أُفسح المجال اليوم للأستاذ محجوب فضل بدري السكرتير الصحافي السابق لرئيس الجمهورية الذي بعث لنا رسالة يعلّق فيها على ما كتبناه هنا أمس تحت عنوان «ولو كانوا شيوعيين» وقد استفزه ما بدر من بعض قومه من إستفزازات وتحرشات بشباب مبادرة نفير الذين نفروا خفافاً وثقالاً لنجدة واغاثة المنكوبين جراء السيول والامطار التي إجتاحت بعض أجزاء العاصمة ومناطق أخرى في عدد من الولايات، ورغم تحفظي على عبارة «أسوأ من الشيوعيين» الواردة في عنوان الأستاذ أعلاه والتي يُفهم منها ضمناً إقراره بسوء الشيوعيين، إلا أنني رغم ذلك آثرت أن أنأى تماماً عن ممارسة أي تدخل على رسالته ولو بحذف حرف ولا حتى مراجعته في سطرٍ واحد مما كتب، فذلك حقه ورأيه إن كان يظن في الشيوعيين السوء هكذا جملةً وتفصيلا وفكرةً وعضوية، غير أني فقط وددت أن أنتهز هذه المناسبة لألفت نظره إلى ما قاله صلاح قوش الذي أعتقد أنه لم يخبر الشيوعيين ولم يدرسهم من الانقاذيين رجلاً مثله بطبيعة عمله السابق الذي بلا شك كرّس جزءاً منه لمراقبتهم وتعقبهم ورصد تحركاتهم، قوش قال عن الشيوعيين لعادل الباز في برنامجه الذي بثته «الشروق» أول أيام العيد، أنهم وطنيون متجردون وليس فيهم عميل أو متآمر على الوطن، أو كما قال قوش... وإلى رسالة الأستاذ محجوب.. أخى الأستاذ / حيدر المكاشفى كان ضابط المظلاَّت ممشوق القوام مرهوب الجانب يحمل رتبه المقدَّم ولم يتلوث دمه بداء السكرى.. ولم ينغمس عقله في السياسة.. كان مسؤولاً عن إستلام الأغاثة في مطار الخرطوم واسمه بكرى حسن صالح.. وكان الشهيد المهندس محمود شريف ينشط في توفير الكهرباء لآبار المياه «المقطوعة عنها الكهرباء» في الاستيلاء على المولدات الخاصة بمؤسسات الحركة الاسلامية من بنك فيصل والوكالة الاسلامية ومنظمة الدعوة الاسلامية ويحل مشكلة مياه الشرب في الأحياء ومعه المهندس طارق محجوب والمهندس على عوض محمد أوشى وعبدالحفيظ الشايقى ونور الدين آدم على وغيرهم كان ذلك عام 1988 وعندما كانت القيادة السياسية متهمة بتحويل مواد الاغاثة للمصلحة الشخصية كانت مؤسسات الحركة الاسلامية تسخَّر مواردها لخدمة الشعب.. وكانت «مروة» باكورة إنتاجى تدخل عامها «الرابع» عندما دهمتنا السيول والفيضانات وسلقنا رئيس الوزراء الصادق المهدى بألسنة حداد لأنه تفقَّد منكوبى السيول والأمطار بالهليكوبتر!! واقامت السعودية جسراً جوياً للسودان يحمل مواد الأيواء ومولدات وطلمبات لسحب المياه الراكدة.. وطائرات رش صغيرة الحجم شديدة الفاعلية لمكافحة الذباب والناموس .. وتبعت السعودية دولة الامارات وسلطنة عمان وجمهورية اليمن في جلب الاغاثة من الحليب والمعلبات وحتى الخبز .. ثمَّ دار الزمان دورته وجاءت السيول عام 2013م وأصبحت مروة ذات الاربعة أعوام أم لأربعة أطفال واحتمل السيل زبداً رابياً واحتمل معه بيت الأسرة الصغيرة وأحلامها .. وأنقذت أنا وأولادي مروة وأطفالها من مرابيع الخريف «الشريف» في محاولات استمرت بعد منتصف الليل بقليل وحتى لحظة الأمساك .. ولم نجد أحداً غير الوالي الخضر الذي وقف مثله مثل أي شخص «لا يملك أن يوقف السيل» ثم جاءت قوة صغيرة من شرطة الدفاع المدني تحمل معها « قارب فايبر « .. يمرق منو ويخلَّي منو ما معروف .. أخى حيدر .. تقاصرت همة الاسلاميين هذه المرة وتلك حقيقة مُرَّة .. وأرتفعت حماسة شباب «نفير» وتلك حقيقة باهرة .. فلهم التحية والتجلة والانحناءة والاحترام .. ومع إن مروة وأخواتها لم تصلها يد المعونة «لامِن ديل ولا مِن ديل» إلا إنني أحييَّ هذه الجهود الأنسانية فهؤلاء الشباب من «أمة محمد» والخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم الدين .. ودعك من التهمة الشائهة البايخة بأنهم « شيوعيون» حتى ولو كانوا «أسوأ» من الشيوعيين ... فقد احسنوا صنعاً .. والحكمه ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أولي الناس بها .. وكلنا إخوان «ومسلمين» «مش كيزان» وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. أخوك محجوب فضل بدري