حذر المبعوث الأميركي الخاص للسودان سكوت غرايشن أول أمس ،من أن الاستعدادات لاستفتاء تقرير المصير ،تأخرت عن ميعادها ،وان الأعمال اللوجستية تضاعف من التحديات التي تقف عائقاً أمام إنجاز الجزء الرئيسي من صفقة السلام، معربا مع ذلك عن اعتقاده بأن هذا الاستفتاء سيؤدي إلى استقلال الجنوب. وقال غرايشن امام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس «يجب أن يكون هناك تنوير أفضل للناخب، ويجب أن يكون هناك نظام أفضل للأعمال اللوجستية والإجراءات، ويجب أن يتم تعيين مفوضية الاستفتاء بواسطة المجلس الوطني ،و تمويلها وتدريبها». ورأى انه يتعين على المؤتمر الوطني والحركة الشعبية أن يعلنا اختيارهما لمفوضية الاستفتاء ريثما يتم تشكيل حكومة جديدة . وقال المسؤول الأميركي «اعتقد أن من الممكن أن ننجز أي شيء يجب علينا إنجازه، لكن لا يمكن أن نضيِّع دقيقة أخرى». وسلط غرايشن الضوء على عدد من القضايا البارزة بين الشمال والجنوب ،التي تتطلب قراراً لتنفيذ الاستفتاء، والتي تشمل ترسيم الحدود، وتقسيم عائدات النفط، وعبَّر أكثر عن قلقه بشأن تسجيل الناخبين الجنوبيين في الخارج، الذين لم يستطع كثير منهم استخراج شهادات الميلاد المطلوبة لإثبات أنهم من الجنوب. واضاف «يجب عليهم أن يقوموا بتسجيل الناس الموجودين في الخارج في 14 دولة مختلفة، ولكن ليس لديهم نظام تم إعداده للقيام بذلك». واكد ان الدروس يجب أن تستقى من أوجه القصور التي صاحبت انتخابات الشهر الماضي التي شوهتها مزاعم الاحتيال ومقاطعة الأحزاب السياسية الكبيرة لها، ونحيلها إلى حلول للاستفتاء،وعبر عن قلق بلاده الشديد من أن الجديد في جنوب السودان سيكون سفك الدماء الجماعي في الأعوام القليلة القادمة، مستدلاً مما اعلنه الآدميرال دينيس بلير مدير الاستخبارات القومي «إن من بين كل البلدان التي ستشهد مجازر واسعة النطاق في الأعوام الخمسة القادمة جنوب السودان الذي من المرجح أن تحدث فيه مذبحة جماعية جديدة أو إبادة جماعية». وسأل السناتور روجر ويكر «جمهوري ولاية المسيسيبي» المبعوث غرايشن إن كانت مهمته ستصبح أسهل إذا ما اضطلعت وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون والسفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس «بدور أوضح في هذا الشأن ليزيدا من مستوى الأهمية التي تضعها حكومتنا الأميركية لهذه القضية». وتلا روجر ويكر أيضاً خطاباً من النائب فرانك وولف، يدعو فيه أوباما لتفويض هاتين المسؤولتين الكبيرتين لتصبحا مسؤولتين عن سياسة السودان،وردَّ غرايشن بأن سوزان رايس تتعاطى سلفاً مع القضية بشدة، وان هيلاري كلنتون ظلت تقدم مساعدتها بأية طريقة ممكنة، أما رئيس اللجنة جون كيري فقد أكد على حالة قلق روجر ويكر، حيث قال للمبعوث غرايشن «اعتقد أنه يجب عليك أن نحصل على نفوذ أكثر لهذا الجهد لأنني لا أظن أن ذلك سيحدث بالخطوة الحالية».