: احتفل مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بام درمان بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيسه، واستمرت الاحتفالات طيلة شهر رمضان. والراحل عبد الكريم ميرغني دبلوماسي ومثقف، وخدم بلاده سفيراً في اكثر من بلد، ووزيراً في اكتوبر 4691 ومايو 9691، وقد اسعدتني الظروف اخر ثمانينيات القرن الماضي بحضور ندوة الجمعة المقامة في داره بحي ود أرو بام درمان، وكان من روادها الدائمين الراحل السني بانقا والاستاذ توفيق ابراهيم اسحق وعدد من مثقفي العاصمة. وحسناً فعل القائمون على أمر المركز، وعلى رأسهم الاستاذ محمود صالح بإنشاء هذا المركز الذي يعد استمراراً لنهج الراحل في التثقيف والتنوير، مع الارتباط بالجذور السودانية. ومآثر المركز الكبرى تتجلى في احتضانه لجائزة الطيب صالح للابداع الروائي وهى تخطو نحو عامها الحادي عشر، وقد فتحت المجال لعدد من الكتاب الشبان والمخضرمين للدخول للوسط الثقافي، كما اتاحت جائزة الطيب صالح للقصة القصيرة للشباب المجال أمام آخرين. وننبه هنا الى ان هذه الجوائز ليست غاية في حد ذاتها، ولكنها تمثل حافزاً للكتاب للابداع، وتساعد على اكتشاف مواهب جديدة. ينبغي ان يكون اصحابها على قدر المسؤولية في تجويد ابداعهم، والاخلاص للكتابة التي تستنزف الطاقات، وتسرق العمر ممن يخلص لها. وقد قام المركز باحتضان مجموعة من الانشطة المتعددة، كما فتح مكتبة غنية عامرة بألوان المعرفة، ونشر كتباً سدت فراغاً في المكتبة السودانية، وقام بالعديد من المبادرات في الساحة الثقافية، لا يستطيع أحد أن ينكرها. وقد أصبح موعد 12 اكتوبر من كل عام مناسبة يجتمع فيها المهتمون بالكتابة السردية من مؤلفين ونقاد، وتمثل هذه الاوراق على اختلافها وتباينها جزءاً مهماً من الكتابة النقدية التي ظل البعض يشكو من غيابها، ومن خلالها برهن النقاد والكتاب على مدى جديتهم في انجاز فعل نقدي لا يقل عما تشهده الساحة العربية رغم اختلاف المناخ الثقافي بيننا وبين الآخرين.