الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    عقار: بعض العاملين مع الوزراء في بورتسودان اشتروا شقق في القاهرة وتركيا    عقوبة في نواكشوط… وصفعات في الداخل!    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    سلسلة تقارير .. جامعة ابن سينا .. حينما يتحول التعليم إلى سلعة للسمسرة    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القراءة الاولى في كتاب«حكايات نقابية..تجارب سودانية» للنقابي العمالي الاسلامي حسن ود بعشوم
نشر في الصحافة يوم 07 - 09 - 2013

*: أصدر القائد النقابى العمالي الإسلامي حسن محمد علي محمد خير بعشوم كتابه «حكايات نقابية.. تجارب سودانية» الذي خطه بيمينه ويراعه رغم ظروف المرض العضال المقعد فقد بذل الكاتب وجهد كثيراً في تحضيره وتحبيره، ومناقشته وحواره.. وفي جمع المستندات والمعلومات والمراجع لتوثيقه حتى إذا ما اكتمل بدراً دفع به إلى المطبعة السودانية بعد تحمل النفقات والتكاليف كافة لطباعته وأصداره من حر ماله المحدود والمكدود لكى تضم المكتبة السودانية الضخمة المليئة بكتب الأفذاذ من كتابها من حملة الشهادات الجامعية وفوق الجامعية وتتزين بكتاب «حكايات نقابية .. تجارب سودانية» للكاتب حسن محمد علي محمد خير بعشوم خريج المرحلة المتوسطة العامل الكهربائي بشركة الخواجة بيطار بالقطاع الخاص وقبل أن نورد بعض الملاحظات والخواطر عن الكتاب ولصلتنا العريقة والعميقة بالأخ في الله حسن محمد علي محمد خير بعشوم نرسل رسالة مهمة لأخوتنا في الله قيادة الحركة الإسلامية وربما تكون الأخيرة لأننا لا ندرى ما سيكون في غدٍ. لقد ضاع الكثير من حقوق إخوانكم «العمال» الذين ظلوا ولا زالوا يرابطون معكم في ثغرتهم في قطاع «العمال» منذ فترة الصراع والحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي والرأسمالي ومحاولات استقطاب دول العالم عبر منظمات ونقابات عمال العالم وبذل كل امكاناتهما وثقلهما في سبيل تحقيق ذلك واغراق ساحات النقابات في المنطقة العربية والمنطقة الأفريقية بالمغريات المادية والسفر والرحلات لدول المعسكر الشيوعي وغيره التي لم تحرك البتة شعرة في إخوانكم العمال الذين يرابطون معكم في ثغرتهم فثبتوا وثابروا حتى خرجوا من هذا الصراع غير المتكافئ كما تعلمون متميزين باتحاداتهم العمالية الوطنية وهي ترفع الشعارات الخالدة لا شرقية ولا غربية ولكل حزبه والنقابة للجميع حتى إذا ما تحولنا من تلك المرحلة وهي المعروفة بمرحلة «الدعوة» إلى مرحلة «الدولة» كان ميسوراً ان يقوم الاتحاد القومي الموحد لكل عمال السودان على أساس «الوفاق الوطني» في معظم الانتخابات التي جرت للعمال وهو نظام أشبه بالنظام الإسلامي نظام الشورى والاجماع وهذه هي الأسس والمبادئ التي قامت عليها الاتحادات والنقابات الوطنية التي يسيطر عليها فكر وتيار النقابيين الاسلاميين والوطنيين. وهنا نصدق أخوتنا في قيادة الحركة الإسلامية بأن الكثير الذي ضاع من حقوق إخوانكم «العمال» الذين ظلوا ولا زالوا على العهد ولم يبدلوا تبديلاً طيلة هذه السنين ليس هو لمصالح شخصية دنيوية يصيبونها ولا لمناصب يتبوأونها وان ذلك ليس من شيمهم ولا جبلتهم التي جبلوا عليها ولكنهم كانوا يريدون ان يمارسوا حقهم في «النصيحة» فطلبوا ذلك ولم يستجاب لطلبهم أليس ذلك حق مضاع !؟ وبسببه تضيع حقوق كثيرة هذا مثال أول ونريد أن نأخذ الأخ في الله حسن محمد علي محمد خير بعشوم مثال آخر في ضياع حقوق إخوانكم العمال وذلك بمناسبة إصداره كتابة «حكايات نقابية .. تجارب سودانية» بامكاناته المحدودة ولصلتنا العريقة والعميقة بالأخ حسن محمد علي محمد خير بعشوم ووفق ما جاء في سيرة المؤلف من أنه ظل ل 48 سنة نقابياً ونضيف انه امضاها في صف الحركة الإسلامية فمنذ 1965 بداية ظهور جبهة الميثاق الإسلامي وروافدها وواجهاتها المعروفة لراعي الضأن في الخلاء وكان أبرزها قطاع العمال بنقاباته واتحاداته ورموزه وكان الأخ حسن محمد علي محمد خير بعشوم أحد هذه الرموز الإسلامية وكانت تلك فترة ما تعارف عليها «بالدعوة» التي استمرت حتى قيام الدولة وفي هذه الفترة تبوأ الأخ حسن محمد علي في الاتحاد العام لنقابات عمال السودان وهو مجال «دعوة» تبوأ موقعاً واضح الدلالات وهو موقع المسؤول الأول عن مالية الاتحاد العام لنقابات عمال السودان بلا منافس أو منازع وهي أيضاً إشارة للحفيظ الأمين على الخزائن والذي أرسى فيه الأخ حسن محمد علي أدباً ونظاماً مالياً ومحاسبياً دقيقاً وأميناً للايرادات وللمصروفات لم يسبقه عليه أحد في هذا الموقع الأمر الذي جعل رئيس أحد النقابات العمالية العريقة الكبيرة وابرز النقابيين بلاغة ان يقترح على المؤتمر العام للاتحاد العام لنقابات عمال السودان أعلى سلطة في الحركة النقابية العمالية ان يجيز الميزانية بالاجماع مع اعتماد النظام المالي والمحاسبي الجديد نبراساً يهتدي به في الميزانيات القادمة فكان ذلك سبباً في أن يظل الأخ حسن محمد علي بعشوم المسؤول المالي للاتحاد العام لنقابات عمال السودان لثلاث دورات متتالية أليس هذه هي المبادئ التي ظللنا «ندعو» لها مبادئ الامانة والطهارة والعفة في المال العام. ليجتهد في تطبيقها عملياً الأخ حسن محمد علي بعشوم برؤيته الإسلامية التي نهل من معينها في محاضن الحركة الإسلامية وشعبها في ثغرة «العمال» التي ظل يرابط فيها وهو يدافع عن فكرها بقوة وقوفا وثباتاً لما يقارب نصف القرن ولا يزال على العهد وهو يدافع جلوسا تحت ضغط المرض والداء العضال بيمينه ويراعه اليس ذلك كله جدير بان تنزله قيادة الحركة الإسلامية المنزلة اللائقة به وبثغرته التي يرابط فيها وعلى أقل تقدير ان تتولى وتتكفل بامكاناتها المهولة الواسعة كلفة طباعة كتابه هذا حكايات نقابية تجارب سودانية هذا من جهة ومن جهة أخرى اليس كان جديرا بل وواجب على الأخوة في قيادة الاتحاد العام لنقابات عمال السودان في نسخته الجديدة وللاخ حسن محمد على محمد خير بعشوم يد سلفت في كل مراحل تصميمه وبنائه وتكوينه في مؤتمر الحوار النقابي وفي القانون واخيراً التكوين أليس ذلك كله يفرض واجبا على الإخوة في قيادة الاتحاد العام لنقابات عمال السودان ان يكون لهم السبق والمبادرة، بتحمل تكاليف طباعة الكتاب وأكثر من ذلك من مبادرات مثل اعتماده أحد مرجعيات ووثائق الاتحاد القومي لعمال السودان لما احتواه الكتاب من حقائق ومعلومات ووثائق مهمة تبحث وتسلط الضوء على الكثير من مراحل انتكاسات وتطورات الحركة النقابية العمالية السودانية الأساسية منذ نشأتها وإلى يومنا هذا في عهدها الجديد ونسختها المتجددة. وكذلك لأن الاتحاد العام لنقابات عمال السودان لديه خبراته وتجارب سابقات في تبني وطباعة عشرات الكتب العمالية سواء كان ذلك بإمكاناته الذاتية المادية او بالتضامن مع مؤسسات أخرى تعنى بالنشاط والثقافة العمالية ودعمها مثل الذي تم بين الاتحاد العام لنقابات عمال السودان ومؤسسة فريدريش الالمانية التي قامت بتحمل نفقات طباعة عشرات الكتب العمالية .. ولا أود أن استرسل في هذا الصدد في احتشاد قبيلة اليسار بقاعة اتحاد العمال بالخرطوم في الأول من ديسمبر 2011 للاحتفال والتدشين لكتاب أحد كتاب اليسار وذلك لان هذا الكتاب هو عبارة عن تجميع لمقالات الكاتب اليساري في الصحف اليومية في فترات سابقة. ولعل كفارة ذلك لاخوتنا في قيادة اتحاد العمال بانزال كتاب «حكايات نقابية» منزلته المستحقة المضيعة بالغفلة والاهمال فيما نعتقد ونظن في أخوتنا في قيادة اتحاد العمال وجل من لا يسهو فيما تقدم بعض ملامح وقائع وملابسات إصدار كتاب «حكايات نقابية .. تجارب سودانية» وفيما يلي أيضاً بعض خواطر وملاحظات وانطباعات عن محتويات الكتاب ابوابه وموضوعاته:
