الخرطوم : حميدة عبدالغني : من حين لاخر تتجدد معاناة مرضى غسيل الكلى ، ففي كل يوم من ايام شهر يوليو المنصرم تتصاعد الشكاوي من المرضى والعاملين بمراكز الكلى لجهة عدم كفاية ميزانية التسيير وتأخيرها بجانب عدم توفير المستهلكات الخاصة بتلك العمليات ، وما ان تهدأ مشكلة المستهلكات الا وتتصاعد قضية تعطل ماكينات غسيل الكلى المتكررة ، دوامة متزايدة وضبابية في المعالجات الخاصة بمرضى الكلى ، ( الصحافة ) تلقي نظرة على حصيلة الموقف خلال شهر يوليو المنصرم ، كانت مراكز الكلى امهلت وزارة الصحة ولاية الخرطوم حتى نهاية شهر يوليو المنصرم لتوفير ميزانية المعينات الطبية والمرتبات التى تمثل متأخرات لشهرين ماضيين. انباء قد تواترت عن وجود مشكلة بين وزارة المالية بولاية الخرطوم و المركز القومي لعلاج وجراحة الكلى فيما يختص بايلولة الميزانية المخصصة لعلاج مرضى الكلى ،فبينما يرى المركز القومي ان يكون وليا على الميزانية استحوذت وزارة الصحة ولاية الخرطوم على كامل بنود الميزانية حسب المصدر . واحتجت مراكز الكلى على ذلك الوضع لجهة ان وزارة المالية احالت الميزانية لوزارة الصحة دون ان تستشيرهم، واكد ان المعينات فى كل الاحوال ستنفد نهاية الشهر الجاري ، مما ينبئ بتوقف العمل بالمراكز ،موضحا ان المعينات عادة ما تجلب بواسطة مديونيات ولم تسدد تلك المديونيات لشهرين ماضيين ، لكنه عاد وقال ان الميزانية مطلوبة وفي ذات الوقت هدد العاملون بعدد من مراكز غسيل الكلى بالخرطوم بالتوقف عن العمل احتجاجا على تأخر صرف استحقاقاتهم.واكدت مصادر موثوقة في تصريح ل«الصحافة« ان وزارة الصحة الولائية استلمت ميزانية المراكز منذ عشرة ايام ورفضت توزيعها بحجة تجزئتها ،وطالبت باستلامها كاملة بما فيها ميزانية زراعة الكلى ،واشارت المصادر الى ان المراكز ما زالت تعاني من نقص في المستهلكات والمعينات. افادت متابعات (الصحافة) ان انفراجا مؤقتا حدث في ازمة مراكز غسيل الكلى بولاية الخرطوم في اعقاب لجوء المركز القومي لامراض وجراحة الكلي الى تسديد ميزانية التسيير من ميزانية الادوية عقب ارجاع وزارة الصحة بولاية الخرطوم للميزانيات التي سبق ان تسلمتها لحساب الايرادات بوزارة المالية والتي يحتاج عودتها لعشرة ايام. واكد العاملون بمراكز غسيل الكلى بولاية الخرطوم البالغة 24مركزا الاتجاه لتكوين جسم للتفاهم مع الجهات المختصة وصولا لحل جذري لمشاكل المراكز فيما كشف العاملون بمركز الوالدين لغسيل الكلى بامدرمان عن دخول المركز في اظلام تام في اعقاب انتهاء الامداد الكهربائي في حال لم تسدد وزارة الصحة او المركز القومي لامراض وجراحة الكلى ميزانيات التسيير والتي تأخر صرفها لمدة شهرين في وقت اكد عدد من المراكز ان الازمة تراوح مكانها في ظل ما اسموه عدم اهتمام وزارتي الصحة الاتحادية والولاية بالاوضاع وعدم مراعاة حالة المرضى. وقال العاملون في اتصال مع (الصحافة) ان الاوضاع تسير من سيئ الى اسوأ دون ان يلوح بصيص امل لحل المشكلة بشكل جذري بما يقود باستمرار الى تفاقمها يوما بيوم مشيرين الى ان اللجان الشعبية بمنطقة العرضة تبرعت لمركز الوالدين ببعض معينات العمل بما مكن من مباشرة العمل حفاظا على حياة المرضى ومنعا لتدهور حالتهم الصحية منوهين إلى