل، الاعمي والكسيح ليقولوا لاهل الحكم شكرا ان بتم اول ناس يحسون معاناة البسطاء وكم كان الحشد جامعا يوم افتتاح المستشفى .. كان اهل شرق النيل يعولون كثيرا علي المستشفى وما هي الا بضعة ايام فانكشف المستور --- «الصحافة» تلقت بعض المهاتفات حول المستشفى فتحركنا اليه بهدف الاستماع للناس فماذا قالوا : في مدخل المستشفى وجدنا حالة من الحزن النبيل في وجوه العامة من المرضي الذين توافدوا للمستشفى وهم يمنون النفس بالعلاج بيد انهم فوجئوا بان بطاقات التأمين في المستشفى عديمة الجدوي، يقول عثمان هارون علي خالد معاشي وهو مريض بالفشل الكلوي في الستين من عمره « ظللت اخضع للغسيل الدموي بمركز الدكتورة سلمي ثلاث مرات في الاسبوع وعندما تم افتتاح مستشفى شرق النيل استبشرنا به خيرا فهو علي مقربة من موقع السكن وبالتالي تجاوزنا معاناة الترحيل خاصة ان مرضي الفشل معرضون لامراض اخري لضعف مناعتهم ..» مضي عثمان في رواية ما حدث « بالامس شعرت ببعض الالام فذهبت الي مستشفى شرق النيل بحكم قرب المستشفى من منزلي .... جئت حاملا بطاقة التأمين وبعد دخولي فوجئت عندما طالبوني بدفع مصاريف فوق طاقتي وعندما ابرزت بطاقة التأمين علمت بانها غير معتمدة لديهم »، وعلي مقربة من عثمان هارون وجدنا طه حسن الذي افاد بانه خضع لعملية جراحية صغيرة تمثلت في ازالة كيس دهني بالكتف فطالبوه بدفع «250» جنيهاً نظير العملية وان سعر السرير يبلغ «115» جنيها لليوم الواحد وكشفت له ادارة المستشفى انها لا تتعامل مع بطاقات التأمين الصحي، وقال طه انه قدم للمستشفى عندما علم انها مستشفى خيري هدفت من خلاله الحكومة الي ازالة معاناة الناس خاصة ان مواطني شرق النيل من ذوي الدخل المحدود والشرائح الاجتماعية الضعيفة وليس بمقدورهم التوجه للمراكز والمستشفيات الخاصة . عمر الطيب وبمجرد وقوفه علي هويتنا تحدث بانفعال قائلا ان الدهشة قد اخرست السن سكان شرق النيل فقد ظلوا يتوقون لاكتمال المشروع حتي تذهب حالة المعاناة وسط المرضي وذويهم لبعد المؤسسات العلاجية الكبري ،واختتم عمر حديثه «للصحافة» قائلا بانهم يناشدون والي الخرطوم بمراجعة السياسات التي تنتهجها ادارة المستشفى التي حولته الي فندق خمس نجوم، الترحيب فيه بذوي الامكانيات الضخمة.