: ما بين برنامجه «سجل الذكريات» على أثير هنا أم درمان ثم «سفر الخلود» وانتهاءً ب «أسماء فى حياتنا» وعلى امتداد أكثر من أربعين عاماً من العطاء المهني المتميز، ظل الاعلامى عمر الجزلى مثابراً على التوثيق للحياة السودانية فى صمت نبيل، متجاوزاً أسوار المعيقات بعزم فى سبيل إنجاز رسالته السامية والمهمة التى وثق خلالها للعديد من الشخصيات السودانية من السياسيين والفنانين ورموز المجتمع، عبر حوار عميق ظل يمسك بخيوطه ويوظفه بمهارة فى كل الحلقات لخدمة فكرة البرنامج الجوهرية «التوثيق»، فقد وثق برنامج «أسماء فى حياتنا» خلال مشواره لنخبة من المبدعين والمفكرين والنجوم، وحفظ التاريخ من الضياع ليكون فى متناول الباحثين والأجيال القادمة، فقد سبق أن وجه نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه بتحويل برنامج «أسماء فى حياتنا» إلى مؤسسة تعنى بأمر التوثيق، لكن ذلك لم يتم حتى الآن. فقد وثق الجزلى للآخرين فمن يوثق له؟ واقترح أن تعمل دار الوثائق القومية على تكريمه تقديراً لجهده فى حفظ التاريخ من خلال التوثيق الشفاهى الذى يتميز بقدر عالٍ من المصداقية، والحديث يقودنا لضرورة الانتباه للتوثيق، وكل منا يحتاج إلى أن يوثق حياته، والأمر بات يسيراً فى ظل التطور التقني والنشر اليكترونى المحفز على التوثيق، فلماذا لا نوثق لأجيال الآباء والأمهات والكبار على مستوى العائلة قبل الرحيل، ونحتفظ بتلك التسجيلات بالمكتبة المنزلية؟ وثقافة التوثيق وحفظ الوثائق يجب أن تدرس للصغار فى المدارس، ومن المؤسف أن لا أحد في السودان يكتب مذكراته، وهناك الكثير من الناس الذين يحتفظون بالأسرار والذكريات التى تؤرخ لجوانب مهمة في الحياة. [email protected]