رفضت السلطات التشادية السماح لزعيم حركة العدل والمساواة السودانية خليل إبراهيم بدخول أراضيها واحتجزته، وقال متحدث باسم الحركة إن السلطات التشادية صادرت جوازات سفر مرافقيه وأمروه بالعودة إلى طرابلس التي قدم منها عبر طائرة الخطوط الأفريقية. وأفادت الأنباء بأن طائرة خليل أقلعت من مطار إنجمينا عائدة إلى ليبيا مساء اليوم الأربعاء. وقال خليل ل"رويترز" من داخل الطائرة إنه ظل 12 ساعة محتجزاً في طائرته وإن مرافقيه لم يعد معهم ما يثبت هوياتهم بعد أن أتلفت السلطات التشادية وثائق سفرهم قبل أن تأمره بالعودة إلى ليبيا. وأجرى الرئيس إدريس ديبي اتصالاً هاتفياً مع الرئيس عمر البشير، أكد خلاله ثبات موقفه من سلام دارفور ورفضه لاستقبال خليل. وعبر عن امتنانه لوفاء السودان بمستحقات الاتفاق بين البلدين. وأعلن وزير الداخلية التشادي أحمد محمد بشير، أن بلاده لا ترغب في مرور قوات حركة العدل والمساواة عبر أراضيها، لأنها غير مرغوب فيها. وعلى الفور أشادت الخرطوم بالمسلك التشادي وعدته التزاماً بالاتفاقات الموقعة بين البلدين. وقالت إنها تجري اتصالات بإنجمينا. وقال مراسل الشروق بأنجمينا عز الدين مكي إسحق إن خليل إبراهيم وصل إلى مطار أنجمينا في الواحدة من ظهر اليوم الأربعاء بالخطوط الأفريقية قادماً من العاصمة الليبية طرابلس التي قضى بمطارها ساعات في طريقه من القاهرة. ونقل عن مصادر في أنجمينا أن مطالبة الحكومة السودانية للإنتربول بالقبض على زعيم حركة العدل والمساواة جعلت موقفه معقداً وأن أي عاصمة من دول الجوار ستجد حرجاً كبيراً في استقباله. مؤامرة دولية " المتحدث باسم حركة العدل والمساواة أحمد حسين آدم يرى أن الواقعة جزء من "مؤامرة" من تدبير الحكومة التشادية والوسطاء الدوليين ضد الحركة لإجبارها على العودة إلى محادثات السلام المتعثرة مع حكومة السودان " ومن جهته، قال المتحدث باسم الحركة أحمد حسين آدم ل"رويترز" إن الواقعة جزء من "مؤامرة" من تدبير الحكومة التشادية والوسطاء الدوليين ضد الحركة لإجبارها على العودة إلى محادثات السلام المتعثرة مع حكومة السودان. وأضاف آدم أن إبراهيم رفض العودة إلى ليبيا وكذلك طاقم طائرة الخطوط الجوية الأفريقية وأن زعيم المتمردين يجلس حالياً داخل الطائرة مع مرافقيه بمطار أنجمينا. وقال آدم إن الحركة تود أن توضح للسلطات التشادية أنها تندد بسلوكها وتصرفاتها وتحثها على السماح لخليل بالعودة إلى الميدان. وأضاف أن الحركة لديها معلومات تفيد بأن السلطات التشادية على اتصال بجبريل باسولي رئيس فريق الوساطة المشترك الخاص بدارفور ويضم ممثلين من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي. وتابع قائلاً إنهم يحاولون خطف خليل والآخرين لنقلهم إلى الدوحة، وقال إنهم إذا فعلوا هذا فسيرتكبون خطأ كبيراً جداً. الخرطوم تشيد بإنجمينا من جانبها، أشادت الحكومة السودانية بالخطوة التي أقدمت عليها السلطات التشادية بمنع دخول خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة إلى أراضيها. وذكر مكتب مستشار رئيس الجمهورية مسؤول ملف دارفور د. غازي صلاح الدين في تصريح صحفي، أن خليل إبراهيم غادر القاهرة بتاريخ 17 مايو 2010 متوجهاً إلى إنجمينا عبر طرابلس، واستغل الخطوط الأفريقية عبر صالة الترانزيت في طرابلس دون ترتيبات مسبقة مع الحكومة التشادية. وأضاف أن السلطات التشادية قامت فور وصول الطائرة بمنعه من دخول تشاد، وطلبت من قائد الطائرة العودة به من حيث أتى. وقال مكتب غازي، إن السلطات السودانية ظلت على اتصال بالسلطات التشادية، مشيدة بالخطوة التي قامت بها والتي تأتي في إطار ممارستها السيادة على أراضيها. وجددت الحكومة التشادية بقيادة الرئيس إدريس ديبي التزامها بكل الاتفاقات الموقعة مع الحكومة السودانية ومنعها لأية حركة تمرد مسلحة من استخدام أراضيها ضد السودان. ولم تستبعد الحكومة السودانية استجابة الدول الموقعة على بروتوكول الإنتربول، القبض على رئيس حركة العدل والمساواة المطلوب لدى السلطات السودانية. وقال مستشار الرئيس السوداني د. مصطفى عثمان إسماعيل في تصريحات صحفية، إن طلب ملاحقة رئيس حركة العدل والمساواة جاء بعد تنصله من مفاوضات الدوحة وتهديد الوضع الأمني في إقليم دارفور.