تقرير: فاطمة رابح: يعتقد المؤتمر الوطني الحزب الحاكم ان اميركا كشفت عن وجهها الاسود والنيات السيئة تجاه السودان وذلك برفضها منح تأشيرات دخول لوفد الرئيس عمر البشير ونصحته بتسليم نفسه الى المحكمة الجنائية الدولية بدلا عن المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، بينما ينصح محللون سايسيون الحكومة بضرورة استثمار الفرص في المسألة دونما سخرية وتري ان السودان يعاني من مشكلة دولية. لكن المؤتمر الوطني يصف موقف اميركا بالعدائي ضد البلاد بل يعمد الي خلق المشكلات الداخلية ويعمقها حتي مع دولة الجنوب وذلك وفقا للقيادي بالمؤتمر الوطني ربيع عبدالعاطي في حديثه «للصحافة» عبر الهاتف امس ويذهب عبد العاطي الى نعت اميركا بالخبث حينما تبتسم أو تعلن ترحيبها بأي اتفاق يتم بين دولتي السودان وجنوب السودان. ويبدو ان عملية رفض واشنطن منح التأشيرة للوفد الحكومي يعمق خلافها مع الخرطوم بصورة كبيرة لكن عبد العاطي يؤكد انه ليس هناك علاقات تقارب بين الخرطوموواشنطن من الأصل. والخارجية السودانية اول من امس اصدرت بيانا شديد اللهجة اتهمت فيه واشنطن بحماية اسرائيل ومنتهكي حقوق الانسان وجرائم الحرب وتوجيه المحكمة الجنائية لاعاقة الزعماء الافارقة المنتخبين ديمقراطيا من قبل شعوبهم وطالبت الخرطوم وزارة الخارجية الاميركية باصدار تأشيرة الدخول للبشير في اسرع وقت ممكن باعتباره مشاركا في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في دولة المقر وليست الولاياتالمتحدة الاميركية. محللون سياسيون ينصحون الدبلوماسية السودانية بابتعاث شخصيات حكومية باعتبار ان اميركا ستقع هي الاخري في مشكلة مع الدوائر الغربية حال منحها للبشير تأشيرة دخول باعتبارها دولة مؤيدة لقرار المحكمة الجنائية بينما ابدى محللون سياسيون شعورهم بالاسف تجاه عملية الرفض وهي ذات الطريقة التي عبر عنها المحلل السياسي عبدالله آدم خاطر بقوله «للصحافة» نشعر بالاسف وليس في مقدورنا شيء حتى نستطيع تقديمه وبذات القدر يبدي المحلل السياسي صلاح الدومة اسفه ويشير الي ان اميركا تمنح من تشاء وترفض الى من تشاء وفقا للوائحها واستراتيجياتها ويري ان الدعوة قدمت لجمهورية السودان وبامكانه ارسال اشخاص اخرين. الحكومة رأت ان زيارة الرئيس عمر البشير ستكون الى مقر الاممالمتحدة وليس لدولة المقر الولاياتالمتحدة وانه لايوجد إى حق قانوني في الإعتراض على مشاركة إي مسؤول من أي دولة كاملة العضوية في المنظمة الدولية في مناشط الأممالمتحدة وشددت على ان اتفاقية المقر تلزم حكومة الولاياتالمتحدة بإصدار التأشيرات اللازمة لكل ممثلي الدول الأعضاء في المنظمة. المحلل السياسي عبدالله آدم خاطر يرى ان اميركا لا تضمر عداءً للسودان بقدر ما انها تضمر العداء الشخصي وينصح الحكومة في استثمار هذه الفرصة سواء كانت اقليمية او دولية والاستفادة منها دون السخرية او التحرش بالعدالة الدولية في الوقت نفسه وعبرت الخرطوم عن رفضها لسلوك الادارة الاميركية مع السودان خاصة تصريحات المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية والمندوبة الدائمة للولايات المتحدةبالأممالمتحدة حول مشاركة وفد السودان في منتدى القادة الأفارقة في نيويورك على هامش إجتماعات الجمعية العامة بدعوة من مؤسسة أوبا سانقو واعلنت تمسك السودان بكامل حقه في المشاركة وفق أعلى مستوى في إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة للدورة 68 ، وطالبت الولاياتالمتحدة أن تفي بواجبها كدولة مقر بإصدار تأشيرات الدخول اللازمة بأسرع ما يمكن. القيادي بالمؤتمر الوطني ربيع عبدالعاطي ينظر الي اميركا بانها تبدي عكس ما تبطن في ان تظهر رغبتها في الاصلاح بشأن السودان وان حقيقة الامر غير ذلك بل مزيد من خلقها للازمات والمعاناة. اما الحكومة فقد وصفت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الاميركية ومندوبة الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة ووصفتها بغير المسؤولة ورأت ان الادارة الاميركية غير مؤهلة اخلاقيا وسياسيا وقانونيا لتقديم مواعظ ونصائح فيما يتعلق باحترام حقوق الانسان والقانون الدولي على خلفية سجلاتها الحافلة بارتكاب جرائم الحرب وابادة ضد الشعوب وقتل مليوني مواطن عراقي في العام 2003 ونشر اكاذيب مضللة. واوضحت الخرطوم ايضا ان الولاياتالمتحدة الاميركية ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية وهي تعارضها بشكل علني ووقعت اتفاقات ثنائية مع الدول الاعضاء لاستثناء مواطنيها من المثول امام المحكمة ومضى البيان بلهجة حاسمة واشار الى ان واشنطن لاتسمح بصدور قرار مجلس الامن رقم 1593 للعام 2005 باحالة الوضع في دارفور للمحكمة الجنائية الدولية الا بعد تضمين نص واضح يحمي مواطنيها من ان يقعوا تحت طائلة القرار وكان الرئيس البشير قد تلقي دعوة من مؤسسة أوبا سانقو للمشاركة في منتدى يضم عدداً من القادة الأفارقة في نيويورك على هامش إجتماعات الجمعية العامة . بناءً على ذلك وفي ضوء قرار رئيس الجمهورية بقيادة وفد السودان لإجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورته ال 68 ،واضاف البيان ان الحكومة اتخذت الإجراءات اللازمة لتأمين الحصول على تأشيرات الدخول للرئيس والوفد الرفيع المرافق له.