*المباراة التى سيؤديها المريخ مساء اليوم أمام فريق الخرطوم الوطنى فى بطولة كأس السودان تكتسب أهمية خاصة من واقع وضعية وترتيب الفريقين فى جدول الدورى الممتاز « الأول والثاني » وتشير كل الحسابات والتوقعات الى أنها ستأتى صعبة على الفريقين لا سيما وأن لكل منهما دافعه الكبير الذى يجعله يعمل على الفوز بنتيجتها. *فبالنسبة للمريخ فالمواجهة بالنسبة له ثأرية فى المقام الأول من منطلق أنه خسر اخر مواجهة جمعت بين الفريقين اضافة لذلك فان فريق الخرطوم الوطنى هو وصيفه حيث أنه يحتل المركز الثانى فى جدول الدورى الممتاز وقد كان متصدرا للمنافسة لفترة، ثالثا فالمريخ يدخل مباراة اليوم وهو فى وضع جديد ومختلف خاصة بعد التطورات و المستجدات الادارية الأخيرة وبعد الدعم الكبير الذى حظى به الفريق ابان التسجيلات الأخيرة حيث ضم الفريق أكثر من ثلاثة لاعبين جدد هذا غير أن المباراة ستجرى فى أجواء تفاؤلية يعيشها المجتمع المريخى بعد ظهور الفريق بمستوى متميز خلال التجربتين اللتين أداهما أمام فريقى العباسية ومريخ الفاشر وحقق خلالهما انتصارين كاسحين جعلا الثقة تعود الى اللاعبين فضلا عن ارتفاع الروح المعنوية وحالة الاطمئنان . *أما فريق الخرطوم الوطنى فهو الاخر ليس بالمنافس السهل خاصة وأنه أقام معسكرا اعداديا فى القاهرة كما أنه يضم نجوما يمتلكون كافة مواصفات التميز وقد بلغ الفريق درجة الجاهزية التى تجعله قادرا على الدخول فى أى تحدٍ وبالطبع فانه سيدخل مواجهة اليوم ليثبت جدارته ويؤكد على قوته وليعزز انتصاره السابق. *وبرغم التفاؤل الكبير الذى يسيطر على أجواء المريخ وحالة الاطمئنان خاصة بعد الانتصار الكبير الذى حققه الفريق على مريخ الفاشر الا أن ذلك لا يعتبر مؤشرا لجودة المريخ كما أنه لا يعنى أن المريخ سيفوز اليوم بسهولة، نقول ذلك من واقع التجربة وفى الأذهان وضعية الفريق فى بداية الموسم - فالمريخ وخلال معسكره الاعدادى الرئيسى الذى اقامه بمدينة سوسة التونسية أدى عددا من التجارب القوية حيث لعب أمام فرق كبيرة وعريقة وقوية منها النجم الساحلى والصفاقس والمنتخب الليبى والبنزرت وقد حقق نتائج ايجابية خلال هذه المباريات الشئ الذى جعل أنصاره يراهنون عليه واعتقدوا أن فريقهم وصل مرحلة من القوة تجعله قادرا على اكتساح كافة الفرق التى ستواجهه وسيتقدم فى البطولة الأفريقية ولكن حدث العكس حيث لم يظهر الفريق بالمستوى المتوقع له وظل يسجل تراجعا من مباراة لأخرى فقد « تعادل مع الهلال ومع هلال كادقلى وخسر أمام الخرطوم الوطنى والأهلى شندى » وبدلا من التطور والتقدم فقد حدث العكس لدرجة أن المدرب الكوكى وبعد أن استخدم كافة المبررات لجأ لتقديم وعد للجمهور قال خلاله ان الفريق سيظهر بمستواه الحقيقى فى الاسبوع السادس للممتاز وشاءت الظروف أن ينهزم المريخ فى الموعد الذى حدده الكوكى بالاسم. *ما نود قوله هو ان الفوز على العباسية