* منذ انطلاق الدوري الممتاز لهذا الموسم في شهر فبراير الماضي ومن واقع متابعتي لاعداد الفرق ذكرت في هذه المساحة بأنه لن يكون هناك جديد على صعيد المنافسة على الكأس وأن الامر سينحصر بين فريقي الهلال والمريخ، وعددت اسباب ذلك والتي منها أن القائمين على امر كرة القدم والمسؤولين عن الرياضة عموما يكرسون لهذه السيطرة الهلالية المريخية على كل البطولات المطروحة على الساحة المحلية فاتحاد الكرة مازال يميز هلال مريخ عن بقية الفرق وحتى مناصب القيادة فيه يتم الاختيار لها حسب الانتماء للناديين وكل له نصيب في (كيكة) المناصب، وفي بعض المرات يكثر انصار النادي الاحمر في لجنة من اللجان والعكس ويتم اتخاذ كثير من القرارات بناء على الموازنات وليس تحكيم النظم واللوائح اما وزارة الشباب والرياضة فلم تستطع حتى الآن فعل شئ ايجابي في قانون الرياضة من شأنه أن يفتح المجال واسعا للشركات والمؤسسات المقتدرة ماليا لانشاء وتأسيس فرق للدفع بها لساحات التنافس واسراء البطولات واضفاء روح الندية بين الفرق حتى يرتفع المستوى العام والذي سينعكس اثره ايجابا على المنتخبات الوطنية . * (العاملين ) في الاتحادات والمؤسسات الرياضية مازالوا يتحدثون عن أنهم متطوعون رغم أن معظم دول العالم ان لم تكن كلها اصبحت الرياضة فيها وكرة القدم على وجه الخصوص عملا يدر عائدا ماديا لكل العاملين بدءا من اللاعب ثم اعضاء الجهاز الفني وانتهاءا بالاداريين والذين لهم نسب مختلفة من الارباح حسب مساهمة العضو ولكن للاسف هنا ما زلنا في محطة (التطوع ) ، واذا نظرنا الى هذه نجد أن معظم الاداريين مستفيدون بصورة او اخرى من عملهم في هذه المؤسسات ونجد دخلهم يتوسع عند التمثيل الخارجي وتعيينهم في مناصب رياضية خارجية بداءا من الاتحادات والمؤسسات الرياضية العربية والافريقية والعالمية وحتى الذين يعملون في اتحاد شرق ووسط افريقيا (سيكافا) يتقاضون حوافز معتبرة . * الشاهد أن مقولة العمل الرياضي تطوعي عفى عليها الزمن ويستخدمها البعض للمحافظة على مناصبهم ولكن يجب كما ذكرت وحتى نواكب التطور أن تتخذ قرارات جريئة لتغيير التركيبة الادارية الرياضية بحيث تتيح الفرصة للمحترفين للدخول لهذا المجال بقوة، وأعني هنا الاداريين في الشركات والمؤسسات . * نعم هناك اجتهادات من بعض الاندية ومحاولتها منافسة هلال مريخ عن طريق تبني بعض المؤسسات لها مثل الجيش والشرطة والامن والنيل للبترول الا أن هذه المحاولات لم تأت اكلها بسبب قيود قانون الشباب والرياضة، ولذلك نجدها تتراجع وتتكسر في ظل تنامي سطوة ناديي الهلال والمريخ . * تحدث الكثيرون بعد أنتهاء الدورة الاولى للممتاز بأن فريقي الخرطوم الوطني والاهلي شندي سينافسان الهلال والمريخ على كأس الدوري الممتاز، فالاول يرعاه جهاز الامن والمخابرات الوطني والثاني يرعاه رجل الاعمال صلاح ادريس واجتهد الناديان في ضم عدد مقدر من المحترفين الاجانب والمحليين ولكنهما في اول مباراتين لهما في الدورة الثانية للممتاز تراجعا وبموجب ذلك توسع الفارق بينهما وبين المريخ صاحب المركز الاول والهلال صاحب المركز الثاني واعتقد أن الفارق سيزداد في ظل هذا الوضع الذي ظلت فيه الكرة بالسودان على حالها منذ ثلاثينيات القرن الماضي . * حرصت بالامس على متابعة مباراة الاهلي الخرطوم والخرطوم الوطني من داخل الاستاد وحقيقة كانت مباراة رفيعة المستوى بذل فيها لاعبو الفريقين الجهد والعرق واستطاع فريق الاهلي تحقيق الفوز وبعد أعلان الحكم عن انتهائها لم استغرب لذلك الفرح الهيستيري لانصار الاهلي وفي مقدمتهم اعضاء مجلس الادارة الذين كان لسان حالهم يقول لاداريي الفريق المنافس انتصرنا عليكم رغم ضمكم لمدرب فريقنا السابق التونسي لطفي السليمي الذي فضل الذهاب اليكم ضاربا باتفقانا معه عرض الحائط . * بعض الرياضيين يحاولون افتعال معارك في غير معترك وهذه تهدر كثيرا من الوقت الذي يفترض ان نسخره لتطوير الرياضة ، وبالامس القريب تابعنا (مسلسل) استاد الحصاحيصا والذي اعتبره بعض المحسوبين على الهلال غير صالح للعب ذلك رغم أن الملعب تم تأهيله ولعبت فيه كثير من المباريات هذا الموسم ، ذهب الهلال وأدى مباراته هناك وحقق الفوز ولم يصب اي من لاعبيه وهنا اقول لاولئك الذين ينصبون انفسهم اوصياء على الهلال كفاية قفوا مكانكم ولا تتدخلوا فيما لايعنيكم وتؤججوا نيران الفرقة بين الاندية وأعلموا أن الرياضة تجمع ولاتفرق .