سنار : مصطفى أحمد عبدالله : قفزت قرية قلاديمة لواجهة الاحداث ليس لأن انتاج القرية من المنتجات الزراعية قد فاق كل التوقعات بل لأن الأمطار الغزيرة قطعت سبل الخروج والدخول الي القرية ،حيث اصبح العبور عن طريق النيل عبر المراكب الشراعية «محلية الصنع» هو السبيل الوحيد للوصول للضفة الغربية «أم شوكة»رغم خطورتها ظل ارتفاع مناسيب نهر النيل ..والطريق الاخر حتى المسرة يعتبر مشوارا شاقا ومكلفا للجهد والمال والوقت وذلك لتسبب الأمطار الغزيرة التى هطلت على المنطقة في اغلاق الطريق. الصحافة تابعت مغادرة العديد من افراد الاسر الذين وفدوا لقضاء عطلة الاعياد مع ذويهم وكانت العربات تغامر بعبور الوحل والطين و الاطفال والنساء يراقبون مايحدث فى مشهد لايخلو من فرجة وتسلية رغم صعوبة الموقف ، و قلاديمة قرية تشابه المدينة من حيث اطلاع وثقافة مواطنها وكونها منطقة تجمع لقرى صابون والكرمتة والبساطة وحمدناالله وزين العابدين،وبها سوق كبير قوام مبانيه الطوب الاحمر ويرتاده الناس يومى السبت والثلاثاء من كل اسبوع وتسكن المنطقة مجموعة من القبائل ابرزها الجعليون والدناقلة و الفولانى والمناقير وقبائل الغرب ويوجد بها حى كامل خاص بمواطني دولة الجنوب ، وتقع القرية في محلية السوكى على الضفة الشرقية من النيل فى مساحة تمتد بطول اربعة كيلومترات ... تتميز قرية قلاديمة بكونها من القرى القديمة و كانت فى منطقة بحيرة الخزان قبل ترحيل سكانها الى المنطقة الحالية فى عشرينات القرن الماضى الا أنها تطورت سريعا، متجاوزة كثيرا من القرى التي سبقتها، وفيها نهضة عمرانية لا بأس بها، وهي من أفضل قرى المنطقة من حيث الخدمات حيث يوجد بها مركز للشرطة وفرع لبنك الخرطوم. ، ويبلغ تعداد سكانها تقريبا حوالي 8300 نسمة، بها مدرستان ابتدائيتان حكوميتان ومدرستان ثانويتان للبنين والبنات وعدة خلاوي تقوم بتدريس القرآن الكريم وكافة العلوم الدينية واللغوية، يدرس بها حوالي 100 طالب، كما يوجد بها مستشفى ريفى به طبيب عمومى ومعمل للفحص ،وبها عدة مساجد. وبها سوق كبير يحوي جميع متطلبات الحياة تكفي القرية الذهاب الى المدن المجاورة وتغادر القرية يوميا عربات النقل الكبيرة التى تقدر بأكثر من 40عربة لورى«زنة 6أطنان» تحمل على متنها المنتجات الزراعية التى تتميز بها المنطقة حيث يوجد بها اكبر جنينة للمانجو بالولاية ملك للرأسمالي الوطني عوض ابوالعلاء، ومشروع زراعي «مسرة» ومن المعروف أن سكان القرية يعتمدون في المعيشة على أنفسهم من خلال الزراعة والرعي والوظائف الحكومية. مندوب الصحيفة التقى بعمدة القرية الشيخ أحمد قلاديمة الذى تحدث كثيرا عن الصحة والتعليم والخدمات الاخري بالمنطقة وطالب بإنشاء طرق معبدة خاصة ان المنطقة غنية بالمنتجات الزراعية والسمكية ومشتقات الالبان، اما الشاعر صلاح قلاديمة مدير ادارة الثقافة بوزارة الشباب والرياضة والثقافة والاعلام والسياحة فقال ان القرية غنية بمواردها وإنسانها حيث تمثل بوتقة للتلاقح الثقافي السودانى ،مؤسسها قلاديمة وهو احد احفاد دانفوديو حيث اقام بالمنطقة مع أبنائه وزوجاته الاربع واضطر العمدة للنزوح جنوبا عند قيام الخزان بعيدا عن البحيرة ، حيث تقول الرواية ان الشيخ قلاديمة كان قد نزح للغابة وبني وسطها مقرا لزوجاته ... فقام بعض الوشاة بتحريض المفتش الانجليزي ، الذي قَدِم راكبا حصانه ، وامر مرافقيه بحرق منازل الشيخ قلاديمة وتم تنفيذ رغبة المفتش حالا .. وقبل الشيخ القرار بمنتهى الصبر والجلد ولم يجزع او يفزع ... وهو ما جعل المفتش الانجليزى يغير قراره ويأمر بتسجيل المنطقة باسمه فى التسجيلات، وسكت صلاح قلاديمة مليا ليشخص أمراض المنطقة حيث قال ان القرية تعانى فى فصل الخريف ايما معاناة من عدم وجود طرق، كذلك مشروع النظافة،مطالبا فى نفس الوقت بمدرسة صناعية ترث ورشة مشروع المسرة الزراعي.مع ضرورة الحاق اطباء متخصصين للمستشفى.