حيث تقول القراءة الاولى في الكتاب واهم هذه الخواطر والملاحظات هي ان الكاتب انتهج نهجاً متجرداً وأميناً في إبراز وتسجيل بعض الحقائق والمواقف التاريخية التي ظل الكثير من الكتاب خاصة الشيوعيين يتعمدون اخفاءها وطمس معالمها وهي المتعلقة بمرحلة الحركة النقابية العمالية في عهد حكومة الرئيس الفريق إبراهيم عبود العسكرية التي استمرت في إدارة البلاد لست سنوات وذلك لاغراض ادعاء الثورية وانكار التورط في حكومة عبود العسكرية فقد كان من أبرز المؤيدين لها الحزب الشيوعي السوداني لا سيما بعد زيارة الرئيس الروسي برزنيف للسودان وكان يسيطر على الاتحاد العام لنقابات عمال السودان في ذلك العهد الحزب الشيوعي السوداني الذي قاد مسيرة مشهورة للقصر الجمهوري لمبايعة الرئيس الفريق إبراهيم عبود التي قدم فيها النقابي الشيوعي محجوب سيد احمد وثيقة تأييد ممهورة بدمه ودم رفاقه الشيوعيين والجدير بالذكر ان هذا الاتحاد كان يرأسه النقابي إبراهيم محمود رئيس نقابة عمال المخازن والمهمات وهو ليس شيوعياً وامعاناً في مبدأ الغاية تبرر الوسيلة وفي محاولة مكشوفة للتخلص من وصمة تورطهم أي الشيوعيين في تأييد حكومة عبود العسكرية قاموا بمسرحية حلوا بها الاتحاد الشرعي الذي يسيطرون عليه واختاروا اتحادا جديدا غيروا به وجوه كوادر محجوب سيد احمد لكي يتم اختيار الشفيع احمد الشيخ وزيراً للعمال في ثورة اكتوبر وحكومة جبهة الهيئات المعروفة وذلك في ظرف ساعتين وبدعوة لمجالس النقابات بالراديو مخالفين بذلك القوانين واللوائح النقابية العمالية التي تضبط كل هذه الاجراءات ومخالفين صراحة للوائح ودستور الاتحاد العام لنقابات عمال السودان وقد اختاروا في الاجتماع المسرحية اللجنة التنفيذية لاتحاد العمال من أربعين عضواً اغلبيتهم من العاطلين الذي لا عمل لهم ويتقاضون مرتباتهم من الحزب الشيوعي السوداني أولئك هم الذين يخلع عليهم الحزب الشيوعي السوداني الكادر المحترف او المفرغ والمعروف عنه انه كثير العدد وكبير الحجم في كل المؤتمرات العمالية وكان يشكل ستارا ظل يحجب الاصوات الحقيقية لممثلي العمال والنقابات الحقيقية في مواقع العمل الحقيقية لا الوهمية.
وتمضي الملاحظات والخواطر فتوضح بأن الكتاب تم ترتيبه وتبويبه وتقسيمة على ستة أبواب ولكل باب أكثر من عشرين صفحة ومن هنا يستبين ان الكتاب يقع في 144 صفحة بالإضافة للغلاف الذي تتحلى واجهته ببعض الصور اهمها ان رئيس الجمهورية يقلد الأخ حسن محمد علي بعشوم الوسام وفي خاتمة الغلاف سيرة المؤلف وصورته.. قام بتقديم الكتاب البروف حسن علي الساعوري، كما قام بمراجعته وتصويبه الأستاذ ابو القاسم عبد القادر صالح المدير العام الاسبق للثقافة العمالية والبروف حسن علي الساعوري .. اما مقدمة الكتاب فقام بها الكاتب شخصياً ولعله أراد بها ان يلخص فيها قومية الحركة النقابية العمالية ودعم ومناصرة مؤتمر الخريجين والاحزاب السياسية بناءً على هذا التوجه القومي الذي يحفظ للحركة لنقابية العمالية وحدتها وقوتها والذي لم يشذ منه الا الحزب الشيوعي.
