نظراً لأهمية الاستثمار تعمل الدولة لتهيئة البيئة الجاذبة للاستثمار وإزالة العوائق التي تقف أمامه والتي تتمثل في تخلف المواصلات وعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي ووجود أكثر من قانون للاستثمار، بجانب نقص المعلومات عن المقومات الاستثمارية في القطر المعني. «الصحافة» تحدثت الى الدكتور والخبير الاقتصادي السماني هنون الذي وصف واقع الاستثمار الاجنبي في السودان بالمأساوي، وهذا جاء نتيجة الفشل الاقتصادي بشكل ملحوظ، وزاد ان التراجع في استقطاب هذه الاستثمارات يعود الى عوامل داخلية واخرى خارجية، اضافة الى ارتفاع مستويات البطالة في البلاد، الى جانب عدم استفادة المواطن العادي من هذه الاستثمارات وعدم مساهمته فيها بصورة واضحة. وعن الحلول قال هنون إنه لا بد للدولة من التخلص من الأعباء الضريبية والقضاء على الرشوة، وايجاد ثقافة لتشجيع المستثمر الاجنبي، وكذلك وجود البيئة المناسبة لجذب الاستثمار الاجنبي وتخفيض الرسوم المفروضة وخلق الكوادر المؤهلة في القطر، وتهيئة البنى التحتية من الطرق والمواصلات ووسائل الاتصال، فالقوانين والشعارات وحدها لا تكفي لجذب المستثمر، بجانب العودة الى الاقتصاد الرأسمالي والتخلص من الاقتصاد الاسلامي. وقال إن الظروف السائدة في البلد الآن غير جاذبة للاستثمار الاجنبي، بل تعتبر طاردة وقاتلة للاستثمار، وذلك يعود إلى تراجع الوضع الاقتصادي، وكل هذه العوامل مرتبطة مع بعض، فلا يمكن فصل الاقتصاد عن السياسة والاستثمار والذي شهدت به كل الجهات الاقتصادية مما أدى الى التقدم في سعر الصرف وارتفاع الدولار الجمركيو ونفى وجود توقعات بارتفاع مستوى جذب الاستثمار في السودان في ظل هذه الظروف، وقال هذه هى الحقيقة المُرة. ومن جانبه يقول الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الناير إن الاستثمار بكل تأكيد يحتاج الى مناخ جيد لانجاحه، وهذا المناخ يتكون من القانون والاستقرار الاقتصادي والأمني، والسودان في الفترات السابقة وخاصة فترة ما قبل الأزمة العالمية احتل مركزاً متقدماً على مستوى الاستثمار، وكان ذلك في ظل القانون السابق المتميز والقانون الحالي أكثر تميزاً عن سابقه وبه العديد من الميزات. وأشار الى أن الحلول تكمن في استقرار سعر الصرف وإزالة حالة الترقب للمستثمرين، بجانب ضرورة شعور المستثمر بالاطمئنان، وذلك بازالة العقبات والاشكالات التي تواجههم وحسم الاشكالات التي تتسبب فيها الولايات والمحليات وايجاد آليات لحلها وضرورة استقرار الاقتصاد. وأوضح الناير أن فرص الاستثمار في السوردان مناسبة، خاصة أن العالم يعاني من إشكالات المياه ونقص الغذاء، والسودان لديه مساحات شاسعة تصلح للاستثمار، ويحتوي كل المكونات التي تضمن النجاح للمستثمرين.