برباعية واكتساح مريخ الفاشر بنصف دستة من الأهداف لا يمكن أن نعتبره قياسا أو معيارا أو أنه مؤشر يؤكد على أن المريخ سيحقق الفوز فى لقاء اليوم - فاللعب الرسمى يختلف كثيرا عن اللعب الودى والتجريبى وهذا ما يجعل باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه فى مباراة اليوم فمن الوارد أن يفوز المريخ بستة أهداف أو أربعة أو هدف ومن الوارد أيضا أن يتعثر بالتعادل ومن الممكن أن ينهزم وكلو وارد فى كرة القدم . *المطلوب من نجوم المريخ وجهازهم الفنى أن يحترموا خصمهم خاصة وأن فريق الخرطوم الوطنى ليس هو بالفريق العادى الذى يمكن الاستهانة به أو استصغاره او الاعتقاد بأن تحقيق التفوق عليه يمكن أن يأتى باجتهاد اللاعبين أو عن طريق الحظ والصدف أو بصراخ الجمهور بمعنى أنه يستوجب على لاعبى المريخ أن يؤدوا مباراة اليوم بدرجة عالية من التركيز ومن المهم أن يلعبوا بالروح القتالية العالية التى عرفوا بها بعيدا عن التراخى والتهاون والتقاعس ، فالنصر يأتى بالأداء القوى الجاد الملئ بالحماس والهمة والشراسة والعنف وعليهم أن يتذكرو أن مباراة اليوم ثأرية وان كانوا قد خسروا المواجهة الأولى بسبب التراخى واستصغارهم لمنافسهم فهاهى الفرصة تأتيهم من جديد ليثبتوا جدارتهم وقوتهم وأفضليتهم. *نتيجة مباراة اليوم هى المعيار والمؤشر الذى يوضح وضع المريخ فهل هو يسير فى الطريق الصحيح أم أنه لازال هو ذاك الفريق الذى يبحث عن ذاته ، فالحقيقة تقول ان المريخ وبرغم صدارته للدورة الأولى للممتاز الا أنه لم يقدم العروض المقنعة وبرغم أنه حقق الفوز فى عدد كبير من المباريات الا أنه كان من الممكن أن يخرج متعادلا أو خاسرا ذلك قياسا على عروضه الضعيفة والهزيلة وغير المقنعة وان كان المريخ قد جلس على الصدارة فهذا ليس لأنه الاقوى بل بسبب ضعف الفرق الأخرى وهذا ما يجعلنا نضع مواجهة اليوم وكأنها امتحان أو ملحق للاعبين والجهاز الفنى. *كل ما نرجوه ونتمناه أن يظهر المريخ بالشكل الذى يعجب ويطمئن جماهيره ويؤكد على قوته واستفادته من الأخطاء التى صاحبت أداءه فى النصف الأول من الموسم كما نتمنى أن نرى ثمار الفترة الاعدادية الحالية. *فى سطور *مباراة اليوم هى بمثابة لقاء الذهاب للفريقين وهناك مواجهة أخرى حاسمة ستقام باستاد المريخ بعد أربعة أيام وبالطبع فان النتيجة التى ستنتهى عليها مواجهة اليوم ستكون حاضرة ولها أثر كبير فى اللقاء الثانى. *بالمنطق والأرقام فالمريخ هو الأقرب للفوز و كل المؤشرات تمنحه الأفضلية ولكن هذا لا يكفى. *وكما قال الأخ عبدالصمد محمد عثمان فمشكلة المريخ كانت تكمن فى غياب الروح القتالية والجدية والشراسة وان أدى أولاد الأحمر مواجهة اليوم بجدية وتركيز وقوة فسوف يحققون نصرا كاسحا. *نتوقع أن تشهد مباراة اليوم حضورا جماهيريا كبيرا من المريخاب من منطلق انها ثأرية وبعد الفوز الكبير الذى حققه فريقهم على مريخ الفاشر .