وكذلك لخص ابواب الكتاب التي كان اولها : تطور التشريعات النقابية الدولية وقيام منظمة العمل الدولية وقد اهملت ثقافة نشر مثل هذا الباب من ارباب السفر سنوياً لجنيف لفترة طويلة وبالتالي فانه يطرق لاول مرة بهذه الدقة والتفاصيل التي شملت مجموعة في غاية الاهمية من الموضوعات والقرارات واللوائح والاتفاقيات الصادرة من منظمة العمل الدولية التي تتصدى وتتدخل بقوة وفاعلية وبصوتها المسموع وآلياتها القانونية في حسم مشاكل العمل وحقوق العمال في الدول الأعضاء الخاضعة لقوانينها واتفاقياتها والسودان من بين هذه الدول ويشارك منذ زمن بعيد وسنوياً في مؤتمراتها من خلال التمثيل الثلاثي:
1. العمال.
2. الحكومة.
3. القطاع الخاص ارباب العمل وفي هذا الصدد فقد احسن الكاتب صنعا بحيدته وامانته اذا اورد وحفظ في كتابه لكل جهة من الفرقاء الثلاثة باستحقاقاتهم من الحماية والحقوق الخاصة بهم بلا تحيز لفرقته العمال وهي صفات وتحية لم يبادل بمثلها من الفريقين الآخرين حكومة واصحاب عمل . العمال لا في حماية العمل ولا في حفظ حقوقهم واستمرار اجورهم ولا حمايتهم من التشريد وكما جاء في صفحة 38 من كتاب «حكايات نقابية» من احتجاج ورفض بالصوت العالي للكاتب من التجفيف والتشريد الجماعي والفردي الذي ضرب عمال القطاع الخاص واغلاق المصانع الكبيرة ذات الكثافة العمالية مثل مصانع قطاع الغزل والنسيج وغيرها جزئياً ثم كلياً رغم تحريم ذلك التشريد بنص الدستور والقوانين والتشريعات والمعايير الدولية ويتم هذا الاغلاق ان لم نقل التشريد للعمال والتدمير للمصانع باسباب واهية لتبرير مشروعية التشريد والاغلاق للمصانع مثل انهم يعملون في القطاع الخاص والقطاع الخاص يملكة الأفراد وليس قطاع عام تملكة الدولة . وهل سلم العمال في القطاع العام في الهيئات والمؤسسات الحكومية من التشريد الجماعي والاغلاق والتدمير للمصانع والورش لالشئ غير انهم صمدوا في وحدة رائعة لم تخترق صفوفها البتة وذلك خلف حقوقهم المشروعة وقياداتهم الحبسية المسجونة رغم الضغط والارهاب والاكراه خاصة من سدنة حكومة مايو وجهاز امنها. فكان ذلك الصمود وتلك الوحدة هي السبب الرئيسي للتهديد والوعيد لسلطة مايو واعوانها وسدنتها لو ادو تحطيم السكة حديد اعظم ناقل وطني وافضل واوسع بنية اساسية تساعد في حركة الدفع في النموء الاقتصادي والتواصل الاجتماعي الي جانب تشريد اكثر من اربعين الف عامل وقد تحقق ذلك الذي هددت به سلطة مايو بكل اسف قبل أن يتم ..
الباب الثاني
إستعرض فيه الكاتب هيمنه الاستعمار الانجليزي المصري على البلاد . وإنشاء هيكل ادارة الحكم الثنائي منذ العام 1898م. وتشكيل مواقع العمل من مصالح حكومية وشركات ... الخ لاستيعاب وتشغيل الايدي العاملة وقيام النقابات وانتزاع عمال السكة حديد حق التكوين للنقابات وقيام اتحاد نقابات عمال السودان 1950 والانتماء والانضمام للاتحادات العمالية الإقليمية العربية والإفريقية والدولية.
الباب الثالث: حمل عنوان اصعب الموضوعات واكثرها تعقيد لانه يبحث في «النقابات والصراع السياسي» لقد نشأت النقابات منذ لحظتها الأولى قومية لا حزبية ولا جهوية وكان ذلك في بيئة الورش والصناعات اليدوية العمالية وبهذه القومية انتزعت بقوة حق تكوين نقابات العمال وإذعانا واستجابة لهذا الحق أصدرت الإدارة البريطانية قانون النقابات لعام 1948م لتكوين النقابات بعد اجراء انتخاباتها وكان قد دعم وبارك هذه الوحدة القومية العمالية بغرض الاستمرار فيها وفي استقلاليتها مؤتمر الخريجين والاحزاب الوطنية السياسية لم يشذ منها الا الحزب الشيوعي المستتر خلف لافتة الجبهة المعادية للاستعمار والذي ظل يبذر ويزرع كوادره الحزبية حتى تمكن من احتلال قمة قيادة أول اتحاد لعمال السودان سنة 1950م وهما:
محمد السيد سلام لمنصب الرئيس والشفيع احمد الشيخ لمنصب السكرتير العام وهما اعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني فكانت هذه البذرة هي البداية للصراع السياسي في النقابات.
