في أم درمان ادي هطول الأمطار منذ عصر الجمعة الماضية واستمراره حتى ساعات صباح السبت، الي تهدم عشرات المنازل ولقي أكثر من عشرة أشخاص مصرعهم في مناطق متفرقة من ام درمان شملت امبدات ودار السلام غربي سوق ليبيا ومدينة الفتح والقرية ، جراء السيول والفيضانات التي غمرت البلاد،من بينهم ثمانية أشخاص من أسرة واحدة ومازالت الميادين والشوارع ممتلئة، وقد اوضحت السلطات ، أن السيول أتت من ولاية شمال كردفان،التي شهدت أمطارا غزيرة بالاضافة الى تواصل هطول الأمطار مساء الجمعة لساعات عديدة، ولم يتم حتي الآن حصر الخسائر وعدد المنازل المتضررة ولكن هناك احصائيات اولية تشير الي أنهيار أكثر من ثلاثة آلاف منزل انهياراً كلياً واكثر من 400 منزل انهياراً جزئياً،وفي قرى واحياء دار السلام غربي أم درمان استيقظ بعض المواطنين على كابوس انهيار منازلهم التي لم يتبق منها سوي الركام، ولم تجد عشرات الأسر مأوي سوى الاحتماء بأسوار وفصول مدرارس الاحياء والتي هي أيضاً مهددة بالسقوط، واحتمي قليل منهم بأسرهم في الاحياء الاخري من داخل ولاية الخرطوم بعد ان خرجوا بأنفسهم تاركين كل ممتلكاتهم لينجوا بأنفسهم وارواحهم من هذا الطوفان ليدخلوا تجربة مريرة في الصبر والانتظار لمد يد العون والمساعدة لهم ،وحمل بعض المواطنين المسؤولية لسلطات الولاية التي لم تقم بواجبها تجاه المواطن من تصريف وطرق آمنة ولابد من تشكيل غرف لدرء الكوارث حتي لاتتكرر المأساة، وفق آرائهم.قال المواطن محمد كرم الذي يسكن دار السلام مربع 15 انه تضرر من أمطار وسيول الاسبوع الماضي في رمضان ضرراً جزئياً ولكن أمطار يومي الجمعة والسبت وما صاحبها من سيول آخذت معها ما بقي من منزله ولم يستطع أن يحمل معه غير سريرين وبطانية هو وزوجته وابناؤه الثلاثة بعد أن فقدوا كل ممتلكاتهم تحت الركام وهو الان يفترش جزءا قليل جداً من اليابسة ويلتحف السماء التي ظل يراقبها ليل نهار ويتمني أن لاتجود. المواطن عمر دقاش الذي يسكن القرية غربي امدرمان قال ان السيول التي اجتاحت ام درمان يومي الجمعة والسبت ادت لسقوط معظم المنازل المجاورة لهم وانه أضطر الي ارسال ابنائه الي اخيه بالفتيحاب انتظاراً لما تسفر عنه الايام القادمة وانهم متخوفون من الآتي وقد تهدمت حمامات المنزل ولايستطيع نقل أثاث المنزل نسبة لعدم قدرة العربات الدخول لمنطقتهم، أما المواطنة نعمات أحمد تسكن امبدة 16 شرق سوق ليبيا تقول ان الخور الكبير الذي ينقل المياه الي النيل فاض علي جانبيه حتي غمرت المياه منازلهم تماماً وكل الغرف، والاثاثات تسبح في المياه وانهم لم يستطيعوا ان يفعلوا شيئاً غير انقاذ أطفالهم . مخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة: صورة مؤسفة ومؤلمة لحال المواطنين المتضررين وحلول غائبة تماماً في بعض أحياء امدرمان وخاصة الغربي منها ،صورة تنذر بكارثة حقيقية في الايام القادمة في ظل تهدم الحمامات والآبار والسايفونات وطفحها وانسيابها مع المياه المتدفقة ناثرة معها القذارة في كل مكان.