حاوره: حسن البطري: قلت للقائد تلفون كوكو أبو جلحة في مستهل أيامه للصيام عبر الهاتف: يا مولانا (كما يحلو لأنصاره أن ينادوه): متى دخلت الجيش الشعبي لتحرير السودان ومتى دخلت الحياة الزوجية؟! وهل أنت نادم على دخول أي من الحياتين؟ ضحك أبو جلحة ضحكتين: ضحكة من القلب وضحكة من العقل (العقل يضحك ويُضحك عليه).. قلت له: لماذا لا تقرأ؟ قال لي: أنا أقرأ كثيراً. قلت له: ولماذا الحنين إلى بليلة (نقونقو) في فطور رمضان؟! قال لي: لأنها تذكرني بالجبال.. وعندما قال الجبال: تحولت نبرة الحديث، وأخذت طابعاً أقرب إلى الشدة. فالقائد تلفون كوكو أبو جلحة، حمل قضية جبال النوبة، في قلبه وعلى كتفه، ومن أجلها حمل السلاح..واحترف السياسة ولا تزال قضية جبال النوبة هي قضيته المركزية، ان لم نقل الوحيدة. ولما بلغ الحديث حد الاعتقال، لم أجد مخرجاً إلا استخدام البريد الالكتروني.. فكان هذا الحوار. ٭ هناك أقوال كثيرة عن علاقتكم بالمؤتمر الوطني.. ما حقيقة هذه العلاقة؟ هذا سؤال ممتاز جداً، أولا: لا توجد بيني وبين المؤتمر الوطني بوصفه حزباً أية علاقة سواء أكانت قوية أو ضعيفة، ولم أدخل في ساحة داره ولو دقيقة واحدة. ولكن لدي علاقات ودية مع أعضاء في المؤتمر الوطني وهي علاقات اجتماعية بحتة، وأغلبهم من جنوب كردفان، حيث يربطنا التاريخ والجغرافيا والمستقبل والمصير في تلك الرقعة من الأرض التي تسمى جنوب كردفان. وعلي سبيل المثال لدي علاقة مع د. عيسى بشرى، عمر سليمان الوالي السابق، اللواء إبراهيم نايل إيدام، اللواء عوض خير الله، المرحوم إبراهيم بلندية رئيس المجلس التشريعي السابق، محمد مركزو، د. خميس كجو، مولانا سومي زيدان، د. جلال تاور، عفاف تاور، صديق فريني، د. عبد الرحمن الخضر، سلاف الدين محمد صالح بمفوضية العون الانساني، عبد الحفيظ محمد أحمد، حسين حديد ككي، كوة ابراهيم، حسن كودي، إبراهيم تية مهنا، الطيب حسن بدوي، المرحوم كبي كوكو الغزال، كنو اللحو، الأمير كافي طيارة، إبراهيم الفيل، أيوب كباشي، الامير خميس ابو كندي ويوسف الغائب. ثانياً: ماذا يعني أن تلفون كوكو لديه علاقة ودية مع أعضاء في المؤتمر الوطني؟ حقيقة هناك مفهوم مغلوط واعتقاد خاطئ رسخ في أذهان الناس منذ حياة المرحوم جون قرنق، حيث كان هناك حاجز أمني كبير بين أي عضو في الحركة الشعبية والجيش الشعبي يمنع مقابلة أو لقاء أية مجموعة خارج جدار الحركة الشعبية، حتى ولو كانوا ذوي قربي من الدرجة الأولى، إلا بإذن من قيادة الحركة الشعبية.. إلى أن انفجر هذا الوضع وهدم ودمر هذا الجدار الوهمي في عام 2003م عندما استنكر عضو مجلس التحرير ومجلس قيادة الحركة القائد لوال دينق وول استجواب المرحوم جون قرنق له عن أسباب لقائه مع وفد من أسرته جاءوا من الخرطوم الى نيروبي.. فكتب لوال دينق وول مقاله الشهير الى أهله من أويل في الشبكة العنكبوتية، طالباً منهم أن يصطفوا خلفه لمواجهة قرنق.. فقال في مقاله لقرنق من الذي منحك سلطات منح الإذن للرفاق لمقابلة أقاربهم؟ بربك من الذي أعطاك سلطات لمنح الإذن لإجراء مقابلات اجتماعية خاصة؟ وكيف علمت أنك وحدك الموثوق فيه والباقين فاقدو المصداقية والثقة؟ وقال إنه يتحدى قرنق مبيور وأسرته أن يكونوا قد شاركوا بشهداء في هذه الثورة؟ وقال إنهم في أسرتهم شاركوا وقدموا سبعة شهداء، فكم قدمت أسرة قرنق من الشهداء لهذه الثورة منذ انفجارها قبل عشرين عاماً؟ والمقال طويل من أربع صفحات، وأردت من هذا فقط أن يعرف الغافلون الذين يروجون الشائعات والفتن أن موضوع فلان لديه علاقات مع ناس فلان موضوع قديم جديد... وهو موضوع يستخدمه فاقدو الثقة في أنفسهم لقياس مدى ولاء الآخرين لهم، لأن مقابلة زيد من الناس أو وجود علاقة بين «إكس» من الناس وهو في تنظيم آخر لا يعني بالضرورة أن زيداً سيغير مبادئه.. وذلك لأن من يملك المبادئ والقيم لا يبيعها بمجرد لقائه مع فلان أو فلتكان... فالمبادئ والقيم هي أغلى من الذهب وأغلى من الماس والزئبق وأغلى من كل شيء في هذه الدنيا، لأن الحصول على أو امتلاك هذه القيم يتم بالمشقة وشق الأنفس والصبر والمثابرة والإيمان ونكران الذات، بل العكس هو الصحيح، فكل من يتهم الناس بأن لهم علاقات خارج جدار الحزب هو في الحقيقة أضعف الناس، لأنهم يفتقدون لهذه القيم السامية، بل إنهم جاهزون لبيع قضيتهم بأرخص الأثمان، والسنوات الست من عمر ما يسمى الفترة الانتقالية هي إثبات دامغ لذلك، فكم منهم من كان لا يملك قطية من القش أصبح الآن يمتلك عمارة، ومنهم من يملك منزلاً فخماً وآخرون يملكون مراكز ثقافية بأسمائهم، وأساطيل من العربات داخل جراج المنزل، وامتلأت البطون وانتفخت من أكل السحت والحرام.. ففي من يريد مثل هؤلاء أن يطعنوا؟ أنا أحمد الله الواحد القهار، فقد وهبني العزيز الجبار من القيم ما يجعلني عزيزاً مكرماً مرفوع الرأس، فلم أتملق سلطاناً كالآخرين ليمنحني رضاءه لأسرق من مال الشعب لأبني به منزلاً أو عمارة أو فيلا، أو لأسس شركة لموزين أو مركزاً ثقافياً باسمي أو متاجر في جوبا وياي والخرطوم وكمبالا، أو لأضع رصيداً متضخماً في البنوك.. ولم أبع قضية شعبي بأي ثمن... إذن ما هي الخسارة التي أحدثتها علاقاتي الشخصية الاجتماعية وليس السياسية أو التنظيمية مع أعضاء في المؤتمر الوطني؟ المؤتمر الوطني حزب سياسي لديه برامجه التي قلب بها السلطة واستولي عليها. وهو امتداد للأنظمة الحاكمة السابقة التي ظلمت ومازالت تظلم سكان الهامش الذين أنحدر منهم. فأنا سياسياً اختلف مع المؤتمر الوطني لأنه هو هذا الحزب الذي أتي حسب زعمه لإنقاذ الشعب السوداني، ولكنه غيّر خطته من الإنقاذ الى التدمير، وجاء بنظرية جديدة خطيرة وهي صياغة المجتمع من جديد. وكانت هذه الصياغة على أساس قبلي، فالناس قبل 1989م كانوا