٭ بعد أن استقلت مجموعة الدكتور معتصم جعفر عن الحكم الشدادي استبشرنا خيراً بأن كرة القدم في السودان ستشهد تطوراً ملموساً لاسباب كثيرة، منها ذهاب عهد الصراعات والعنتريات والتحديات الي غير رجعة، إذ أن تلك الصراعات المفتعلة كانت قد أضرت بالكرة السودانية كثيراً، وبالفعل في عهد الرئيس الحالي لم نشهد صراعات، بل كان التعامل مع مختلف الجهات ذات الصلة بكرة القدم يسوده الاحترام المتبادل، وإذا كان هناك اختلاف في وجهات النظر كان قادة الاتحاد يناقشون تلك القضايا «بنفس بارد»، لذلك تحل في أسرع وقت، وحقيقة استمر النشاط الرياضي كما ينبغي، وشهدت المنافسات استقراراً ملحوظاً. ٭ الشيء الوحيد الذي أخطأ فيه قادة الاتحاد الحالي لكرة القدم خلال دورة عملهم السابقة هو الابقاء على اعضاء الجهاز الفني للمنتخب الأول «مازدا ورفاقه» الذين تم تعيينهم في عهد شداد. ٭ إذا كانت ظروف القرعة الإفريقية قد خدمت المدرب مازدا مرتين في التأهل إلى بطولة الأمم الافريقية فهذا لا يعني أنه الأنسب لقيادة المنتخب الوطني، وذلك إذا نظرنا الى الهزائم الكثيرة التي تلقاها منتخبنا في السنوات الماضية وخروجه من كل البطولات دون أن يحرز إنجازاً واحداً. ٭ في بطولة الأمم الإفريقية للاعبين المحليين في عام 2009م فشل منتخبنا في التأهل الى نهائياتها التي جرت بساحل العاج، ولم يكن لنا فيها نصيب الا العلم الذي تسلمه رئيس الاتحاد في تلك البطولة باعتبار أن السودان سيستضيف نسخة 2011م، وبالفعل وفرت كل الامكانات وصرفت المليارات لهذه البطولة في السودان، وكان اعداد منتخبنا معتبراً ولكنه للأسف وتحت قيادة مازدا فشل في احراز الكأس او حتى بلوغ النهائي، وذلك رغم عاملي الارض والجمهور. ٭ نعم التغيير كان مطلوباً على مستوى عناصر المنتخب الوطني الذين تقدمت السن بمعظمهم، ولكن هذا التغيير كان يجب أن يكون شاملاً بحيث يمتد الى الجهازين الفني والاداري، ولكن للأسف ظلا في محلهما، فكان التغيير ناقصاً، ولذلك من الطبيعي أن يخسر المنتخب من نظيره البورندي ويخرج من تصفيات البطولة الإفريقية للمحليين. ٭ البعض أطلق على المنتخب الوطني منتخب أسامة عطا المنان أمين مال الاتحاد والمشرف الإداري، باعتبار أنه كان هو الذي يصرف على المنتخب، وذلك حسب ما ورد في بعض الصحف التي ذكرت أن مديونية أسامة بلغت «6» مليارات جنيه، وهنا لا أدري أين أعضاء مجلس إدارة الاتحاد وهم «32» عضواً بالتمام والكمال، فقد تركوا أمر المنتخب لشخص واحد، وهنا تبرز عدة أسئلة: هل تمت الموافقة على تلك الديون من قبل مجلس الإدارة الذي أعطى الضوء الأخضر لأسامة للصرف بمفرده على المنتخب؟ وهل تدخل تذاكر السفر ضمن هذه الديون؟ وهل للوكالة التي تتبع لأحد المسؤولين بالاتحاد صلة بالقيام بالحجز للمنتخب بهذه الوكالة بالذات وهل وهل؟ ٭ اختفى أمين مال الاتحاد لفترة عن المنتخب او على الأقل من التصريحات، وأصبح الأمر في يد مازدا الذي لم يختلف كثيراً، فقد قاد مازدا بعثة المنتخب الى ليبيا وقضى اكثر من «10» أيام هناك ولم ينجح في أداء مباراة ودية هناك، علماً بأن المنتخب الليبي ادى مباراة ودية امام منتخب بوركينا فاسو بطرابلس، وعندما جاء الدور على منتخبنا اعتذر، وقبل مباراة الإياب أمام بورندي الاخيرة غادر المنتخب بقيادة مازدا الى العاصمة القطرية الدوحة وقضى هناك أكثر من أسبوع، وللأسف أيضاً لم يؤدِ أية مباراة ودية، ومن المؤسف أكثر أنه حضر الى الخرطوم بعد وصول المنتخب البورندي الذي أجرى عدداً من التدريبات وتعود على الطقس اكثر من منتخبنا الذي عاد من قطر وطقسها يختلف عن طقس السودان كثيراً. ٭ ما أود أن أخلص إليه هو أن منتخبنا ظل ولسنوات أسيراً لبعض الأفراد، ولذلك وفي ظل غياب التخطيط السليم والعمل المؤسس نجده تراجع كثيراً على المستوى العالمي والإفريقي. ٭ إذا أردنا وضع منتخباتنا الوطنية لكرة القدم «الأول الأولمبي الشباب والناشئين» في الطريق الصحيح، علينا أولاً إبعاد مدربي المجاملات عن هذه المنتخبات، والإتيان بمدير فني أجنبي يُعطى كل الصلاحيات وتوفر له الإمكانات، حتى يعيد البناء الذي بدا مشوهاً في ظل قيادة بعض المدربين الوطنيين في الفترة الأخيرة. ٭ استغربت واندهشت لأولئك الذين يتباكون على سقوط شداد في الانتخابات الأخيرة لاتحاد الكرة، والذي للأسف سمى مجموعته «مجموعة التغيير»، علماً بأنه ظل في مناصب قيادية باتحاد الكرة لأكثر من «40» عاماً، وظل شريكاً أساسياً في وضع قوانين الرياضة والتعديلات التي تطول النظام الأساسي والقواعد العامة في اتحاد الكرة، وهو الذي يقرر ويعدل ويبعد ويقرب ويفعل ما شاء له أن يفعل في كرة القدم السودانية، ورغم ذلك وجد الدعم من أعلى المستويات في الحكم، وتم التجديد له لأكثر من ثلاث دورات في العقدين الأخيرين، وفوق ذلك تقدمت به السن، فبعد كل ذلك هل من المنطق أن يعود مرة أخرى؟ لا وألف لا، فالرجل وجد فرصته وزيادة، ولذلك قالت الجمعية كفى.