الخرطوم: تغريد ادريس : رداءة الخدمات في اسكان الصحافيين امر يجب الوقوف عنده كثيرا فاذا كان منسوبو السلطة الرابعة قد ظلوا يستقصون عن مشاكل غيرهم ويعانون في تسليط الضوء عليها بغية ايجاد الحلول لها بينما موقفهم من قضاياهم الخاصة مثل الرهبان البوذيين تراهم ينكفئون على الامهم غير ان معاناتهم هذه المرة في مستعمرتهم السكنية بالحارة «100» بام درمان او مدينة الصحفيين كانت فوق الاحتمال. برغم ان عمر مدينة الصحفيين بام درمان قد تجاوز الخمس سنوات الا ان المدينة لم تشهد اية رياح تغيير او تطور شأن طبيعة الاشياء فالذين ظنوا باستلام دورهم السكنية قد تجاوزوا اهوال المعاناة اكتشفوا بعد حين بانهم استبدلوا معاناة الايجار وهمومه بمعاناة فقر الخدمات والذين ساقتهم الظروف للسكن بها يعانون عدم توفر اهم الخدمات مثل مياه الشرب و المواصلات من وإلى المنطقة. «الصحافة» تلمست بعض معاناتهم واستمعت الى آرائهم وتقول خديجة التجاني ادريس زوجة احد زملاء المهنة انهم يعانون كثيرا منذ ان جاءوا الى المدينة فبينما كان التفاؤل والتخلص من معاناة الايجار الا انهم صدموا بالواقع المرير الذي يجسده فقر الخدمات فهنا لا مياه ولا صحة ولا تعليم وحتى محل لبيع رغيف الخبز تواصل خديجة عن مدينة الصحفيين وتقول: «نحن ومنذ ان اتينا الى هذه المنطقة ظللنا نعاني من نقص الخدمات حتى ابسط الاشياء التي كان من الممكن توفرها و عندما تقدمنا بالشكوى بعدم توفر الماء والمواصلات طلبو منا احضار خطاب من اللجان الا ان اللجان نفسها لم تقم باي جهد لحل المشكلة )واضافت خديجة( عندما اتينا الى هذه المنطقة اجبرتنا الظروف والايجار ونطالب الان بايصال الخدمات الى المنطقة فلا توجد لدينا مواصلات تقلنا من وإلى المنزل عدا القليل من الركشات التي تنقلنا لمحطة المواصلات وايجار الركشة في حد ذاته مشكلة اذ يبلغ خمسة جنيهات الى المحطة وتكلفة الذهاب والاياب عشرة جنيهات. وتقول اخلاص عبد العزيز بدوي وهي الاخري حرم احد الزملاء بانه لا يقطن المنطقة الا من اجبرته الظروف، وعن قصور الخدمات فان المياه نادرة وتباع باقة الماء بجنيهين ورفع السكان شكاواهم الى المسؤولين الذين لم يعيروها انتباها وواصلت اخلاص حديثها الذي تخللته الحدة لتقول انهم لطالما حلموا بهذه المساكن واعتبروها المنقذ لهم من التجوال في احياء ومدن الولاية الا انهم وجدوها مدينة منفى لا تجد الا تجاهل المسؤولين فالمدينة تفتقد اهم مقومات المدن حيث لا توجد مراكز لتلقي العلاج بها ولا مقبرة ولا مدارس حتى دور العبادة غير متوفرة ما دفع المواطنين الى الصلاة في المساحات كما ان المدينة تدخل في ظلام بعد المغرب وهو ظلام يخيف من بداخلها وتجد الجميع يخشى على ابنائه من الخروج من المنازل بعد غروب الشمس حيث يعم السكون ولا ترى غير ضوء الشمعات وطرق الاضاءة التقليدية التي هي سيدة الموقف وهذا الوضع اسهم في عدم توفر الامن في المنطقة. ويقول ود ام بدة ان المدينة لم تأخذ سواء اسمها من المدنية اذ انها ليست بمدينة بل هي مأوى للذين ارهقهم صراع المسكن وهؤلاء يجب ان يكرموا ويحملوا فوق الاعناق اذ يعملون جهد ايمانهم من اجل رفعة هذا البلد كما انهم الشريحة المهمومة بالعمل على رفعة هذا الوطن وصونه.