لا يعرفون قبائل بعضهم، فقط يمكن أن تسمع هذا من الشمال وهذا من الجنوب وهذا من الغرب وذاك من الشرق، وكانت القبلية في مراحلها النهائية نحو الذوبان.. ولكن وصلت الأمور إلى مستوى أن يعرّف الشخص نفسه بقبيلته في أى مناسبة، وحتى في إجراءات الحصول على وظيفة رسمية بالدولة. وهذه بدعة سيئة ابتدعتها ثورة الإنقاذ. ومن ناحية ثانية فالمؤتمر الوطني يقذف بطائرات ال «إف 17» والانتنوف في جبال النوبة، ولا يفرق بين المناطق التي يقطنها المواطنون وبين المناطق ذات الأهداف العسكرية. وفي يناير من هذا العام 2013م قذفت طائرة الانتنوف المنطقة التي وُلدت فيها وقُتلت أختي عائشة كوكو أبو جلحة، وحلّقت في اليوم الثاني وقذفت متفجرات برميلية سقطت في نفس المكان ودمرت كل المباني، ولولا أن أفراد عائلتى قد هربوا عندما سمعوا صوت الانتنوف لكانت الكارثة أكبر. وهناك القتلى الذين يسقطون من قذائف الطائرات المقاتلة في جميع مناطق جبال النوبة، والتلميذات يسقطن بالعشرات كلما قذفت منطقة كاودة، فما هي نوع العلاقة التي يريدها لي هؤلاء الكذّابين مع الحزب الذى يفعل كل هذا بأهلى وشعبى؟! فياسر سعيد عرمان يملأ الدنيا ضجيجاً عن علاقتي بالمؤتمر الوطني، وإني غارق إلى أذني في الحركات والتنظيمات الإسلامية، وأقول إن المنطق البسيط لا يقبل مثل هذه الافتراءات اللاأخلاقية. وليسأل نفسه هو ومن معه لماذا لم أستفد من القرار الذي أصدره وزير العدل بدولة الجنوب د. جون لوك الخاص بالإفراج عني منذ يوم3/7/2012م، والقاضي بتسليمي لممثلة الصليب الأحمر التي سوف تقوم بدورها بتسليمي لنظام البشير في الخرطوم؟ ولماذا عندما تم الإفراج عني هذا العام في 19/4/2013م لماذا لم أغادر الى الخرطوم في يوم 24/4/2013م حيث كنت سأحظى باستقبال الأبطال؟ وعند الاجابة عن هذه الاسئلة بأمانة ستكون النتيجة أن من يروجون عن علاقتي بالمؤتمر الوطني هم بعض الأغبياء في الحركة الشعبية الذين يعيشون بالتسول والتكسب والتملق والكذب باسم الآخرين. ٭ منبر السلام العادل ورئيسه الطيب مصطفى من أقوى المدافعين عنكم.. هل هذا مصادفة أم هناك تنسيق مسبق بينكم؟ أولاً أريد أن أسجل صوت شكر وتقدير وعرفان عبر صحيفتكم إلى المهندس الطيب مصطفى لمواقفه الداعمة لي أثناء ما تعرضت له من ظلم وتآمر.. هذا من ناحية، أما من ناحية السؤال فلا يوجد أي تنسيق مسبق أو غير مسبق بيني وبينه، بل لم أقابله في حياتى ولو مقابلة عابرة. ٭ ما قصة خوضكم الانتخابات على مقعد الوالي لجنوب كردفان وأنتم حينها داخل المعتقل.. البعض يقول إن الهدف كان خدمة المؤتمر الوطني بدليل النتيجة؟ حكاية خوضي للانتخابات 2011م على مقعد والي جنوب كردفان مسألة عادية، ولربما الغريب في الأمر وجودي في السجن. ولكن لست الأول في العالم الذي يدخل ساحة الانتخابات من داخل المعتقل، فأولاً هي ضغوط سياسية للجهات التي قامت بهذا الاعتقال، كما أنها رسالة تحدٍ لتلك الجهات وقد كان.. أما حكاية أنني ترشحت لخدمة المؤتمر الوطني فهذه رواية لا تخرج إلا من أفواه الساذجين، فما هو ذلك الثمن الذي أخدم المؤتمر الوطني من أجله؟ فأنا الوحيد على الإطلاق في قيادات الجيش الشعبي من انتقد علانية حزبي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ووصفتهما بأنهما وجهان لعملة واحدة، وقلت إنهما فاشلان وإنهما يخدمان مصالحهما الخاصة، والإصلاح والمصالح الخاصة لا يلتقيان. وقلت إنهما ليسا جديرين بحكم السودان فحسب، بل هما غير جديرين بحكم ولاية من ولايات السودان، وها أنتم ترون ما فعلاه بجغرافية السودان. عموما أنا ترشحت مستقلاً حسب رغبة الغيورين من داخل الولاية والآخرين من أوروبا وأمريكا والخليج. وقد تمكنا من ذلك رغم الممارسات القذرة التي مارسها المرشحان الآخران من رشوة الناخبين والإسراف في وعودهما بالوظائف والترقيات، خاصة مجموعة عبد العزيز الذى جمع كمية من الذين تدربوا في الجيش الشعبي بعد السلام ولم يتم تقييمهم إلا مع موعد الانتخابات. وكذلك استخدام عبد العزيز آدم الحلو الإرهاب، حيث قام باعتقال عدد كبير من المكوك النشطاء في حملة الدعاية التابعة لي، وتم سجنهم في بحيرة الأبيض داخل الحفر ويعذبون يومياً إلى أن تدخلت لجنة حقوق الإنسان وأخرجتهم من الحفر.. ولكن بعد هذا تمكنت من داخل المعتقل أن أوجه لعبد العزيز آدم الحلو ومن معه من الشيوعيين وغيرهم ضربة قوية وموجعة... وفوز عبد العزيز ما كان ليخدم مصالح النوبة أو الولاية بقدر ما يخدم مصالح الحزب الشيوعي الذى حشد كل كوادره من جميع أصقاع السودان ليتجمعوا في ولاية جنوب كردفان أثناء الانتخابات.. ألم تر أن سقوطه جعله يورِّط أبناء الولاية في حرب من غير خطة ومن غير هدف، فهذه الحرب من أجل كرسي عبد العزيز الحلو وليست من أجل مصلحة الولاية، لأنه لو فاز لما قامت الحرب. أما عدم فوزي فكان أمراً طبيعياً بالنسبة لي للظروف غير المساعدة، ولكننا تمكنا من توصيل رسالة لهؤلاء الانتهازيين بأننا بعون الله قادرون على إلحاق الهزيمة بهم رغم القيود والسلاسل حول أرجلنا.. فإن الناخبين الذين صوتوا لنا هم الصادقون، لأننا لم نعدهم بوظيفة ولا رشوة بمبلغ ولا وعد بترقية.. بل قدمت لهم نفسي بأني لو فزت سوف أكون خادمهم الأمين، وسوف لن أسرق من أموالهم الخاصة بالولاية، وسوف اتخذ الإجراءات القانونية ضد المرتشين الذين يعبثون بأموالهم، وسوف أسعى لتذويب القبلية في الولاية ورتق النسيج الاجتماعي الذي دمره بعض المتفلتين من حزبي الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني.. وهذه كانت خريطة الطريق.. والذين ركبوا معنا في اللوري كمثل الذين ركبوا مع نوح في السفينة «بسم الله مجراها ومرساها». ولأن المرشحين الآخرين غير حريصين على الولاية ولا ينتميان إليها، لذلك أغرقا أبناء الولاية في حرب لا مستفيد منها. فكلاهما أسرهما خارج الولاية، ولا توجد أية خسائر مادية أو بشرية لهما في هذه الحرب. وكلاهما لا يشعر بمرارة الألم الذي يعاني منه أبناء الولاية بسبب هذه الحرب. ٭ هناك تحولات حدثت خلال السنوات الثلاث الماضية، مثل انفصال الجنوب وعودة الحرب إلى ولاية جنوب كردفان.. كيف تنظر إلى هذه التحولات؟ حقيقة إن هذه التحولات ليست غريبة عندي، فقد قرأتها منذ قراءتي لما سُمي اتفاق السلام الشامل الظالم في مارس 2005م بياي. ومن ذلك التاريخ بدأت أحذر أبناء المنطقة في الجيش الشعبي من أن هناك حرباً ستقوم ويجب علينا الاستعداد الكامل لها، ولكن كنت كمن يدق أجراس الكنيسة في مكة. ٭ الأحداث تسير بسرعة، وهناك تفاوض مطروح بين الحكومة وقطاع الشمال حول المنطقتين.. أين أنتم من ذلك؟ حقيقة إن التفاوض سوف لن يؤدي إلى نتائج يتمخض عنها اتفاق سلام، وذلك لأن الذين يديرون التفاوض من جانب الحركة الشعبية هم قيادات غير شرعية، فهم يتاجرون بقضية شعب جنوب كردفان. فهم يستخدمون قوات أبناء النوبة لتحقيق ضغوط ومصالح خاصة بهم، حيث منهم من يريد أن يدخل القصر الجمهوري على أكتاف أبناء النوبة، ومنهم من يحلم بالماضي لكي يتولى حكم ولاية، وهذه كلها لا تحقق أية مكاسب تنموية لشعب النوبة، لأن معظمهم حكموا من قبل في ما سُمي الفترة الانتقالية وفسدوا فساداً مذهلاً، والمقولة تقول «لا يصلح من أفسد»، وكما أنهم أصحاب مصالح خاصة، والإصلاح والمصالح الخاصة لا يلتقيان. ٭ إذا انتهت هذه المفاوضات باتفاق أياً كان شكله، فكيف تتعاملون مع الموقف؟ لكل مقام مقال، ولكل حادث حديث. ٭ ما هي علاقتكم بالحركة الشعبية لتحرير السودان جنوب السودان وقطاع الشمال وقطاع جبال النوبة؟ بالنسبة للحركة الشعبية لتحرير السودان فهذا العنوان قبل كل شيء غير صحيح، لأن قيادة هذه الحركة يجب أن تواكب الأحداث، وكان يجب أن يتم تغيير اسم الحركة الشعبية واسم الجيش الشعبي لتحرير السودان بمجرد إعلان الانفصال، لأن مهمتها قد انتهت بقيام دولة الجنوب. وعلى الحركة أن ترتقي ببرامجها الى مستوى برامج دولة منوط بها السعي والبحث عن رفاهية وسعادة وتنمية شعب دولة جنوب السودان، وليس البحث والسعي وراء الحرب مع دولة شمال السودان.. أما عن علاقتي فهي علاقة من فقد الثقة في الآخر نتيجة عدم المصداقية.. وأما عن قطاع الشمال فلا توجد علاقة على الإطلاق، وذلك لأن من يدير هذا القطاع أصلاً فاقد للأهلية لقيادة هذا القطاع.. وأما عن قطاع الجبال فهي علاقة متأزمة للغاية مع قيادته الحالية، فهم من تآمروا مع المسؤولين في الجنوب لوضعي في الاعتقال حتى لا أصل إلى جبال النوبة ريثما يرتبون أوضاعهم ليتم الإفراج عني بعد ذلك، لأصل إليهم كالضيف لا كالمؤسس. ولكن لخيانتهم هذه فقد خذلهم العلي القدير. ٭ قضية جبال النوبة أم قضية السودان؟! غداً نواصل