تعتبر مدينة الفتح احدى احدث الامتدادات الجديدةبام درمان وما زاد من شهرة المدينة كثافتها السكانية العالية اضافة الى ضيق المساحات الممنوحة للاهالي .. وبرغم ان المنطقة قد حظيت بجملة من الخدمات مثل الطريق المسفلت والمستشفى ومركز الشرطة الا ان الكثيرين ما زالوا يشكون اسباب المعاناة . (الصحافة ) قصدت مدينة الفتح شمال غربي امدرمان لرصد معاناة اهلها فاذا بنا نعاني من اجل الوصول اليها لبعدها عن مركز المدينة ، ترى كيف يتنقل ساكنوها ؟ هكذا سألت نفسي، كان الغبار العالق سمة الرحلة الى المنطقة وكانت الاوساخ والنفايات على جانبي الطريق متناثرة في كل مكان بروائحها المتصاعدة .. لم نكن نحتاج لمن يحدثنا عن هموم اهل المنطقة إذ كانت المعاناة متجسدة لا تحتاج الى راوٍ. خلال تجولها لاحظت الصحافة افتقار المنطقة لخدمات الكهرباء والمياه .. كانت عربات الكارو المتخصصة في نقل المياه تجوب الطرقات معلنة توفر الازمة .. ازمة المياه شأن غيرها من مناطق الهامش .. كانت هنالك عينات من عربات الكارو مخصصة لنقل الركاب وكانت هي الوسيلة بين المربعات السكنية و محطة المواصلات . تقول اشراقة احمد إنهم ومنذ سكنهم بالمنطقة يعانون من عدة مشاكل ابرزها ازمة مياه الشرب المستمرة اذ يعتمدون على المياه التي تنقل عبر البراميل ويتراوح سعر البرميل ( 8 - 10 ) جنيهات. وتواصل اشراقة حديثها قائلة هناك معاناة في الوصول الى محطة المواصلات ما يضطر الاهالي الى استخدام عربة الكارو وعزت ذلك الى عدم وجود الطرق المعبده لوصول الحافلات ، وقالت انها سمعت وعودا بانارة المنطقه من قبل المسؤولين لكنها لم تنفذ حتى الآن ، ودلفت اشراقة الى قضايا العلاج مشيرة ان المركز الصحى يفتقد للاختصاصيين واذا حدثت حالة وضوع يضطر ذوو المرأة الى الاسعاف المركزي ونقل الحامل الى احدى مستشفيات امدرمان وختمت اشراقة حديثها بمناشدة المسؤولين النظر الى الفتح بعين الرحمة . ... من بعيد لمحناه متجها صوب محطة المواصلات استوقفناه فقدم هويته نزار ابراهيم من سكان الفتح وعن هموم انسان المنطقة قال : ( الناس هنا يعانون انعدام مياه الشرب ما يدفعهم للمعالجة عبر البراميل والتي وجدت في كثير من الحالات صدئة و ملوثة )، واشار نزار الى وجود تردٍ بيئي خطير بالمنطقة فعمق دورات المياه لا يتجاوز المترين ما يعني خلق وسط بيئي مساعد في توالد الذباب الناقل للامراض ويوجد مركز صحي يفتقر الى وجود الاختصاصيين ، وشكا نزار من عدم ايفاء المسئولين بوعودهم الخاصة بتوصيل الكهرباء ، كما تفتقر المنطقة لعربة جمع النفايات التي تتراكم لفترات طويلة وباتت احدى المهددات البيئية ، وطالب نزار بضرورة قيام مركز بسط امن شامل لتكرار السرقات النهارية والليلية . وتحدث الينا احد مواطني المنطقة رافضا الكشف عن اسمه قائلا ان اللجان المكلفة بادارة شؤون المنطقة من الاميين و بلغوا من العمر عتيا بينما شباب الحي مبعدون من العمل والقضايا التي تهم المنطقة . وكشف ان البيئة سواء خدمية او صحية هي بيئة طاردة لكن ظروفهم تجبرهم على البقاء والتحمل بدون كهرباء ومياه صالحة للشرب وتساءل الى متى يظلون بهذا الوضع ؟ ومتى تصبح الفتح مثل باقي مناطق الخرطوم ؟