٭ ظل الثوب السوداني رمزاً للمرأة السودانية، فلا تذكر نساء السودان إلا ويهفو للخيال الثوب بكل ملامحه من مهابة وحشمة وروعة وأناقة، ليجعل كل من ترتديه غاية في الجمال والوقار، إلا أن من الملاحظ في الفترة القليلة الماضية اقلاع الفتيات عن الثوب السوداني برغم جمالياته وتراثه الضارب في الأصالة، برغم تقليعاته الجديدة التي تتجدد بعد كل فترة وجيزة، فلا تتعدى اشهر قليلة حتى تظهر موضة جديدة. «مع المستهلك» بحثت في داخل موضات الثوب السوداني وجديدها.. فكان لها هذا اللقاء مع أحد اشهر محلات الثياب النسائية «محلات رذاذ» بأسواق نمرة «2» والعمارات الأستاذ ياسر. ٭ كيف تضعون خطوط الموضة؟ وأين يتم تصنيع هذه الثياب؟ - دخلت على اسواق الثياب السودانية الكثير من الطرازات الحديثة أخيراً، من حرائر وتواتل وساريهات هندية، فهناك عدة أنواع من التواتل (هندي، ياباني، وايطالي، وتايلندي وسويسري)، ولكل سعره على حسب النوع، كما تبدأ التواتل كذلك من التوتل السادة مروراً بالمشجر والمطرز الفاخر، والمشغولة كذلك بالبوهيه والقلتر والأحجار الكريمة، والمشغولة. والثياب الموجودة بالمحل مصنعة خارجياً، مع وجود ثياب مصنعة داخلياً، وهذا التنوع يتيح للزبون فرصة الاختيار. ٭ هذا يعني أنكم تقومون باستيراد الثياب من الخارج بجانب المصنعة محلياً؟ - أسواق الثياب السودانية معظمها تعمل على استيراد الثياب السودانية، ولكن بالنسبة لنا في اعمال درق التجارية وبوتيكات رذاذ، قمنا بإعداد مشاغل في دول الخليج وبالاخص بالسعودية، حيث نعمل على اعداد ثياب تلائم ذوق النساء السودانيات. ٭ ولماذا أعددتم هذه المشاغل خارج السودان.. ألم يكن من الممكن اقامتها داخل السودان؟ - قمنا بذلك لتقليل التكلفة، فهناك توجد خامات لا تتوفر هنا، وبالتالي نتمكن من شراء هذه الخامات بأسعار مناسبة وشغلها داخل مشاغلنا في تلك الاقطار، والاستفادة من المواد الخام الرخيصة (أحجار كريمة وقلتر وبوهيه)، والعمالة المتقنة والرخيصة، ومزج كل ذلك بذوق سوداني عالٍ، وبالتالي تكون المحصلة ثياباً غاية في الجمال وبأسعار معقولة. ٭ ماذا عن الأسعار؟ - بالنسبة للأسعار فهي مناسبة للكل، فهي تتفاوت من حيث نوعية القماش والشغل الموجود في الثوب، فمثلاً الثياب الحريرية تبدأ من الثياب النهارية مروراً بالمشجر والسهرة والمطرز والمشغولة والكريستال والبوهيه والقلتر، وفي كل هذه الموضات والتشكيلات يجد الزبون ما يناسبه من حيث السعر والذوق الجمالي، حيث يتفاوت السعر كثيراً باختلاف هذه التشكيلات. ٭ العمارات شارع «14» وأسواق نمرة «2».. ألا تتفق معي بأن اختيار هذه المواقع قد يؤثر على السعر؟ - بالنسبة لتجربتنا أرى أن الأسعار في موقعنا متدرجة لتناسب جميع فئات المجتمع المختلفة، أما بالنسبة لاختيار مثل هذه المواقع فهذا يرجع إلى أن هذه المناطق مناطق أسواق معروفة ولها رواد، وفي رأيي فإن الاسواق الموجودة في العاصمة المثلثة تختلف من حيث تنوع البضاعة، وذلك حسب موقع السوق.. فالأسواق الموجودة وسط أو بالقرب من الاحياء الشعبية تغلب على بوتيكاتها نوعية من الاقمشة والثياب، ليتمكن الزبون من شرائها بأسعار مناسبة. ٭ إلى ماذا تُرجع إقلاع كثير من الفتيات السودانيات عن الثوب وانحصاره فقط في المتزوجات؟ - يعود ذلك لعدة أسباب، منها مثلاً أنهن يقلن إن الثوب السوداني يعوقهن في الحركة، خصوصاً عند ساعات العمل، في زمن أصبح من أهم سماته سرعة التنقل والحركة. زد على ذلك أنهن يقلن إن الثوب السوداني أصبح عبئاً على ميزانياتهن، لذلك أصبح ارتداء الثوب السوداني مربوطاً بالمناسبات، مما زاد كثيراً من ظهور موضات مختلفة فيه تناسب طبيعة المناسبات التي يُرتدى فيها الثوب من أجلها.