: قدمت النيل الأزرق ليل الأربعاء المنصرم سهرة حية بعنوان «للود قضية» كان يفترض أن تناقش قضايا حيوية مثل تواصل الأجيال والشعر الهابط، ورغم أن الموضوع سبق أن تم تناوله على شاشة النيل الأزرق، إلا أن المشاركين فشلوا في إدارة حوار موضوعي بنفس هادئ بعيد عن العصبية والتجهم وأسلوب المواجهة وروح التحدي والاستعلاء لتشخيصها وتوصيف الدواء، والسهرة التي امتدت نحو ساعتين وأخذت شكل المواجهة، وبدلا من تقريب وجهات النظر والتأسيس لتواصل الأجيال بين الطرفين الشعراء الكبار والشباب الذين يقفون خلف كواليس الأغنيات الخفيفة التي يصفها البعض بالهابطة والمبتذلة، انتهت السهرة بإفساد «الود» والمعركة الكلامية الحادة التي اندلعت بين الطرفين، وكان رأس رمحها الشاعرة سعادة عبد الرحمن والاعلامى خالد الوزير الذي ترافع عن جيل الشباب، ولو كانت خارج الاستوديوهات لحدث ما لا يحمد عقباه.. مقدم البرنامج سعد الدين حسن فشل في الفصل بين الطرفين في كثير من الأحيان، وكاد الهرج وعدم التقيد بآداب الحوار ان يفسد السهرة.. وسعادة كانت قاسية جد في ليلة يفترض أن تكون «للود»، رغم قناعتي بوجهة نظرها في كثير من المحاور والزوايا التي تطرق لها الحديث خاصة في ما يتعلق بتعريف الشاعر وأهمية الالتزام بقواعد الكتابة في القصيدة الغنائية، واعتقد أن الطرفين بحاجة لمزيد من الحوار حتى يخرج كل الهواء الساخن أولاً، قبل أن يخطو كل طرف نحو الآخر بحب، وتأسيس علاقة يسودها الاحترام المتبادل في إطار تواصل الأجيال الشاعر الشاب امجد حمزة لم يكن موفقاً في إفادته التي استجاب فيها لاستفزاز السؤال بأن شعره مصنوع، حيث قال بالحرف الواحد انه يتحدى إن كان هناك سوداني ليس في هاتفه الجوال أغنية من أغنياته! ما هذا الغرور!! فوتوغرافيا أخيرة كما توقعنا فإن برنامج «أغاني وأغاني» فقد الكثير من مشاهديه منذ الحلقة الأولى، ومع احترامنا لكل الأصوات المشاركة إلا أن هناك شيئاً ما مفقود في هذه المجموعة غير المتجانسة، ولم يبق من البرنامج سوى الشعار والسر قدور!! [email protected]