«نشر الرعاية الصحية المجانية حول العالم » شعار انساني نبيل رفعته منظمة الطوارئ الايطالية خرجت به من لباس الدولة الضيق الي رحاب الانسانية الواسع قدمت للسودان .. ولان توجهها النبيل يستهدف الوصول لشرائح المجتمع الضعيفة من الفقراء والبؤساء الذين لا يملكون سعر رغيف الخبز لم تقف المنظمة الايطالية عند التوجهات للنظام الحاكم ... كانت معظم حكومات اوربا وحتي العام 2006 تدرج السودان ضمن القائمة السوداء فاوقفت تدفقات السلع كلها بسبب مواقف سياسية ... ان الولاياتالمتحدةالامريكية لم تتردد في ضرب مصنع الشفاء الذي كان يساهم بقدر كبير في توفير ادوية السل الرئوي الذي كان ينخر في صدور اهل السودان .. امريكا كانت تعلم بمساهمة مصنع الشفاء في توفير الادوية لشريحة الفقراء من اهل السودان وبرغم ذلك لم تتردد في ايقاف ماكينات المصنع عبر اعتدائها الغاشم وها هي منظمة الطوارئ الايطالية ومن بين اكثر من 10 دول تختار السودان لتساهم في ازالة أنين مريض ومعاناة اسرته .. كان اسهل لهذه المنظمة ان تختار دولا اخري مثل الاردن او كينيا او اثيوبيا ولكنها اختارت السودان برغم بؤس واقعه وحرارة طقسه، اختارت منظمة الطوارئ الايطالية السودان لان واقعنا يستحق الشفقة ، صحيح ان برنامج توطين العلاج بالداخل ماض واثمر عن قيام العديد من المؤسسات التي وفرت لها احدث التقنيات ولكن واقع امراض القلب يقول بان مستشفى القلب المجاور لمركز عفراء محدود الطاقة الاستيعابية ورغم خفض رسوم العلاج والعمليات فهي فوق طاقة المرضى وكم من مريض سعي ذووه لتوفير تلك الرسوم من الزكاة والمالية حتي اذا حصلوا علي بعضها وجدوا ان مريضهم انتقل الي رحاب الله ... كثيرة هي الصور المحزنة لضحايا ماتوا قبل ان تتمكن اسرهم من توفير الرسوم ، وفي ظل هذا الواقع المأساوي يبرز مستشفى السلام لتقديم خدماته المجانية التي تتجاوز اجراء الفحوصات والعمليات المجانية الي خدمة ما بعد مغادرة المستشفى .. وطيلة هذه الفترة يظل المريض مكان رعاية المستشفى .. الامر لم يقف عند ذلك فها هي بشريات افتتاح مستشفى متخصص للاطفال بنيالا وعلي الطريق مستشفى بورتسودان . صحيح ان هنالك جهودا مكملة تقوم بها وزارات المالية والصحة ومنظمة العون الانساني وبرغم ذلك نقول شكرا منظمة الطوارئ الايطالية وشكرا لكل منسوبي مستشفى السلام للقلب. [email protected]