ان المركز يعاني منذ فترة من طفح في شبكة الصرف الصحي بما يهدد بنشر التلوث الى غرف غسيل الكلى وبالتالي الاضرار بالمرضى. وقالت مصادر بإدارات عدد من المراكز ان هناك اتجاها لتكوين جسم موحد للمراكز يهدف لحل جذري للمشاكل المتفاقمة بما فيها تأخر صرف التسيير والجهة التي تتسلم منها المراكز الميزانيات سواء وزارة الصحة بولاية الخرطوم او الاتحادية او الصرف مباشرة من المالية الاتحادية مشيرين الى ان التضارب الحادث بين الوزارتين قاد الى ضبابية الوضع حسب وصفهم مؤكدين ان المراكز دائما تراعي حالة المرضى ويضغط العاملون على انفسهم في تسيير دولاب العمل وتلجأ الحكومة الى الحلول الانية بعد تنفيذ العاملين للاضراب وخروج المرضى للشارع في حالة مأساوية منبهين الى ان ادارة المركز القومي ابلغهم باستلام الشيكات من المالية. وانتقدت مراكز غسيل الكلى بولاية الخرطوم دفع ميزانية التسيير لشهر واحد وليس شهرين متخوفين ان يسهم صرف هذه المستحقات من قبل المركز القومي لامراض وجراحة الكلى في اسقاط ميزانية تسيير يونيو كما حدث من قبل في ديسمبر الماضي والتي لم تعط للمراكز حتى تاريخ هذه اللحظة مطالبين بتوضيحات لاسباب عدم صرف المستحقات. وقال العاملون بالمراكز ان منح شهر واحد لن يؤدي الى حل المشاكل المتراكمة التي تعاني منها المراكز في ظل المديونيات على بعضها خاصة الوالدين بامدرمان متسائلين هل (نوجه ماتوفر لسداد المديونيات ام ماذا نفعل) واصفين ذلك بالامر المحير وكشفوا بان العاملين بالوالدين ربطوا العمل خلال عطلة عيد الفطر القادمة بسداد حوافز العيدين الماضيين. ويخشى عاملون بتلك المراكز أن يتسبب العطل الذى تعرضت له محطة معالجة المياه لمركز غسيل الكلى بمستشفى الخرطوم ،فى حدوث التهابات للمرضى ،بيد ان المدير العام للمركز القومى لامراض وجراحة الكلى محمد السابق، كشف عن معالجات للمشكلة باستبدال مؤقت لمحطة معالجة مياه مركز ام بدة الى حين اكتمال الاجراءات المالية وشراء محطة جديدة لتلافى حدوث اى التهابات وقال السابق ان مركز الخرطوم لديه محطتان لمعالجة مياه مركز غسيل الكلى بمستشفى الخرطوم جديدة تم شراؤها عام 2009 واخرى قديمة تمت صيانتها، الا انها تعرضت لعطل، وتمت مخاطبة وزارة المالية لشراء محطة جديدة الا ان الاجراءات تأخذ وقتاً ، وفي وقت اعلن فيه مدير المركز الدكتور محمد السابق انه لجأ لتسديد ميزانيات المراكز من ميزانية الأدوية بالمركز بعد ان قامت وزارة الصحة ولاية الخرطوم بارجاع المبالغ المخصصة للمراكز لوزارة المالية، وقال ان ذلك حرصاً لاستمرار المراكز في العمل من أجل سلامة المرضى. وطالب عدد من العاملين بالمراكز بضرورة حل المشكلة جذرياً لتفادي حدوث أضرار للمرضى. وكشف العاملون عن مشاكل متعلقة بالكهرباء والصرف الصحي بعدد من المراكز الكبرى في الولاية. على ان المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى اعلن في اخر يوم في الشهر الماضي عن انفراج أزمة مراكز غسيل الكلى بولاية الخرطوم بعد تسلمها ميزانيات التسيير لشهر يوليو . ولكن يا ترى هل انقضت معضلة مرضى الكلى والعاملين بتلك المراكز للابد ، ام ان الامر لايعدو كونه مجرد مسكنات لم تعالج اصل الداء ، وحدها الايام المقبلة ستكشف عن حقيقة الامر.