احتجزت السلطات التشادية، رئيس حركة العدل والمساواة، الدكتورخليل ابراهيم، في مطار انجمينا التي قدم اليها من العاصمة الليبية طرابلس امس،ورفضت اعطاءه تأشيرة خروج الي الميدان في دارفور، واشترطت عليه اعادته الى العاصمة القطرية الدوحة لاستئناف المفاوضات ،وحذرت تشاد من ان الخطوة غير قانونية وتشكل عقبة في المفاوضات ربما تقود الي الانسحاب ، وهددت بالمقاومة بكل قوتها لافشال المؤامرة .لكن انجمينا اعادته أمس إلى طرابلس بعد ان اعتبرته وحركته غير مرغوب فيهما. وروي الناطق باسم الحركة احمد حسين آدم ل»الصحافة» تفاصيل الاحداث،موضحاً ان خليل ابراهيم بعد اكمل مشاوراته بالقاهرة توجه الي ليبيا وتم استقباله رسميا من قبل السلطات،ومن ثم وصل انجمينا في الواحدة من صباح امس الاول ،وقال ان وفد الحركة فوجئ بالسلطات التشادية ترفض دخول خليل للقيام بإجراءات الهجرة العادية للعبورالى دارفور، كما صادرت السلطات جوازاتهم ومنعتهم من دخول الأراضي التشادية، وأمرتهم بالرجوع إلى ليبيا. وواجه خليل والوفد المرافق له معضلة أخرى حينما منعهم قائد الطائرة من ركوبها ؛ لأنهم لا يحملون الوثائق المطلوبة، وأوضح المتحدث أنهم ما زالوا بمطارإنجمينا. وطالب المتحدث باسم حركة العدل والمساواة احمد حسين آدم الرئيس التشادي إدريس ديبي والوسيط الأممي الأفريقي في أزمة دارفور جبريل باسولي والقيادة القطرية بتأمين عودة خليل الى دارفور،موضحا ان هذه الجهات هي التي أقنعت خليل بمغادرة دارفور الى الدوحة عبر تشاد التي ظلت معبرا للمفاوضين منذ 2004، لكن وزير الداخلية التشادي محمد احمد باشر اكد ان حكومته وبعد مشاورات قررت اعادة خليل ابراهيم الي ليبيا ،مبيناً ان بلاده تري ان الحركة ورئيسها غير مرغوبين فيها «وان يعود خليل الى من حيث أتى» . وكشف وزير الداخلية التشادي ان «9» من أعضاء وفد خليل كانوا يحملون جوازات سفر ايطالية وتشادية مزورة،وقال ان السلطات طلبت منهم عدم دخول تشاد الا بإذن من الاممالمتحدة او الحكومة السودانية،مجدداً تمسك بلاده بعدم السماح لهم بدخول الاراضي التشادية. وفي السياق ذاته، اشادت الحكومة بخطوة انجمينا ،واعتبرتها تأتي في اطار ممارستها علي سيادة اراضيها «وتؤكد التزام تشاد والرئيس دبي بكل الاتفاقيات الموقعة مع الحكومة ومنعها لاية حركة متمردة مسلحة من استخدام اراضيها ضد السودان». وقال بيان من مكتب مستشار رئيس الجمهورية الدكتور غازي صلاح الدين ،ان خليل إبراهيم غادر من القاهرة متجهاً إلى إنجمينا عبر طرابلس ،وعبر صالة الترانزيت فى طرابلس إستغل الخطوط الأفريقية متجهاًً إلى إنجمينا دون ترتيبات مسبقة مع الحكومة التشادية ، مبيناً ان السلطات التشادية فور وصول الطائرة منعته من دخول تشاد وطلبت من قائد الطائرة العودة به الى حيث أتى، واكد صلاح الدين في بيانه ان السلطات السودانية ظلت على إتصال بانجمينا، وأشادت بالخطوة التى قامت بها والتى تأتى فى إطار «ممارستها على سيادة أراضيها». وقد جددت الحكومة التشادية بقيادة الرئيس إدريس ديبي إلتزامها بكل الإتفاقيات الموقعة مع الحكومة السودانية، ومنعها لأية حركة تمرد مسلحة من إستخدام أراضيها ضد السودان. من جهته، رحب وزير الدولة بوزارة الاعلام والاتصالات، الدكتور كمال عبيد، بموقف الحكومة التشادية ،واعتبر الخطوة بعداً جديداً في العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال عبيد في تصريحات صحفية امس ان خطوة السلطات التشادية تؤكد التزامها تجاه السودان ،معرباً عن أمله في ان تكون الرسالة واضحة لخليل ،بأن التفاوض هو الباب الوحيد للوصول لحل قضية دارفور ولإنهاء معاناة مواطني الاقليم. وكشف عبيد عن اتصالات بين الخرطوم وانجمينا عبر الجهات المختصة للتعامل مع هذا الملف.