الخرطوم: وليد كمال: وسط أجواء معطرة بنفحات رمضان الإيمانية ظلت محليات ولاية الخرطوم تسهر حتى تباشير الصباح بمسارح أنديتها مع فعاليات الدوري الثقافي لأندية ولاية الخرطوم، تستمع لآيات الذكر الحكيم والخطابة وتروح عن نفسها بالغناء والتمثيل وتعرض تراثها فى ثوب قشيب من الروعة والتنظيم. وعبر هذه المساحة نرصد بعض تفاصيل ومشاهد الحدث الذى درجت على تنظيمه وزارة الثقافة والإعلام برعاية الدكتور عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم. ودع جمهوره بنادى كلى وكان مساك ختام المنافسات أمس الأول بنادي كلى بالحلة الجديدة، وتقام الليلة الختامية عقب عيد الفطر المبارك بقاعة الصداقة بالخرطوم، حيث يتم الإعلان عن النتيجة وتسليم الجوائز للأندية الفائزة. وقد شارك فى نسخة هذا العام «13» نادياً من محليات ولاية الخرطوم تنافست فى القرآن الكريم والخطابة والشعر والغناء الشعبي والتراثي والحديث وأعمال الطفل والعزف المنفرد والدراما. فن الخطابة: الصعود على المسرح لإلقاء كلمة في أمسية موسيقية أو مسرحية في ظل وجود جمهور متحمس مغامرة خطرة رد الجمهور عليها يبدأ بالتململ ثم إطلاق التعبيرات الاحتجاجية، خاصة إذا ما كانت الكلمة طويلة، ولكن وزير الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم الدكتور محمد يوسف الدقير نجح فى قلب تلك المعادلة، فالرجل ما أن يقف خلف الميكرفون ويتحدث بلسانه الفصيح يستقطب الانتباه، فهو يجيد فن الخطابة وقراءة المكان وأمزجة الحاضرين وسرعة البديهة فى التقاط الأشياء، وهو حينما يتحدث ليس لك إلا أن تنصت له، ولعل أهم ما قاله فى كلمته بنادى الكدرو ان رئيس الجمهورية المشير عمر البشير نادم على قرار دمج وزارة الثقافة والاعلام، ونأمل أن يصحح هذا الوضع حتى تستطيع الثقافة الانطلاق بحرية وتعود وزارة كما كانت فى عهد السموءل خلف الله، والثقافة جديرة بتوحيد وجدان السودانيين وعكس إيجابيات التنوع وقيادة الحياة. مبدعون خلف الكواليس رغم ظروف العمل الصعبة والسهر حتى ساعات الصباح الاولى، الا ان روح الصفاء والتجانس ظل عنوان فريق عمل الدورى الثقافى عبر السنوات، وخلف كواليس الحدث ونجاحه ثمة جنود مجهولون بوزارة الثقافة والاعلام يعملون فى صمت بداية من ادارة الترحيلات التى تميز افرادها بالانضباط والتعامل الراقى وانتهاءً بالكوادر المختلفة واللجنة العليا، وهؤلاء جميعاً يستحقون الاشادة، ويجب أن يحترم جهدهم ويقيم حتى نحافظ على تلك الروح. لجنة المحكمين: نسخة هذا العام من المنافسة شهدت تعديلاً جذرياً فى لجنة المحكمين التى تكونت من مولانا محمد الحسن الرضى والاستاذ بابكر صديق والشاعر الدكتور عز الدين هلالى والاديبة الاعلامية زينب الصادق والفنان وليد زاكى الدين، ولجنة تضم كل هؤلاء المبدعين اصحاب الدراية سوف تكون أحكامها عادلة ومقنعة. الأندية المشاركة: التوزيع الجغرافى للاندية المشاركة لم يكن عادلاً، والشاهد على ذلك ان خمسة اندية من محلية الخرطوم ثلاثة منها فى منطقة واحدة وهي الرميلة والدفاع وكلى، بينما شارك من محليتى بحرى وشرق النيل فقط نادى الجريف شرق وكوبر الحصان الاسود لهذه النسخة والكدرو، وهذا يدعو للتساؤل عن معيار الاختيار، ونجاح الليالى يعتمد على الذهاب الى الجمهور فى اطراف الولاية وهو الذى يحتاج للترفيه والمستهدف برسائل المنافسة التى تدعو الى السلام والتنوع واكتشاف المواهب الذى تضاءل هذا العام بمشاركة الكثير من الفرق المحترفة، وحال بعض الاندية المشاركة من حيث البنيات التحتية لا يسر وتحتاج إلى الكثير من المعينات الاساسية، وبعض الاندية ارتكبت اخطاءً مخالفة للائحة المنافسة خاصة فى الاستعانة ببعض الفرق المحترفة فى الفقرات المنافسة، لأن القصد هو اكتشاف المواهب واتاحة الفرصة لها وليس النتيجة، وكان تنظيم بعضها مختلاً. مواهب تحتاج إلى الرعاية منافسات هذه النسخة تفتح عبرها الكثير من براعم المواهب خاصة فى فقرة الطفل والمسرح، وهؤلاء المبدعون الصغار بحاجة الى الرعاية والاهتمام، وذلك لن يكون الا من خلال آلية بالوزارة وتأسيس فرقة الخرطوم المسرحية والموسيقية والغنائية ذلك الحلم الذى حدثنا عنه الوزير قبل عام ولم يتحقق حتى الآن.