اعترف خبير اقتصادي أميركي مرموق بأن الأزمات التي شهدها العالم في السنتين الأخيرتين كان مصدرها الغرب وليس العالم الثالث. وقال الاقتصادي والمؤرخ المعروف زكري كرابل إن أزمات العامين الأخيرين لم تنبع من مناطق العالم «المحفوفة بالمخاطر»، بل من أماكن يفترض أن تكون ملاذات آمنة مثل الولاياتالمتحدة ومنطقة اليورو. وأضاف أن «الخطر لم ينقشع بعد فهو جاثم هنا وليس في مناطق أخرى من العالم، إنه في مهد الحضارة الغربية»، مشيرا إلى أن الاقتصاد العالمي ينوء بالمشاكل لكنها ليست في المناطق التي يظن كثير من الناس أنها بؤرة المشاكل. وأشار كرابل في مقال بالعدد الأخير لمجلة تايم الأسبوعية إلى أن العالم ظل طيلة نصف القرن الماضي مقسما عدة تقسيمات: فهناك الشيوعي والرأسمالي, والديمقراطي والاستبدادي، وهناك الشرق والغرب،والعالم الأول والعالم الثالث،وهناك اقتصادات متقدمة وأخرى ناشئة. وكان عندما يتعلق الأمر بالتجارة والأعمال والاستثمار، يُنظر إلى العالم الأول (أو العالم الغربي والمتقدم) على أنه المكان الآمن والمستقر والثري، بينما العالم الثالث والاقتصادات الناشئة هو المكان غير المستقر والفقير ماليا والمحفوف بالمخاطر الجمة. ويسوق الكاتب الذي يرأس مركز ريفر توايس للبحث، أمثلة من الماضي القريب تأكيدا لما ذهب إليه في مقاله تعليقا على الأزمة الاقتصادية الطاحنة في اليونان وما قد يترتب عليها من تداعيات على العالم. فهو يقول إن الانهيار الذي حدث في خريف عام 2008 لم يكن سببه الهزات النفطية في الشرق الأوسط، بل أزمة العقارات في مدينة فينيكس عاصمة ولاية أريزونا والحيل المالية التي كانت سمة العمل في وول ستريت. واختتم كرابل بأن الكساد الكبير -وهو في الغرب أكبر- يعتبر لبقية العالم بزوغا عظيما، إذ انتقل الخطر وبات على مقربة من الغرب بعدما كان بعيدا عنه. وأضاف أن بوصلة الغرب تحطمت، وأن توقه إلى الأمان يدنيه من أعظم الأخطار.