: ٭ الدكتور عبد الرحمن الخضر والى الخرطوم قال فى مؤتمره الصحفى إن ما حدث فى الخرطوم لا يرقى لأن يوصف بالكارثة، باعتبار أن الذى حدث لا ينطبق على ما شهدته ولاية الخرطوم وفقاً للتوصيف العالمى برغم ان عدد المنازل المنهارة «18» الف منزل بجانب «200» فصل دراسي. ٭ نشرت «الصحافة» فى عددها الصادر أمس حديثاً للدكتور شرف الدين بانقا قال فيه: «عندنا فى السودان المصيبة تصيب الفقراء بشكل أوضح، بمعنى ان ما يحدث لمواطنين هشين، باعتبار أن انهيار غرفة بالنسبة اليهم يعني انهيار حياة، وهذا ما يجعل المشهد أكثر مأساوية ويحز فى النفس ويدمي القلوب. إذن ياسعادة الوالى متى تعلنون الخرطوم منطقة كوارث؟ هل بعد أن يموت ثلث سكان العاصمة جراء السيول والأمطار أم تنتظرون ما ينبئ به الإرصاد بأن الفترة المقبلة ستشهد أمطاراً وسيولاً جارفة تزيد الوضع مأساة فوق بعضها بفقدان جديد وموت وتشريد آخر. ٭ عجبت والله من حديث البعض فى المؤتمر الصحفى لوالى الخرطوم بقولهم: «يا سعادة الوالي بدلاً من تعويض المتضررين من السيول والأمطار بالخيام والغذاء عليك بتعويض الناس المتضررين «كاش» لكى يعودوا إلى أهليهم فى الريف». وهذا الحديث يظل يتطابق مع حديث أحد المسؤولين الكبار بولاية الخرطوم باعتباره مهندساً نفى خلال برنامج تلفزيونى شهير أمام والى الخرطوم ان تكون احصائيات المنازل التى تهدمت بالآلاف، وقال حينما سأله مقدم البرنامج: «ان توصيفنا للمنزل هو الذى يبنى بطريقة هندسية، فكل المنازل التى جرفها السيل مبنية من الطين ولا نعترف بها». وفجأة استلم القفاز الوالى مبررا حديث ذلك المسؤول وقال: «ربما يتحدث الأخ بطريقة هندسية». ٭ هذا امتحان حقيقى للولاية سقطت فيه من أول وهلة، وتضاربت فيه الآراء وظهرت فيه نوايا البعض الحقيقية تجاه بنى جلدتهم، فبدلاً من أن يتضامنوا ويواسوهم فى جللهم بداوا يختلفون حول كيفية توصيف الأزمة، بالرغم من أن الأمر واضح ولا يحتاج الى كثير عناء. وسؤالنا المتجدد ما هى المترتبات السالبة التى تقع على الولاية إن قالت إن الخرطوم منطقة كوارث، فالفرق بين الخرطوم وباريس مثلاً بون شاسع. ولماذا إذن نعود للتوصيف العالمى فى توصيف المصائب والإحن على الرغم من أننا نتحاشى كل ما هو عالمى التوصيف، ونعمل وفقاً لأعرافنا وعاداتنا، فمن الأجدى لنا ان نستفيد من هذا التوصيف لفائدة المنكوبين. ٭ يا سعادة الوالى الخرطوم الآن منطقة كوارث، وعليك ألا تعتمد على التوصيف العالمى، فاذا كان 64% من السكان فقراء فما هو ذنبهم اذا لم يستطيعوا البناء بمواد ثابتة؟ ولماذا نعاقبهم هذا العقاب؟ فالحلول واضحة أمامك، وكما قال المختصون فى توصيفهم إذا كانت المنطقة التي تسكنها سهلية، فعليك أن تتحسب للفيضانات والسيول. والشرط الأساس هو إمكانية هطول أمطار مفاجئة لمدة طويلة بحيث تعجز مواعين التصريف عن تصريف المياه المتجمعة. والآن هنالك تنبؤات بسيول جديدة وأمطار غزيرة.. فما هى خطتكم المقبلة بعد أن عرفنا السابقة. ٭ أخيراً شكراً لكل زملائى فى الزميلة «الأخبار» الذين قضيت معهم «أقصر فترة جميلة» واستفدت منها كثيراً، واقول لهم لم نفترق بل تجمعنا المهنة فى الدروب، وحتما سنلتقى، ودامت وستدوم الإلفة بيننا إن شاء الله!!