أضافت الحكومة البريطانية لقباً جديداً إليها أمس الخميس، لتكون ليست فقط «أول» حكومة ائتلافية منذ ما يقرب من 70 عاماً، ويرأسها «أصغر» رئيس وزراء منذ نحو قرنين، بل أصبحت أيضاً تضم «أول» وزيرة مسلمة في تاريخ بريطانيا. وجاء اختيار البارونة سعيدة وارسي، التي لم تتجاوز الأربعين من عمرها، لتشغل منصباً وزارياً في الحكومة التي يقودها زعيم حزب «المحافظين»، ديفيد كاميرون، كمفاجأة للبريطانيين، إلا أنه لم تتحدد بعد طبيعة المهام التي ستتولاها الوزيرة المسلمة، حسبما أكد متحدث باسم الحكومة مساء امس الخميس. وتُعد سعيدة وارسي، وهي من أصل باكستاني، واحدة من الشخصيات القيادية الرفيعة في حزب المحافظين، الذي تمكن من تشكيل الحكومة الائتلافية بعد تحالفه مع حزب «الأحرار الديمقراطيين»، بزعامة نيك كليغ، الذي تم تعيينه نائباً لرئيس الوزراء. ولعبت وارسي دوراً رئيسياً في إطلاق سراح المعلمة البريطانية جيليان غيبونز، التي اعتقلتها السلطات السودانية عام 2007، وقدمتها للمحاكمة على خلفية اتهامات بالإساءة إلى الدين الإسلامي، بعدما سمحت لطلبتها في إحدى المدارس بتسمية دمية على شكل دب باسم «محمد.» وبعد تسميته من قبل ملكة بريطانيا، الملكة إليزابيث الثانية، رئيساً للحكومة البريطانية الثلاثاء، بدأ زعيم حزب المحافظين، الذي يعد أصغر رئيس وزراء بريطاني منذ قرنين، أول يوم له في «داونينيغ ستريت»، بتعيين وزراء حكومته الائتلافية مع حزب الديمقراطيين الأحرار. يُشار إلى أن ديفيد كاميرون هو أول زعيم للمحافظين يتولى رئاسة الحكومة منذ 13 عاماً، أما حزب الديمقراطيين الأحرار فهذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها حكومة ائتلافية ببريطانيا منذ عام 1945.