تقرير : حميدة: تبذل وزارة الصحة الاتحادية وولاية الخرطوم جهودا مكثفة لمحاربة التبغ ، وبدأت تلك الجهود عبر اقرار قانون مكافحة التبغ واجازته، وطريق وزارة الصحة في محاربة التبغ لم يكن مفروشا بالورود فقد جابهت الوزارة عقبات كثيرة في اجازة القانون وتفعيله ، وحذرت عدة دراسات محلية من خطورة التبغ وسط الطلاب والاطفال ، « الصحافة « اطلعت على تلك الجهود والدراسات المتعلقة بمكافحة التبغ. دراسة علمية حديثة صدرت في العام الحالي كشفت بان معدل انتشارالتبغ وسط طلاب الثانوي بلغ 38%من سجائر، شيشة، صعوط وغيره ، في سن 13الي 15 ، واشارت الدراسة الى ان 80% يتعاطون السجائر من جملة 38% ، واثبتت ان معظم ذلك من الصف الاول بينما يكون المعدل الكلى في المجتمع السوداني لاستخدام التباكو بين البالغين 14%وبمعدل يومي 12%، اكدت دراسة سابقة بان تعاطى التبغ حاليا بالبلاد بين البالغين 29.1% وبمعدل يومي 24.7% فيما الانتشار وسط الاناث 3.5%والمعدل اليومي 2.9% ، في حين اكدت دراسة ان المعدل بين طلاب المدارس 50% كما اجريت دراسة وسط 300 طبيب وطبيبة بولاية الخرطوم يمثل الاطباء الذكور نسبة 7 .66% منهم تمثل الطبيبات نسبة .33%كشفت ان معدل التدخين بين الذكور 59% وبين الطبيبات 7% ولايزال 51% من الاطباء يدخنون بصورة مستمرة حاثة علي تنفيذ منع التداول والتعاطي بالاماكن العامة والمؤسسات الحكومية وفقا لقانون المكافحة 2005م، وعزت ذلك لوجود « لوبيات» تمنع اضافة اجازة بعض المواد الملحقة بالقانون. وطالب وزير الصحة الاتحادية بحر ادريس ابوقردة بعدم الاعتماد على الضرائب المفروضة على شركات التبغ ، مؤكدا ان تكلفة علاج الأمراض الناتجة عنه أضعاف ما تأتي من الضرائب، وتوقع مقاومة شرسة من قبل الشركات و«اصحاب المصالح» واضاف «قانون 2004م كسروا رقبتو وفطسوه». وأكد أبوقردة في تصريحات سابقة الالتزام بانفاذ القانون القومي ومساعدة الولايات على سن قوانين خاصة بها ضمن التعهدات الوطنية المتعلقة بالاتفاقية الاطارية لمكافحة التبغ ، مبينا ان التوجس من حرمان الخزينة العامة من الضرائب في غير محله، مقترحا شن حرب على مصانع انتاج التبغ، و عدم الاكتفاء بتحديد المساحة في اغلفة الصناديق ب30% ، معلنا العمل على تكوين قوة ضغط «لوبي» في الحكومة والبرلمان لانجاز القانون، واقر بان القانون وحده لايكفي، واضاف» لابد من تنزيله وتطبيقه». و كانت وزارة الصحة ولاية الخرطوم أعلنت اعتزامها تنظيم احتجاجات ضد مصانع وشركات التبغ حال عدم التزامها بوضع ملصقات تحذيرية تبين اضرار التدخين في مساحة لاتقل عن 30% من اغلفة الصناديق وذلك اعتبارا من اغسطس المقبل. ولفت وزير الصحة بولاية الخرطوم مأمون حميدة الى الهجمة القوية من قبل الشركات العالمية لانتاج التبغ واستهدافها لاسواق الدول النامية، ورأى بان كلفة العلاج من الامراض التي يسببها التدخين اكثر من الاموال التي تدفعها هذه الشركات للضرائب مشيرا الي ان كلفة العلاج بمستشفيات أحمد قاسم والذرة والشعب مرتفعة لمقابلة اجراء القسطرة الذي يبلغ ألفي جنيه الى جانب 14 ألف جنيه للقسطرة العلاجية والتشخيصية للقلب، ودعا الى مكافحة التبغ في الاماكن الخاصة والعامة. وقال المنسق القومي لمكافحة التبغ بالوزارة رضوان يحيى لدي حديثه ل«الصحافة» ان القانون يركز على حظر الترخيص