هنالك علاقة وطيدة بين شيخ مصانع السكر السودانية ومزارع قصب السكر بالجنيد ملك السكر، ولكن بلا رفاهية ملوك، فما زالت ارض الجنيد تنفرد بارتفاع الانتاج الزراعي محلياً وعالمياً، وقد وصل متوسط الانتاج أكثر من 74 طناً للفدان بفضل الخبرة والتميز. واثبت المزارع نجاحه الباهر الذي اغرى شركة السكر السودانية بالتعامل مع مشاريع يمتلكها المزارعون في كل من الرهد والجزيرة والشرقي، وهذا شرف يتقلده مزارع سكر الجنيد، لأنه أول مزارع قصب سكر في السودان. ورغم ارتفاع انتاج المزارع محلياً وعالمياً فهو الآن ينزلق من حافة الفقر الى قاعه، وذلك ليس لضعف الانتاج او بواره في السوق، ولكن لوجود لائحة وقعها اتحاد مزارعي قصب سكر الجنيد الحالي منذ أكثر من عقد من الزمان، تأخذ من المزارع كل انتاجه ولا تعطيه، كما نرى لاحقاً، فقد اعتمدت اللائحة للمزارع 06% من انتاجه، ويذهب 04% من انتاجه للادارة مقابل طحن القصب واستخراج السكر والمولاص والبقاس، وتحرم المزارع من استحقاقه في المولاص والبقاس الذي دفع قيمة انتاجه من عرقه المتمثل في ال 04%، علماً بأن سعر طن المولاص مائتان وخمسة واربعون جنيهاً، وان لوري البقاس في حدود مائة جنيه «001ج». وتم وضع هذه اللائحة في وقت كان فيه كيلو اللحم بجنيهين وجوال الذرة بعشرين جنيهاً اما ال 06% التي وضعتها اللائحة للمزارع تخصم منها كل العمليات الزراعية من تحضير وزراعة ونظافة وري وقيمة الري والحصاد وخفراء الحراسة وشرطة الحماية والزكاة والضريبة للاطيان والخدمات الاجتماعية وغيرها، وهذه العمليات اعلاه تأخذ في حدود 08% من نصيب المزارع المنتج الذي يصل انتاج فدانه الى 04 طناً. وفي حالة تدني الانتاج عن النسبة 04% للفدان تأخذ هذه العمليات كل ال 06% نصيب المزارع، وربما يدخل في مديونية للعام القادم. ولكي تتضح الرؤية اكثر ساضرب لك مثالاً رياضياً وأقوم بحله. المثال: مزارع انتج ثلاثمائة طن قصب «003» طن في مساحة 7.5 فدان، وانتاج الفدان 04 طناً.. كم يساوي انتاج المزارع في السوق؟ الحل: 003 طن قصب تنتج 006 جوال +081 طنا مولاص +001 لوري بقاس. سعر 006 جوال سكر = 006*001،111= 066،66ج سعر 081 طن مولاص 081*542 = 001،04ج سعر 001 لوري بقاس= 001*001 = 000،01 ج جملة الانتاج بالجنيه = 067،611 ج مائة وستة عشر الفاً وسبعمائة وستون جنيهاً. عائد المزارع الذي يتقاضاه طول العام هو 06707 من مبلغ 0670611 كل ما يتقاضاه من انتاجه في حدود 5،5% إلى 6% فقط. مثال آخر: إذا كان انتاجه في حدود 052 طناً فسيكون العائد صفراً للمزارع، مقابل 003،001ج. وكل ما نقص الانتاج تدخل في مديونية ترحل للعام القادم، فاذا افترضنا أن مشروع سكر الجنيد هدفه إعاشي، فسأوضح لكم أبسط احتياجات المزارع مع تقشف الصحابة الذي يعيشه مزارع سكر الجنيد. 4/1 كيلو لحم 4ج، زيت+ بصل+ ويكة 2ج، ملوة دقيق 6ج، مصاريف أطفال ومدارس 5ج، فحم + غاز+ وقود 2ج، كهرباء +ماء 2ج، سكر وبن وجنزبيل 2ج، خضار وسلطة، منها الطماطم للفطور بالماء 2ج، لبن 3ج صابون غسيل وحمام وظهرة 1ج، بهارات وامواس وبندول 2ج، اشياء غير مرئية 2ج.. فإذا جمعت المصروف اليومي تجده في حدود 33 أو 23ج. الشهر 23*03=069جنيهاً. ومصاريف العام 052،11 جنيهاً، فهذه المصاريف اعلاه هي الحد الفاصل بين العيش واللا عيش، ولا علاج في التكلفة اعلاه، مع ان المنطقة موبوءة بالملاريا والبلهارسيا. وايضا لم نذكر التواصل الاجتماعي الذي يكاد يكون يومياً، وبلا مصاريف طالب جامعي واحد واحتياجاته من الرسوم والسفر والتسجيل، وخالية ايضاً من اللبس وخالية من المناسبات السعيدة من استقبال طفل جديد وايام عيد وبعيداً عن الفاكهة والعطور والحنة.. الخ. وإذا ضرَّبنا الاحتياجات اعلاه نجد أن المزارع وأسرته يحتاجون الى 03 ألف جنيه سنوياً حتى نعيش في وضع يقال له مقبول عالمياً. وأريد أن أنبه اتحادات المزارعين الجدد الى ان يستفيدوا من اخفاقات اتحاد مزارعي سكر الجنيد نحو مزارعيه، فبعد ان كانوا اصحاب يد عليا الآن يتلقون العون والدعم من ديوان الزكاة.. ويا حسرتي انه مزارع منتج، ولكن هنالك خللاً في توزيع العائد. فهلاَّ أصلحه السيد رئيس الجمهورية الذي يوجد الآن وحده في الساحة بأمر وإرادة شعب السودان، وأزال هذا الخلل، لينعم مزارع الجنيد ويعيش متعففاً أبياً كعادته وهو ينتج 051% من طاقة المصنع التصميمية، ويعيش تحت مستوى الفقر. عبد الله بابكر محمد سعيد مزارع بمشروع الجنيد قسم الامتداد