٭ بعض الذين لهم مصالح شخصية يسعون ويجتهدون لأن يستمر الوضع الرياضي بهذه الكيفية التى يسير عليها الآن.. عشوائية وتخبط وعدم تخطيط لا متوسط ولا طويل المدى. ٭ إذا نظرنا إلى الدعم الذي يقدم للرياضة على قلته نجده غير مرشد ولا يتم توزيعه بعدالة على الاتحادات الرياضية، وليست هناك أولوية للمناشط التى يمكن أن يحقق السودان عن طريقها الإنجازات، فمعظم الأموال تذهب إلى كرة القدم وبصورة كبيرة إلى المنتخبات الوطنية، وعلى وجه الخصوص المنتخب الأول الذي يجد الدعم أيضاً من الشركات والمؤسسات، وهناك دعم «الفيفا». ورغم ذلك نجد المحصلة صفراً . ٭ المنتخب الوطني ظل يشرف عليه إدارياً وفنياً أناس معينون صاحبتهم بعض الأصوات العالية من هنا وهناك بغرض دعمهم إعلامياً، وتم تصوير تأهل المنتخب إلى بطولة الأمم الإفريقية التي استضافتها غانا في عام 2008م، وكأنه إنجاز لا مثيل له فى تاريخ الرياضة السودانية، وبالفعل تجاوبت العديد من الأطراف وبدوافع وطنية لدعم المنتخب، وذلك دون النظر إلى تقييمه من النواحي الفنية، هل هو بالفعل حقق إنجازاً؟ وهل سيشرف الكرة السودانية بغانا؟ ٭ ذهب المنتخب إلى غانا وبان على حقيقته، فقد كان منتخباً ضعيفاً لا يقوى على مقارعة المنتخبات الأخرى، ليخسر جميع المباريات التى خاضها هناك ويعود «بخفي حنين». ٭ بعد العودة من غانا كان جميع الرياضيين المخلصين يتوقعون تغييراً في الأجهزة الفنية والإدارية وعدد من اللاعبين، الا أن ذلك لم يحدث على وجه السرعة، وبعد ضغوط استجاب الاتحاد أخيراً ونجح فى استقطاب مدرب أجنبي بريطاني الجنسية وعين الكابتن عمار خالد مساعداً له. ٭ ولأن الرياضة تفتقد إلى المؤسسية لم يتعامل اتحاد الكرة بالجدية المطلوبة مع المدرب الأجنبي، وذلك رغم أن وزارة الشباب والرياضة أعلنت تكفلها بنفقات وراتب المدرب الجديد، إلا أن مجموعات الضغط لم يرق لها أمر المدرب الجديد، ليجد قسطنطين نفسه فى كماشة يصعب الفكاك منها، وتوالت على الرجل المشكلات التى بتواليها يبدو أنها كان مرتباً لها، ليصبح بعد ذلك المدرب الأجنبي فى خانة المدافع، لأن السهام كثرت عليه، ولم يجد بُداً من الانسحاب، ليعود إلى وطنه ويعود الحرس القديم لمنتخبنا الوطني. ٭ «الحرس القديم» للمنتخب الوطني له ثلاثة أضلاع، الضلع الأول ممثل فى الأستاذ أسامة عطا المنان المشرف الإداري الذى أوكل إليه أمر المنتخب فى العهد الشدادي، إذ كان الرجل يعتمد عليه فى الانتخابات. ورغم أن أسامة فشل في مهمته بالمنتخب الوطني، إلا أن الموازنات أبقت عليه حتى الآن، أما الضلع الثاني فهو مكون من الثنائي مازدا وإسماعيل عطا المنان، اللذين لم يستطيعا إضافة شيء للمنتخب، فالحظ لعب دوراً كبيراً إلى جانبهما في عملية التأهل إلى بطولة الأمم الإفريقية، وهذه حقيقة يعلمها الرياضيون الذين يعرفون كرة القدم، لا أولئك الأصدقاء. أما الضلع الثالث فهو بعض اللاعبون الذين كونوا صداقات، وأصبحت لهم وسائل ضغط، وإلا كيف للاعب أن يخاطب أحد المدربين عبر بعض أجهزة الإعلام ويقول له «خليها مستورة»، هكذا هو الوضع فى المنتخب. وبهذه الطريقة لن يضيف شيئاً للكرة السودانية. ولكن على الصعيد الشخصي يمكن أن يفيد البعض. ٭ اتحاد الكرة إذا أراد للسودان منتخباً قوياً يمكن أن يذهب بعيداً فى البطولات القارية والعالمية، عليه أن يتعاقد مع جهاز فني أجنبي متكامل ولمدة أقلها خمس سنوات. وحسب علمي أن وزارة الشباب والرياضة ستقوم بدفع تكاليف الجهاز الفني الأجنبي، ومدة الخمس سنوات معمول بها فى معظم الدول، وذلك بغرض بناء منتخبات قوية وإتاحة الفرصة للخبراء الأجانب لمعرفة اللاعبين عن قرب وإبعاد الذي لا يستحق الانضمام للمنتخب، دون أن تكون هناك ضغوط. ٭ أرجو الاستفادة من التجارب المرة في الفترات السابقة وتجارب البلدان التى كانت خلفنا وسبقتنا حاليا.. كما أرجو عدم المجاملة وإخضاع منتخباتنا إلى الموازنات الانتخابية التي أضرَّت بكرتنا كثيراً.