التقاه: عبود عثمان نصر: ٭ يعتبر الفنان بلال موسى من الفنانين الذين يمتلكون موهبة فنية رائعة، وذلك من خلال التجاوب الكبير الذي يحظى به في حفلاته العامة والخاصة، كما أنه يمتلك رصيداً وافراً من المدائح النبوية، وهو شاعر وملحن وله إسهامات في الغناء الوطني. وعبر هذا الحوار نقف على تجربته في الغناء وهو المبدع القادم من الجزيرة الخضراء. ٭ صورة مقربة: بلال موسى يوسف الشيخ من مواليد قرية عبد الماجد ريفي أبو قوتة بولاية الجزيرة. ٭ ما هو شكل البدايات لبلال موسى؟ بدأت في السبعينيات داخل القرية، ومن إيقاع الطار والمدائح النبوية في مسيد الشيخ عبد الماجد تسلل الإبداع إلى نفسي، ثم أخذت أردد بعض الأغاني. وللأمانة فقد كان تأثري واضحاً بالفنان صلاح ابن البادية، وهناك تشابه بيننا في النشأة والتكوين والنزعة الصوفية، وقد وجدت كل التشجيع من أبناء القرية في أنني مشروع فنان في المستقبل. ٭ هناك مدن في هذا الوطن لها أثر في مشوارك الفني؟ قطعاً فكل واحدة من هذه المدن أعطتني دفعة قوية في مشواري الفني، فمثلاً وبالترتيب في المناقل قضيت تسعة أعوام حيث كنت أغني في فرقة اسمها «الوحدة» تتبع لنادي العمال، وغنيت في المناقل والقرى المجاورة لها، وكانت لدي فرقة قوامها: حسن شريف وجعفر عبد الله ووردي ومأمون علي، ومن أشهر الأغاني التي قدمتني للناس وأعطتني الشهرة الى اليوم «أنا راضي» و «صحوة ضميرك» و «تعال أشوفك»، وكلها من كلماتي وألحاني. وفي القضارف كنت أغني في فرقة «شوتال» وهي تابعة للقوات المسلحة، وقضيت هناك خمسة أعوام وقدمت بها أغنية «الوعد الصادق» وهي من تأليفي وألحاني ونظمتها لزوجتي العزيزة عوضية سعيد. وفي مدينة سنار قدمت أول شريط كاسيت من إنتاج استديو فيصل تحت عنوان «ثلاثة سنة»، وهذا الشريط وجد قبولاً كبيراً من الوسط الفني وأعطاني دفعة قوية. وبمدينة ود مدني انضممت لفرقة الفنان المعروف صديق سرحان، وتغنيت للشعراء الشيخ محمد عثمان وحاج مصطفى، وكان معي ومازال العازف الماهر عادل أبو علامة، وفي ود مدني أيضاً سجلت أعمالاً غنائية لإذاعة وتلفزيون الجزيرة، وود مدني محطة مهمة جداً في مسيرتي الفنية وأعتز بها وبجماهيرها وهي أرض الإبداع، وقد فتحت لي أبواب المجد والشهرة، وأنا الآن مقيم بها وأتجول داخل وخارج الوطن وأعود اليها. واقول إن كل هذه المدن التي ذكرتها لها أثر كبير في بلال موسى، ولها ولأهلها كل تقديري وإعزازي. ٭ تجربة بلال موسى في المدائح والإنشاد الديني؟ بحمد الله منذ البدايات كما ذكرت في مقدمة هذا الحوار فإن نشأتي كانت صوفية بحتة، والمديح جاء أولاً ثم الغناء ثانياً، وبعد نضوج التجربة قدمت أعمالاً لإذاعة الكوثر وقناة ساهور، ولدي مدائح مشهورة من تأليفي أبرزها «تزرع طيب تحصد طيب» و «صلاة الله على المختار حبيب الله» وغيرها، ولدي مشاركات في كل المناسبات الدينية ومازالت. ٭ ماذا عن الفنانين الشباب؟ يوجد عدد من الفنانين الشباب، وان كان لدي نصيحة لهم فهي أن يبتعدوا عن الغناء الهابط لأن الساحة الفنية عامرة بالشعراء الذين يكتبون الجيد لهم أمثال الحلنقي والتيجاني حاج موسى. وعلى هؤلاء الشباب الاعتماد على الأعمال الجادة التي تعبر بهم إلى بر الأمان، وللحقيقة أنا معجب بأحمد البنا وسميرة دنيا على سبيل المثال. ٭ ماذا عن الدولة ورعاية المبدعين؟ هذا سؤال مهم جداً، فالفنان حقوقه مهضومة ولا توجد أدنى رعاية له، وحتى عمليات التكريم عادةً تتم بعد وفاته، وهذا لا يجدي قطعاً لأن الفنان يعاني في حياته، وهو الذي لم يتخلف عن هموم الوطن يوماً، لذا لا بد للدولة أن ترعى المبدعين رعاية جادة وتوفر لهم ولأسرهم الحياة الكريمة مثلما يحدث في كثير من الدول، وهذه رسالة موجهة لوزير الإعلام والمسؤولين على رأس الدولة. ٭ ما رأيك في برنامج «أغاني وأغاني»؟ هذا البرنامج في تقديري يمثل مدرسة، فمن خلاله يقف الجيل الحالي على أعمال نجوم الفن في السودان على سبيل تواصل الأجيال، ففي رمضان المنصرم وقف البرنامج على أعمال رموز مثل حسن سليمان الهاوي وكذلك الشاعر إبراهيم الرشيد وغيرهم، ولا بد من الإشادة بقناة النيل الأزرق والأستاذ السر قدور على جهده. ولعل النجاح يقاس بالمشاهدة العالية للبرنامج داخل وخارج السودان، كما أشكرهم على دعوتي للمشاركة في البرنامج هذا العام.