الخرطوم: فاطمة رابح: القضايا الوطنية ، الشراكة السياسية وهمومها ، الاقتصاد وتعزيز الصف الوطني في البلاد هي أم المحاور الرئيسية التي تطرق اليها الرئيس عمر البشير بلقائه امس الاول زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل مولانا محمد عثمان الميرغني في دار الاخير بالخرطوم بحري. الرئيس عمر البشير درج علي اتباعه نهجا قبل وبعد انفصال السودان الي دولتين وذلك من خلال لقائه بالزعامات السياسية في إطار المشورة الواسعة لمناقشة قضايا وهموم الوطن وتبادل الاراء والافكار في هذا الخصوص حسبما تشير اليه دوائر المؤتمر الوطني الحزب الحاكم باعتبار ان اللقاءات تهدف لبناء ثوابت وطنية وتأتي تعزيزا للصف الوطني والتوافق علي وضع دستور جديد للبلاد . ويلاحظ ان هذا اللقاء بين البشير والميرغني يجئ في ظروف سياسية واقتصادية تعتري البلاد مغايرة تماما عن سابق اجتماعهما ، حيث تشكل قضية رفع الدعم عن المحروقات هاجسأ يؤرق المواطن ويعتبر مسألة طرحه بين اجندة اللقاء يحمل بين طياته تحديات وهو جعل الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل المشارك في السلطة الاسراع برفض الزيادات التي تعتزم الحكومة انفاذها علي اسعار بعض السلع. وبينما نظر اجتماع امس الاول الي الشراكة السياسية في الحكم الا ان تلك الشراكة مع المؤتمر الوطني مازالت ترفضها قيادات بارزة بين صفوف ولواءات حزب الميرغني مع وجود تيار ثاني متشدد وسط الاتحاديين يرغب في تجديد الشراكة ومتمسك بها لدرجة بعيدة وهؤلاء بينهم ممثلو الحزب من وزراء حاليين . في اواخر شهر رمضان القت الحكومة حجرا في بركة ساكنة باعلانها عن شروع الرئيس عمر البشير في اعداد رؤية شاملة وفاعلة، للوصول الى حلول جذرية لمشاكل البلاد ، ونالت رضاء واستحسان محللين سياسيين متعددي الاطياف والاتجاهات ، وهمست مصادر«الصحافة » امس الي ان اعلان الحكومة الجديدة ستكون مفأجأة للجميع بمشاركة قيادات معارضة بارزة وذات وزن ثقيل وابعاد وجوه تنظيمية موالية للنظام من المسرح السياسي وافساحها للقادمين الجدد وتضمن التشكيلة تحريكا في بعض وجوه قيادات نافذة داخل الوطني الي مواقع مهمة وحساسة وعلي الرغم من انها توصف بالصقور الحادة الا ان عملية الدفع بها في تلك المواقع يبدو وبحسب التفسيرات ان المرحلة المقبلة تتطلب اسكات اصواتهم الحادة . وبطبيعة الحال للموقف المعلن لقوي المعارضة المنادية بطاولة مستديرة للوصول لحلول ناجعة للمشاكل السودانية دون استثناء أي احد وتشكيل حكومة قومية يرون ان الاجندة الثنائية باتت لن تحقق الاهداف الوطنية المرجوة وتعتقد انها تؤدي الي مزيد من التعقيدات في الأزمة السودانية . يصف نائب رئيس حزب الامة القومي فضل الله برمة ناصر لقاء البشير والميرغني بأنه ياخذ طابع العلاقات الاجتماعية ،و لن يحل مشاكل البلاد والعباد وقال نريد حوارا جامعا وهادفا يقدم ولا يؤخر، واضاف انه من حق الشعب السوداني ان يسأل عن ماهي نتيجة اللقاءات التي تعقد بين الحين والاخر سواء كان ذلك في الناحية الاقتصادية او الامنية اوالاجتماعية قبل ان يستطرد بالحديث ان الحصاد لهذه اللقاءات صفر، وان المواطن لايحصل علي شئ ملموس يلامس حياته المعيشية وتطلعاته المستقبلية. القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل علي نايل وهو من التيار الرافض بشدة للمشاركة في الحكم يري ان لقاء زعيمه الميرغني مع الرئيس البشير فيه مصلحة للمؤتمر الوطني بحيث ان المواطن وجماهير الحزب تفهم من سياق اللقاء ان الميرغني راض عن سياسات المؤتمر الوطني وهذا يؤدي الي تحسين وتجميل صورته عند عامة الناس ، وقال ان الميرغني يمتلك ملكة قوية في نظرته للامور والقضايا الوطنية بصورة عميقة ومن هذا المنظور فانه لا يصد بابه عن أي احد. ويعتقد نايل ان مشاركة حزبه في الحكومة تعطي النظام شرعية البقاء. وجدد حديثه في ان المؤتمر الوطني بداخله صراع قوي بشأن الوزارات وبالتالي لن يعطي الاتحادي وزارة جديدة وتوقع ان يشمل التغيير الاسماء فقط . ويتفق نائب رئيس حزب الامة القومي فضل الله برمة والقيادي الاتحادي علي نايل في انه حان الوقت ليقدم المؤتمر الوطني تنازلات تنصب في مصلحة الوطن بالدخول في حوار عميق وهادف مع المعارضة وحملة السلاح لوضع حد للمشاكل ومن ثم الانخراط في عملية الحكم بصورة عملية وحقيقية والالتفات نحو التنمية وتوحيد الكلمة بدلا عن الاحتراب. وناشد برمة المؤتمر الوطني لاحكام صوت العقل بصورة عملية ملموسة تجاه البلاد. وقال ان الوطن بات لايحتمل سياسة المقابلات وكثرتها بقدر ما انه يحتاج الي افعال عملية حقيقية .