والاعلان عن التبغ والترويج له ورعايته ولكن رغم ذلك تم ترخيص لمصنع معسل بالخرطوم افتتح هذا العام و القانون يمنع. واشار ان كافة انواع التبغ ضارة بصحة الانسان وخاصة الشيشه، وان حجر الشيشة الواحد يتجاوز 40 سيجارة . وكشفت المسوحات الاخيرة بالبلاد عن اصابة 900الى 1000 شخص سنويا بسرطان الفم والاسنان واللثة نتيجة لاستخدام التمباك على الرغم من اجراء عدد من المسوحات والبحوث وبعض الجهود المبذولة من قبل الوزارة وبعض المنظمات والجمعيات لمكافحة التبغ خاصة ان السجائر اصبح احد السلع السبع الخاضعة لضريبة الانتاج، ويعتبر في اعلى القائمة مؤكدا ان عدة اشياء اسهمت في انتشاره على رأسها رخص سعر السجارة الواحدة وامكانية البيع بالقطعة وزراعة التمباك واستفادة الحكومة من عائدات الضرائب . وقال بروفسور مامون حميدة ،ان الهجمة قوية من الشركات العالمية التي حولت سوقها للعالم النامي، منوها الى ان تكلفة علاج الامراض الناتجة عنه اضعاف الضرائب المفروضة عليه بمستشفيات الذرة ، الشعب، أحمد قاسم، مدللا على ذلك بان تكلفة القسطرة التشخيصية 2ألف جنيه ،والقسطرة العلاجية والتشخيصية للقلب 14ألف جنيه حاثا الجميع على محاربة التبغ «فعيب على رجل يدخن ويؤذي اهل بيته». وقال اختصاصي امراض الاورام بمستشفى الذرة كمال حمد ان حالات سرطان الثدي الناتجة من التدخين تأتي في حالاتها الاخيرة ، و اكد ان نسبة الاصابة بسرطان الثدي وسط الرجال في السودان تفوق المعدل العالمي و ان 30 % من السرطانات سببها التبغ وان بين كل 100 مواطن بالشمالية يوجد اربعة اشخاص يتعاطون التمباك والتبغ بمعدل 9 ملايين سوداني يتعاطون التبغ ، 82% من اسباب سرطان الفم هو التمباك ، 92% من سرطان الرئة بسبب التدخين ، مشيرا الى ان البلاد تحتاج الى 7 مراكز لعلاج السرطان ، ولفت الى رفع طلب للمسؤولين لزيادة الضريبة على التبغ للاستفادة منها في علاج المرض وتقليل نسبة المتعاطين ، لكنها لم تجد اهتماما كافيا. وكان اخر تقرير رسمي صدر في الشهر الجاري كشف ان اكثر من 60% من الوفيات بالبلاد تعود للامراض غير السارية ، موضحاً ان 43.3% ناتجة عن حوادث الطرق والمرور، بينما 23.6% منها ناتجة عن امراض ضغط الشرايين. وذكر التقرير الصادر عن وزارة الصحة الاتحادية ان نسبة المصابين بمرض السكري،بين الامراض غير السارية تصل الى 19.2% بينما تصل نسبة المصابين بمرض الأزمة 9.2% ، و0.8% ترجع لامراض السرطان . وابان التقرير ان نسبة زيادة الكوليسترول في الدم تصل الى 19% وان امراض زيادة الوزن عند الرجال بلغت 41.5% بينما عند النسوة تصل الى 62.2% وان 29.1% تعود للتدخين عند الرجال . فيما أعلنت وزارة الصحة الاتحادية عن انطلاق المسح القومي للتبغ بالبلاد في شهر اكتوبر المقبل ،وسط طلاب المدارس لمرحلتي الثانوي والأساس في الفئة العمرية من بين 13-15 سنة. وقال المنسق القومي لمكافحة التبغ بالبلاد رضوان يحيى ابراهيم ان المشروع يشمل استبيانات توزع على 24 مدرسة بدعم من منظمتي الصحة العالية ،ومركز الابحاث العالمي، ويتوقع أن تكون نسبة مستخدمي التبغ وسط الطلاب أقل مقارنة بالمسوحات التي أجريت في عام 2009 التي بلغت فيها وسط الفئة العمرية من 13-15 سنة 9.5% بينما البنات 4.3% وكانت النسبة الكلية للشباب 29.1%، داعياً ادارات المدارس للمساندة على ذلك الأمر.