ورغم ان الاغلبية العمالية الكاسحة تتبع في الولاء للاحزاب الوطنية الأمة والاتحادي القائمة على الطوائف الاسلامية الانصار والختمية ولكنها مبعثرة نقابياً وغير منظمة بفكرة او برنامج في مجال النقابات من احزابها اللهم الا القليل منهم باجتهاد فردي.
فاصبحت هذه الاغلبية العمالية الكاسحة بؤرة وعصاة يهش ويستقوي بها التيار الشيوعي النقابي ويستغلها ويستنصر بها في استمرار هيمنته على النقابات وعلى الاتحاد العام لنقابات عمال السودان لصالح الحزب الشيوعي مع أن هذا الاتحاد صار يتم تكوينه في كل مستوياته بطريقة غير قانونية او شرعية فمثلاً المؤتمر العام أعلى سلطة للحركة العمالية يتم اختيار أغلبية حضوره من المحترفين الشيوعيين العاطلين الذين لا يمثلون مواقع عمل او نقابات وتعزز هذه الاغلبية من المحترفين وتتكرر في السيطرة على اللجنة المركزية والمكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات عمال السودان ومن هنا ورغم كل المحاولات التي بذلتها النقابات العمالية الكبيرة ذات الثقل والوزن لتصحيح هذا الوضع الشاذ الذي يدير الحركة النقابية العمالية بالعاطلين والمحترفين بغرض اعادتها لاهلها ولقوميتها ووحدتها وأصولها تلك المحاولات التي قامت بها نقابات عمال لسكة حديد وغيرها من النقابات العمالية ولكنها لم تفلح وفي بعض الحالات بمنع هؤلاء العاطلين نقابات بعينها من حضور الاجتماعات والمؤتمرات أو منع التحدث فيها بالاعتراض وبالضوضاء وفي أحيان بالضرب والإدماء والاخراج بالقوة من الاجتماعات والمؤتمرات كذلك ظلت تتوالى المواقف والاحداث والقرارات المعيبة من قيادات اتحاد العمال الشيوعية المحترفة وكان اكثرها ضرراً بالغاً بالعمل والعمال قرار المحترف النقابي الشفيع أحمد الشيخ سكرتير اتحاد العمال والوزير في حكومة جبهة الهيئات في اكتوبر والذي اصدره بتجميد مطالب كل العمال في القطاع العام والقطاع الخاص ولما رفضته نقابات العمال صاحبة الحق وتمسكت بمطالبتها تعرض عمالها للتشريد بل واغلاق بعض المصانع في القطاع الخاص بحجة ان الشفيع قد جمد هذه المطالب و ذلك كله الى جانب رهن تبعية عمال السودان لأحد قطبي الحرب الباردة للمعسكر الشرقي الشيوعي عن طريق قيادة اتحاد العمال الشيوعية في سكرتارية اتحاد النقابات العالمي «براغ» بإبراهيم زكريا تلك الاسباب وغيرها كانت هي الدوافع الاساسية للنقابيين العمال الاسلاميين بالتضامن مع بعض العمال الوطنيين لهبة قيام مؤتمر النقابيين الوطنيين عام 1965 والذي عقد بنادي حلة حمد الثقافي ذلك المؤتمر الذي أعدت وقدمت فيه ثلاث اوراق عمل فكرية لكي يتدارس فيها العمال المؤتمرون ويبحثون في ماضي وحاضر ومستقبل الحركة النقابية العمالية من أجل الوصول الى انجع السبل للتغيير والتحول لخلاص العمال واتحاد العمال من الهيمنة الشيوعية المسيطرة عليه في كل أجهزته ومفاصله بواسطة المحترفين العاطلين الذي لا عمل لهم التي اصبح من العسير اصلاحها بالمنافسة الديمقراطية من داخلها من خلال كل الاشكال المشروعة للتغيير كالمؤتمرات مثلا التي صارت محجوبة وممنوعة وتبعاً لذلك فقد استقر الرأي لدى اجماع اعضاء مؤتمر النقابيين الوطنيين بناء على حيثيات ماضي وحاضر ومستقبل الحركة النقابية العمالية ان يتم بناؤها بتطوير في هياكلها على أساس التخصص القطاعي للقطاعات الثلاثة التي تتكون فيها النقابات وهي:
1. القطاع العام.
