*أصبح المريخ « مستضعفا ومحقورا وهوانا ومحتقرا » ذلك بسبب المثالية و « المسكنة » التى يتمسك بها مجتمعه وهذا ما جعله ضعيفا فى نظر الأخرين و« يمكن للغنماية أن تأكل عشاه - كما يقول أهلنا فى الجزيرة عندما يريدون تشبيه شخص بالعبط والضعف وعدم وجود وضعية له أو قيمة و قوة لدى الأخرين » - فالمريخ وبرغم عراقته وتجاوز عمره المئة عام وبرغم أنه النادى الوحيد الذى شرف هذا البلد وأدخله القوائم الذهبية الأفريقية وحقق من الاعجازات ما لم يحققه غيره وله الملايين من المريدين والعشاق والمعتقدين وبرغم أنه نادى سيادى وقيادى وريادى وقومى وبرغم امكانياته البشرية والمادية والفنية المهولة الا أنه مازال يبحث عن مكان له وهيبة وقوة تجعل الأخرين يحترمونه ويقدرونه ويخشون غضبته وعدم استفزازه ويعملون له ألف حساب . *فالمريخ وطوال تاريخه هو فى نظر البعض الحيطة القصيرة التى يمكن تجاوزها بكل سهولة وبلغ درجة من الهوان والضعف جعلت القائمين على أمر كرة القدم يستخفون به ونقصد - الاتحاد - ويضطهدونه ويستصغرونه درجة الاحتقار ويتعاملون معه كشماعة يعقلون عليها اخفاقاتهم وجبنهم ولهذا فمن الطبيعى أن يتعرض هذا الكيان العريق والشامخ والمتميز « للاستفزاز والاهانة والبشتنة والحقارة ». *ما حدث من اعتداء على المريخ فى عطبرة يوم الثلاثاء الماضى ليس غريبا ولا جديدا ولا هو الأول ولن يكون الأخير ويمكن أن يتعرض له فى أى استاد أخر فى السودان من واقع أن المريخ لا قدسية له ولا حماية ولا يملك أى قوة تجعله يدافع عن نفسه أو يحميها - فأنصاره معروف عنهم « المثالية والطيبة والهدوء والوداعة » كيف لا وهو الجمهور صاحب لقب الصفوة علما به أن الصفوية لا تعنى بأى حال الضعف والهوان - ولا ندرى سببا ولا مبررا للضجة والهيجان والهيلمانة التى تثار الأن بسبب أحداث عطبرة فان كان نجوم المريخ قد تعرضوا للاستفزاز وتم التعدى عليهم بالضرب فقبل عشرة أيام تعرض كيان المريخ نفسه للحقارة عندما استباحت مجموعة من « الأراعن والمتخلفين والعصبجية والهمج والجهلاء » استاده ودمروا الكراسى بطريقة تستفز حتى الذين لا قلوب لهم والغريب أن التدمير والتخريب تم بطريقة « على عينك يا تاجر وفى وجود جماهير المريخ وأمام عيونهم وفى مباراة كانت محكومة وفيها مراقب وحضرها بعض مسئولى الاتحاد ومحروسة بالبوليس » - فما حدث فى عطبرة وفى اعتقادنا واستنادا على السوابق فهو أمر فى غاية العادية بل غير الطبيعى هو أن لا يتعرض نجوم المريخ « للضرب والشلاليت والقذف بقارورات المياه الفارغة » فقد أصبح هذا الكيان لدى الأخرين بلا وجيع و يستحق أى معاملة لأنه بلا هيبة ومهما كان حجم التعدى عليه فان ردة فعل « أنصاره الصفوة » لا تتعدى « الهرش والهاشمية والشجب والادانه والدموع والشكوى - والشكوى لغير الله مذلة » ويكفى أنه وفى المرتين اللتين تعرض فيهما استاد المريخ للتدمير كانت جماهيره تطالب مجلس الادارة بتقديم شكوى للاتحاد فيما ظل الاعلام يهاجم القوانين والمسئولين ويصورون المريخ وكأنه ضعيف وهزيل يحتاج للحماية من الدولة والاتحاد والأغرب أنهم يطالبون بهذه الحماية دون أن « يخجلوا من أنفسهم ». *« ان الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم » بالتالى فان المريخ سيبقى ذليلا وضعيفا وهوانا ومستضعفا ومحل حقارة الأخرين وما لم يستشعر الذين يسمونهم بأنصاره المسئولية ويغيروا الطريقة الوديعة التى يتعاملون بها الأن ويتصدوا لحماية كيانهم فلن ينصلح الحال وستتكرر الاعتداءات عليه. *أعود لأحداث عطبرة وأرى أنه لا جديد ففى كل مرة يتعرض المريخ للاهانة فى هذه المدينة ومن جمهور الأمل تحديدا وتأتى تصريحات الاداريين هى هى حيث يهاجم اداريو المريخ ويرد مسئولو الأمل وان راجعنا تلك التصريحات لوجدناها متطابقة والخلاف فقط فى الأسماء - وهنا لابد من التوقف فى ملاحظة وهى أن ادارة الأمل تؤكد على وعى جمهورها وتستدل على أن الأحداث التى تصاحب مباريات الفريقين لا تحدث فى أى مباراة أخرى وأن هناك فئة مندسة وهذا هو « بيت القصيد » وهى التى تعتدى وتثير الفتنة ونرى أنه لابد من البحث وتسمية هذه الفئة المنافقة التى تظهر ولاءها للأمل وتدعى تشجيعه وهى فى الأصل تعادى المريخ وتسعى للنيل منه تحت ستار أنها تتبع للأمل فمن هم هؤلاء المندسون والى أى نادى يتبعون ؟؟؟؟؟؟ الصحيح هو أن يعمل الأمل على تنظيف قاعدته من هذه النوعية التى تعمل على تشويه صورة عطبرة وتسويد وجه الأمل هذا النادى الكبير والعريق والعملاق !!. *قبل أن يطالب المريخ الاتحاد بمعاقبة الأمل فعليه أن يسترد هيبته وحقوقه ووضعه وقيمته وذلك باللجوء للاتحاد الدولى لكرة القدم « فهنا لن يجد أى انصاف وستضيع قضيته هباء » وان كان جادا فى الدفاع عن ممتلكاته فعليه أن يتجاوز الاتحاد السودانى ويحول تظلمه للفيفا - فالاتحاد ليس بامكانه أن يقول - بغم بكسر الباء والغين - وجميعنا نعرف هذه الحقيقة وبدلا من اضاعة الوقت والجرى وراء السراب فعلى السادة أعضاء مجلس المريخ اختصار الزمن والمسافة . *المريخ سيظل محل استصغار الأخرين مادام أن أنصاره يتمسكون بالمثالية والصمت.