بورتسودان : عبدالمنعم جعفر : حدث تاريخى غير مسبوق بالموانئ البحرية وهو عقد ادارة ميناء الحاويات بالميناء الجنوبى بميناء بورتسودان بين ادارة ميناء الحاويات وهيئة الموانئ البحرية وشركة فلبينية التى تعتبر عالمية مقرها الرئيسي مانيلا . وتعتبر من أكبر الشركات العالمية في مجال ادارة وتشغيل محطات وموانئ الحاويات - وتعمل في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأوربا والأمريكتين - حيث تدير وتشغل حوالي 24 ميناء حاويات في 18 دولة حول العالم ولها خمسة فروع رئيسية . ويأتي هذا العقد تعزيزا للقدرات التنافسية للموانئ البحرية السودانية وسعياً لانفاذ خطة استراتيجية هيئة الموانئ البحرية في تثوير العمل الاداري وجعله مواكباً للمعايير العالمية - خاصة أن صناعة النقل البحري تشهد حدة تنافس متسارعة - وسيتيح المشروع في محصلته من تحسين الأداء وزيادة ومضاعفة الانتاجية والتوسع في تداول الحاويات واستقطاب الحصة السوقية مع جذب أنشطة جديدة وتعظيم الايرادات . وشهدت هيئة الموانئ البحرية خلال العامين الماضيين طفرة منهجية في الأداء التشغيلي ومعينات التشغيل وبيئة العمل وعبر استجلاب العديد من الكرينات والرافعات والآليات والمعدات بمعية توظيف الامكانيات المتاحة واستثمار واستغلال البنيات واعمال مبدأ الصيانة الوقائية وعناصر الوفرة وشحذ الهمم واستنفار الطاقات وتم رسم سياسة انتهجت التركيز على سرعة دورة الباخرة مع اعطاء الأولوية للصادر وتعزيز قدراته التنافسية مع حتمية مواكبة التطور صناعة السفن والتوجه نحو تخصصية الموانئ ووجوب خلق أنشطة لوجستية ... وقد تم التمكين لذلك عبر خلق بيئة متصالحة وعبر دراسات عالمية واقليمية ومحلية بمعية بسط التقنية والتطورات التكنولوجية مع الانفتاح الواسع على كل المنظمات العالمية المعنية بصناعة النقل البحري وصناعة الموانئ . وقال جلال الدين محمد أحمد شليه مدير عام هيئة الموانئ البحرية ان الهدف من العقد مع الشركة العالمية يتمثل في رفع الكفاءة واستقاء التجارب وتمكين المقومات اللازمة وصولاً لتقديم خدمات متميزة وفاعلة وذات مردود يكون لها مزيد من الانطلاقة لهيئة الموانئ البحرية وبما يحقق أفضل مكاسب للعاملين ويهيئ لمناخ عمل جاذب ويدفع لمواكبة التطورات المتسارعة في صناعة النقل البحري ويعطي استدامة للاقتصاد الوطني. وهذا التوجه جاء بعد دراسات مكثفة وأعمال الفكر في التجارب وعبر مشاركة واسعة لتجسيد رسالة ورؤية الموانئ البحرية بصورة مثلي تلبي حدة التنافسية وتحقق الوضع الآمن للعاملين- وقال ان اسناد ادارة الميناء الجنوبي لشركة عالمية متخصصة في ادارة محطات الحاويات - يعتبر رؤية استراتيجية عميقة - تهدف لتطوير أساليب العمل وترقية معايير الأداء وكسب مزايا تفضيلية واستقطاب فرص جديدة للحصص السوقية وخلق أنشطة لوجستية داعمة وتمليك العاملين مهارات جديدة وتقنية حديثة - اضافة لتوافر آليات حديثة - بما يتيح للموانئ البحرية السودانية لأن تصبح في مصاف الموانئ العالمية - مشيراً الي أن التركيز في شروط التعاقد أنصبت في خلق نظام تشغيل أمثل للحاويات ونظام تشغيل للصيانة والتأهيل للآليات والمعدات وتأهيل وتدريب الكوادر - كما أن التركيز سيكون السعي لاستقطاب تجارة المسافنة وتحقيق ايرادات أعلي من الايرادات الحالية . وشهدت هيئة الموانئ البحرية في الفترة الماضية افتتاح محطة الحاويات