2. القطاع الخاص.
3. القطاع الحر.
على ان تقوم هذه القطاعات الثلاثة او بالاحرى الاتحادات النقابية على القاعدة العمالية الفعلية للعمال الذين يعملون بأجر لكي يحق لهم بنص القانون التمتع بعضوية النقابة والذي يحرم تماماً على العاطلين والمحترفين الذين لا عمل لهم ولا اجر ثم يقوم على قاعدة الاتحادات المتخصصة الثلاثة: الاتحاد العام لنقابات عمال السودان «المركزي».
وبلا اطالة او تفاصيل نقول بالفم المليان لله در تلك القيادة التي ادارت معركة الاكتساح في انتخابات الاتحادات العمالية الثلاثة وفي الاتحاد المركزي رغم قلة الامكانات التي احرزت أيضاً كسباً تاريخياً للعمال بتسجيل كل اتحاداتهم العمالية للنقابات بنص القانون بما فيها اتحاد العمال الشيوعي الذي لم يسجل منذ تكوينه في سنة 1950م وتم ذلك التسجيل في العام 1966م في عهد الديمقراطية الثانية وفي حكومة الصادق المهدي وكان وزير العمل فيها أحمد إبراهيم دريج وكان ذلك بابا فتحه جهاد النقابيين الوطنيين فدخلت به محاور نقابية اخرى واتحادات مثل اتحاد مستخدمي السكة حديد والمواصلات ومشروع الجزيرة ومستخدمي الصناعات الجلدية فكانت تلك سهماً يضاف لهياكل التطوير ونقطة تضاف لنقاط الارتكاز والتحول للحركة النقابية العمالية من بؤرة الصراع الحزبية والطبقية الضيقة التي فرضتها عليها السيطرة الشيوعية الى رحاب ومرحلة القومية والاستقلالية والقيام بمهامها الاساسية واداء وظيفتها التي كونت من اجلها وهي كما هو معلوم الحماية والدفاع عن حقوق اعضائها الاقتصادية والاجتماعية والوطنية ولم تكن تلك التدابير والمجاهدات قاصرة على استقامة العمل النقابي العمالي على الجادة في الداخل بل وفي الخارج في المجالات النقابية العالمية والاقليمية وبخاصة الافريقية والعربية.
وكما اسلفنا فان سيطرة القيادة الشيوعية لاتحاد نقابات عمال السودان تسببت في رهن تبعيته لاحد مراكز الحرب الباردة المعسكر الشرقي الشيوعي وهو العضوية في اتحاد عمال العالم «براغ» والذي تحفظ من العضوية فيه الكثير من الاتحادات العمالية في الاقطار الافريقية والعربية والتي تقيم فيما بينها اتحادات اقليمية مثل اتحاد عمال افريقيا والاتحاد الدولي للعمال العرب وتكتفي معظم الاتحادات بهذه الاتحادات الاقليمية الافريقية والعربية وتلتزم بشعاراتها بالابتعاد عن تبعية مناطق الحرب الباردة في المعسكرين الشرقي والغربي والتي زج في اتونها اتحاد العمال الشيوعي عمال السودان في حرب وصراع لا يخصهم في شيء وقد سبب ذلك الكثير من الحرج في بعض محافل الاتحادات الاقليمية والعالمية خاصة في الدول الافريقية والعربية في اللقاءات التي تتم معها ومثال لذلك هذه الصورة الفتوغرافية لوفد من عمال تونس من الاتحاد العام التونسي للشغل والتي جمعت بهم مع اشقائهم قيادة الاتحاد العام النقابات عمال السودان المركزي وتزين هذه الصورة صفحة «79» من كتاب حكايات نقابية تجارب سودانية وهي ليست صورة تذكارية تاريخية عمرها 45 سنة منذ ان اخذت بمكان مضيافي جميل بحديقة الشهيد القرشي بالخرطوم وحسب ولكنها ذات دلالات وحدث وقصة لم تنس رغم طول هذه السنين والقصة ان وفداً نقابياً عمالياً رفيع المستوى والمكانة جاء من جمهورية تونس بمبادرة منه لزيارة اشقائه بالحركة النقابية العمالية السودانية للتعارف وتوثيق عرى العلاقات وتمتينها بمعينات ومعطيات الدين واللغة ومحفزات مناخ قارة افريقيا التي تجمعنا وكان الوفد يتكون من ثلاثة اعضاء برئاسة: عامر بن عائشة نائب الكاتب العام للاتحاد العام التونسي للشغل وكما هو معروف لم يكن لتونس تمثيل دبلوماسي في السودان ولا للسودان في تونس الامر