ورصدت التوقعات ازديادا في منسوب الأمطار في الايام القادمة بحسب الارصاد الجوية ، وانتشار الأوبئة، توازيها انتقادات حادة لأداء الحكومة في التعاطي مع الأزمة بشقيها الوقائي والعلاجي. حديث الأرقام وفقا لاعمال الحصر التي قام بها «250» من الشباب المتطوعين بجمعية الهلال الاحمر السودانية فان السيول حتي امس تحاصر اكثر من «150» أسرة بقرية النزيلة بشرق النيل معزولة تماما يجري العمل لاجلائها. وقد شهدت منطقة الكرياب انهيار «2227» منزلا تدميرا كاملا وانهار «2100» منزل عن مرابيع الشريف فضلا عن انهيار «1000» باحدي عشرة قرية بمحلية شرق النيل كما تجري اعمال الحصر للمتأثرين بمحلية كرري في الفتح «1-2-3-4» ومناطق ام بدة ودارالسلام والعامرية والهشابا وفي محلية بحري يجري العمل علي حصر المتأثرين في مناطق الازيرقاب وام القري والدروشاب وعزبة كافوري والباوقة. مجموعة نفير اسم طغى في عالم المجتمع المدني عرفها الناس من خلال الاستقطاب والدعم اشارت احصائياتها الي ان عدد افراد الأسر التي تأثرت بموجة السيول الأمطار بلغت «72» ألف شخص فقدوا دورهم التي يبلغ عددها «14» ألف منزل. مخاوف من تردي البيئة : تشير «الصحافة» الي ان المتضررين بالسيول يعانون نقصا حادا في مياه الشرب وخيام الايواء والناموسيات وحصائر النوم كما برزت مخاوف من تردي الاوضاع البيئية في وقت شهد انهيار كل دورات المياه بالمنازل لتختلط بمياه السيول في وقت كشف فيه المواطنون بعدم تلمس اي بوادر للسلطات الصحية لمعالجة الموقف. امطار غزيرة بالقضارف الى ذلك شهدت ولاية القضارف امطار غزيرة وسيول مصحوبة برياح وأعاصير أدت الي فيضان خور (أبو فارغة) وانهيار (215) منزلاً و(5) متاجر ومسجد بأحياء الجباراب غرب ،وروينا غرب والمفرقعات والناظر ، كما شردت السيول (70) أسرة ، وحمل عدد من المواطنين في حديث ل»الصحافة» وزارة التخطيط العمراني الخسائر في ظل السكن الخاطئ حول حرم الخيران وقفل المصارف وعدم تطهيرها بجانب انشاء (3) عبارات خاطئة غير مطابقة للمواصفات الفنية في كل من أحياء (الجباراب والتضامن والناظر) أدت الي عدم تصريف المياه وغرق الأحياء وقال المواطن عوض النعيم ان وزارة التخطيط العمراني قامت بإنشاء معبر في منعطف الشارع الرئيسي أدى الي عدم تصريف المياه الشيء الذي دفع المواطنين الي قطع الطريق لتصريف المياه ،وأبان ان ولاية القضارف شهدت انقطاع امداد المياه لأكثر من أسبوع مما جعلهم يستعملون مياه الامطار والخيران ،نتج عن ذلك ظهور بعض حالات من الاسهالات ، من جهته أطمئن والي القضارف الضو الماحي يرافقه معتمد البلدية ووزير المالية علي أحوال المواطنين بالأحياء المتضررة ووقفوا علي الآثار التي خلفتها السيول والأمطار ووجه بالإسراع في عمل حصر للأسر المتضررة بجانب فتح المصارف وإعداد الخطط لتوسعة المعابر داخل المدينة لتسهيل انسياب المياه عبر الحلول الطارئة والإستراتيجية ، بينما أكد اللواء ركن عبد الله عثمان معتمد بلدية القضارف ان الامطار التي هطلت امس احدثت اضراراً كبيرة في عدد من احياء البلدية ادت الي انهيار عدد من المنازل والمتاجر جاري العمل علي حصرها بعد ان تم تكوين لجان لذلك مؤكداً تقديم الدعم والعون لتلك الاسر التي تضررت والعمل علي إيواء المتضررين. خلاصة القول لمسنا من الناس ادراكهم بان السيول كانت قدرهم المكتوب وان كميات المياه التي اجتثت دورهم اكبر من طاقة حكومة السودان دعك من حكومة الولاية ولكنهم يأخذون علي بعض المسئولين انكار الحقائق التي ابرز عناوينها الواقع الأليم الذي عايشوه. وطالب معظم الاهالي بضرورة حل المشكلة حلا جذريا والاتعاظ بما حدث من ملمات حتي لا يشربوا من ذات الكأس فيكسر ظهورهم. والحال جد خطير ومؤسف ومؤلم اذا لم تتضافر الجهود الرسمية والشعبية والمنظمات في ظل ركود المياه وتشرد مزيد من الأسر في العراء علي اطراف الطرق الاسمنتية يأكلون ويشربون ويقضون حاجتهم في مساحة لا تتجاوز الامتار .