الجديدة واكتمال مشروع منطقة التستيف الخلفية لأرصفة الحاويات وتدشين وتشغيل ميناء سلوم الجاف واكتمال المرحلة الأولى من ميناء صادر المواشئ الجديد والبدء في المرحلة الثانية والبدء في انشاء رصيف بميناء الخير المختص بمناولة مشتقات المواد البترولية والبدء في مشروع أرصفة الحاويات الجديدة بميناء الأمير عثمان دقنة بسواكن .. واعداد الدراسات للتصاميم الخاصة بميناء أوسيف لصادر المعادن . وبدأ العمل في طرح ادارة محطة الحاويات «الميناء الجنوبي » عبر شركة عالمية من قبل خمسة أعوام من خلال اجراء الدراسات والخطط لاستقاء أفضل السبل للتطوير والاستفادة من خبرات الأخرين - خاصة أن النقل بالحاويات أصبح أكثر قبولاً واهتماماً في العالم - وقد تم طرح المشروع في مناقصة عالمية شملت حوالي 12 شركة عالمية متخصصة في مجال ادارة وتشغيل موانئ الحاويات - واستغرقت مراحل المناقصة أكثر من 20 شهراً بدءاً من مرحلة تحديد الاحتياجات واعداد كراسة الشروط والمواصفات والدراسات الفنية والتفاوض ثم مرحلة اعداد العقد وفق نظم واجراءات الشراء والتعاقد وتحت اشراف وزارة المالية ورعاية وزارة النقل ومتابعة مجلس ادارة هيئة الموانئ البحرية - وجاء تنظيم مراحل المناقصة عبر كوادر متميزة من هيئة الموانئ البحرية باشراف من الشركة الاستشارية لموانئ هامبورج الألمانية «HPC» وبيت خبرة وطني - ووقع العطاء على الشركة العالمية لخدمات محطات الحاويات الفلبينية - واستهدف المشروع الذي تشهده الموانئ البحرية السودانية لأول مرة الارتقاء بكفاءة الموانئ البحرية وتدعيم عناصر المنظومة التنافسية وتطوير أساليب الأداء وتحسين معايير خدمات المناولة وتحقيق الزيادة في الانتاجية من خلال استجلاب خدمات اضافية كخدمات بضائع العبور وبضائع المسافنة بمعية تقديم خدمات عالية بأسعار محفزة وزيادة وتعظيم الايرادات وتدريب وتأهيل ورفع قدرات العاملين - وتستغرق فترة ادارة الشركة العالمية لمحطة الحاويات مدة ثلاث سنوات - قابلة لعامين اضافيين اذا كانت المؤشرات ايجابية وتلبي مقاصد الأهداف - ويستوعب المشروع في أهدافه احداثا متلازمة وتنسيق مع كل الوحدات العاملة بالموانئ باعتبار أن عمل دورة الميناء تكاملية . ومن المعروف أن محطة الحاويات التي سيتم ادارتها من قبل الشركة العالمية الفلبينية تقع في الميناء الجنوبي في ميناء بورتسودان الذي تم انشاؤه في عام 1981 ويعتبر ميناء متخصصا في الحاويات ويقع جنوب مدخل ميناء بورتسودان ويتكون من ستة أرصفة يبلغ طولها 820 متراً تتراوح أعماقها ما بين 7 - 10 أمتار و 16 متراً - وتتوفر به الكرينات الجسرية العملاقة «STS» التي تتميز بخاصية نظام تحميل 2 حاوية 20 قدم في آن واحد ومزودة بنظام تشغيل أوتوماتيكي وكرينات مطاطية وكرينات متحركة وآليات وجرارات وترلات كما تتوفر بالميناء الطاقة الكهربائية من الهيئة القومية للكهرباء اضافة لمحطات كهرباء احتياطية كما تم ادخال نظام تكنولوجيا المعلومات - وكان السيد رئيس الجمهورية وفي افتتاح ميناء الحاويات الجديد قد وجه بأن تكون ميناء بورتسودان من أهم الموانئ العالمية . وتأتي ادارة الميناء عبر شركة عالمية كرؤية استراتيجية لهيئة الموانئ البحرية وهي تعتبر المرة الأولى في تاريخ هيئة الموانئ البحرية السودانية منذ نشأتها في طرح ادارة ميناء لشركات عالمية كما أنها فرصة لدخول أكبر اقتصاديات النقل البحري .