الذي جعل الوفد المبادر في الزيارة يجتهد كثيراً من أجل معرفة الوصول لمقر اتحاد نقابات العمال بشارع الحرية ولكنهم وبعد وصولهم لمكاتب اتحاد نقابات العمال بشارع الحرية وقبل ان يهنأوا بالجلوس للحظات تلقوا بفجائية لم يكونوا يتوقعونها طلبا بان يذهبوا من حيث أتوا وان اتحاد عمال السودان لا يرغب باسم عمال السودان في علاقة مع اتحاد عمال تونس وغيرها من الكلمات التي لا تقال لضيف شقيق جاء من بلد شقيق فخرج الاخوة رئيس واعضاء الوفد العمالي النقابي التونسي غاضبين من معاملة اتحاد العمال شارع الحرية ومسرعين في الرجوع الى الفندق الكبير الذي ينزلون فيه للسفر فوراً الى بلادهم الى تونس ولكن اقدار الله تتدخل فقد سمع سائق التاكسي التي يستقلونه غضبتهم المضرية من عمال السودان الاشقاء فاوضح لهم ان عمال السودان في نادي العمال الخرطوم وغيره من الاندية والمقار العمالية وليست قاصرة على مقر شارع الحرية الذي حملهم منه بسيارته فطلبوا منه ان يتجه بهم الى نادي العمال الخرطوم ويا للاقدار ليلتقوا بمجرد وصولهم في اجتماع كبير ضم القيادات النقابية للاتحادات الوطنية المتخصصة المنضوية في الاتحاد العام لنقابات عمال السودان المركزي ولجنة نادي عمال الخرطوم والذي القيت فيه وتبودلت الكلمات الموحيات المعبرة عن عميق الروابط الازلية بين السودان وتونس والتشابه بينهما في نيل الحربة والاستقلال واعقب هذا االاجتماع تنفيذ برنامج حافل للوفد العمالي التونسي تخللته زيارات عمل لمواقع الصناعة والانتاج مثل قطاع الغزل والنسيج وورش السكة حديد ومشروع الجزيرة والكثير من المعالم الانتاجية والسياحية وقد ساهمت الحكومة ممثلة في الراحل المقيم نصر الدين السيد وزير المواصلات في تحمل تكاليف الضيافة للوفد العمالي التونسي وكان من حسن الطالع ان مرافق ووسائل الضيافة كانت تحت ولاية وزارته ثم اننا لا نذيع سراً اذا قلنا ان الراحل المقيم نصر الدين السيد دفع من حر ماله تبرعاً للاتحادات العمالية والاتحاد المركزي مساهمة في تكاليف احتفالها بالوفد العمالي التونسي بحديقة الشهيد القرشي المقام على شرف وداع الوفد العمالي التونسي والذي أخذت فيه الصورة صاحبة القصة التي لم تنته فصولها بعد وذلك ايضاً بمناسبة ختام زيارته للسودان التي كانت في منتصف العام 1968م والذي شهد قبل نهايته زيارات ثلاث قامت بها وفود نقابية عمالية سودانية للجمهورية التونسية في عهد الحبيب بورقيبه بدعوة كريمة تكفل بتكاليفها كاملة الاتحاد العام التونسي للشغل حيث كان الوفد الاول من عضوين هما الاخ سليمان سعيد محمد رئيس اتحاد نقابات عمال القطاع العام والاخ عبد الرحمن محمد احمد البخيت السكرتير العام لاتحاد نقابات عمال القطاع الخاص والذي استقبل استقبالا كريما لائقا من غرفة كبار الزوار بمطار قرطاج الى ان وصلوا نزل اقامتهم على متن السيارة ذات العلمين الخاصة بالكاتب العام للاتحاد العام التونسي للشغل بشير بن الاغا كما اتيح لهما الحديث عبر الاجهزة الاعلامية والكثير من اللقاءات المهمة وفي ختام الزيارة تم توقيعهما على بروتوكول التعاون الثقافي بين الاتحاد العام لنقابات عمال السودان المركزي والاتحاد العام التونسي للشغل.
الوفد الثاني كان مكونا من عبد الله نصر قناوي السكرتير العام لاتحاد عمال السودان المركزي ويوسف احمد مختار امين مال الاتحاد المركزي وعبد الرحمن عبد الرحيم عضو اتحاد عمال القطاع الخاص والذي حضر مؤتمراً للاتحاد العام التونسي للشغل في تونس العاصمة اعطيت فيه اكثر من كلمة لوفدنا كما اعد له في اطار البروتوكول لقاءات عمل مع القطاعات المنتجة مثل الشباب والمرأة والطلاب.
اما الوفد الثالث فكان الطلب فيه حضور مندوب واحد لتونس للمشاركة في الندوة الاقتصادية عن: «مقومات التنمية في افريقيا» والتي اقيمت في نزل «اميلكار» وهي تحريف بلكنة فرنسية فيما يبدو لاسم او لقب شيخ بنادونه ب «حامي القرية» فوقع علي الاختيار من اتحاد عمال السودان المركزي لحضور هذه الندوة عن التنمية في أفريقيا وذلك لانني اعمل في قطاع البنوك وهي المناط بها التمويل والتنمية فتوكلت على الله وقبلت التكليف بعد ان زودني الاخوة الخبراء في مكتب القطاع الاقتصادي او الشعبة الاقتصادية للحركة الاسلامية في عهدها الذهبي في عهد زين العابدين شداد واخوانه المجتهدين من الشباب في وزارتي التجارة والمالية والاقتصاد وغيرها العاكفين على ارساء قواعد ومبادئ الاقتصاد الاسلامي لكي يسود في الحياة الذين زودوني ببحث قيم اعده الاخ علي جاويش عن التنمية الاقتصادية في افريقيا من خلال منظوره ورؤيته في التنمية في أفريقيا على اساس المبادئ الاسلامية الاقتصادية والمالية التي تعالج كل المشاكل ورغم ان هذا البحث القيم قد ضاع مني ولكنني لا زلت اذكر بعض معالجاته لموضوع التنمية في افريقيا فالزكاة مثلا تطهر المال وتنميه وتمول مستحقيها للتنمية والميراث يفتت الثروة ويوزعها لكل افراد المجتمع فيتم التمويل الاوسع والتنمية الاشمل وبعض الاديان تجعل مال الميراث للابن الاكبر ذلك الى جانب ان الاسلام يحرم الربا والاحتكار والكنز لكي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم .. الخ وغير ذلك من الكوابح والزواجر وقد ترجم هذا البحث لثلاث لغات وكنت قد هيأت نفسي بمطالعة ومذاكرة مركزة للبحث استعداداً على المداخلات لا سيما وانه اي البحث قد طرح بعض مبادئ وموجهات الفكر الاسلامي الاقتصادي للتنمية في محفل الندوة الافريقية التي يسود معظم اقطارها الاقتصاد الرأسمالي الغربي والاشتراكي الشرقي لا سيما وكان من بين الحضور في الندوة نقابيون عرب مثل النقابي الليبي العريق سالم شيتة الامين العام الاسبق للاتحاد الدولي للعمال العرب وما اكثر جدلهم ولكن ضيق وقت زمن جدول اعمال الندوة لم يتح الفرصة للمناقشة في الكثير من البحوث. ولكن ومهما يكن من امر فان «النقابيين الوطنيين» قد بلغوا تلك الرسالة انذاك بان الاسلام هو الحل لكل المشاكل والنوازل والمعضلات ورفع الظلم عن المظلومين والمقهورين وبسط العدل بين الناس والاطعام من كل جوع والامن من كل خوف وكنا قد قلنا مرة ثانية في تونس في لقاء لنا في حضرة السيدة راضية الحداد الكاتب العام او المسؤولة الاولى عن المرأة التونسية عندما قدمت لنا سؤالا باستغراب هل انتم نقابيون ام رجال دين فرددنا عليها باننا قوم محيانا ومماتنا لله رب العالمين فازداد استغرابها وقالت لنا يمكنها ان تعقد لنا لقاء مع المرأة المسؤولة عن شؤون الدين والذي يتم بعد.
ارجو بذلك ان اكتفي بهذه الملاحظات والخواطر من الوقائع والحقائق النقابية العمالية التي ايقظها من ثباتها العميق والطويل كتاب «حكايات نقابية.. تجارب سودانية» من الذاكرة ومن بعد قراأته المتعجلة في ابوابه الستة ثم قراءته الثانية المتأنية والمتأملة في ابوابه الثلاثة وبعضاً من الباب الرابع. فله منا التحيه والتقدير والدعاء من الله تعالي له بالعفو والعافيه والرضوان والطلب منه بالمزيد من الكتابة خاصة عن اصول فكر او فقه او فلسفة «النقابيين الوطنيين» وهل لا يزال النقابيون الذين يؤمنون بنبراسه وتراثه حضوراً لحماية التراث والنبراس وليتك اخي حسن افردت له بابا سابعا في كتابك القيم «حكايات نقابية .. تجارب سودانية»
*نقابي عمالي إسلامي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.