اكتب هذه الكلمة عن رجل أثق في كلمته، وفي ضميره، وفي أخلاقه، وأقول ان الفترة التي قضاها في ولاية الخرطوم وهي فترة قصيرة، وما أعلنه خلالها من خطط وبرامج جعلت مواطنيه في ولاية الخرطوم يعولون عليه كثيراً... ويرجون أن يتحقق لهم من الانجازات ماظلوا يتطلعون الى انجازه رهناً طويلاً من الزمن. وبالنسبة لي أثق في أن الدكتور عبدالرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم سيضع كل تلك الملفات الضخمة التي أمامه موضع التنفيذ، لأنه يدرك أن مصالح مواطنيه تكمن فيها... وفي مقدمتها موضوع «بصات» ولاية الخرطوم.. هذا المشروع يحتاج في الوقت الراهن الى حشد الارادة السياسية، ووضعه على نار هادئة للنضوج، حتى لايواجه من العثرات مايعرقل مسيرته، لكن الرجل ببصيرته، وعلاقاته الاجتماعية الواسعة وثقة الكثيرين من أبناء وطنه، جدير بأن يجعل هذا المشروع الهام يرى النور ويشكل ملمحاً في الخرطومالجديدة التي يخطط لتحقيقها لتكون واحدة من أجمل المدن والعواصم الأفريقية والعربية... هذا مانأمل أن يفكر فيه، ونحن نثق في أنه قادر على تحقيقه، لما عرفناه فيه من حبه للعمل، واخلاص في أداء دوره. وفي رأينا أن هذا المشروع يعتبر من أهم المشاريع التي لاتقل أهمية، ولاقامة عن مشروعات البنيات التحتية بالولاية... اذا أردنا أن نعطي نموذجاً لهذا المشروع، فان مدينة «دبي» تقدم النموذج الأمثل«للبصات» التي تنقل في جوفها يومياً ملايين العمال لأماكن عملهم، والعودة منها الى مقار سكنهم.. وعلى الذين يتخوفون من الأضرار التي تلحق بأصحاب الحافلات العامة اليوم، فاننا نقول لهم ان تجربة « دبي » بعد دخول المترو، لم تتأثر بها وسائل النقل الأخرى، كالحافلات والتاكسي... والخرطوم بكثافتها السكانية العالية والمتزايدة، لن تتأثر بكل تأكيد بل أنها محتاجه لأن تستوعب مواعين أخرى كالترام والنقل النهري وغيره. ومع ذلك فاننا ندعو دكتور الخضر أن يولي قضايا الصرف الصحي والسطحي أولوية خاصة تفادياً للامتحانات الصعبة التي دخلت فيها الولاية في الأعوام الماضية، أثناء فصول الخريف، وفشلت المصارف التقليدية في تصريف مياه الأمطار ومشاكل الباعوض والذباب والناموس وما شابه ذلك من مشاكل اصحاح البيئة. ويكفي الآن أن هنالك اختناقات هنا وهناك تجعل من يمر ببعض شوارع الخرطوم يواجه روائح كريهة... مما يجعل معالجة أسبابها تشكل تحدياً كبيراً أمام الدكتور عبدالرحمن الخضر لكن ثقتنا فيه تجعلنا نتأكد من أنه قادر وكفء على معالجة هذه المشاكل وغيرها من المشاكل الاجتماعية مثل مشكلة التسول، والباعة المتجولين... والأوساخ التي تصدم من يمر بشوارع السوق العربي، وبعض الأسواق الأخرى في أمدرمان والخرطوم بحري، رغماً عما تتميز به بعض دكاكين هذا السوق في عرض للبضائع التي فيها بصورة جميلة. يبقى أن نقول: اننا نثق في الرجل، وصدقه مع نفسه، ومع مواطنيه.. وسيجد كل الدعم لتحقيق مشروعه الكبير والخطير... كما نثق في أنه سيجد من المواطنين الذين عُرفوا بوقوفهم مع المخلصين من الرجال ودعمهم، والتضحية من أجل وطنهم.. ماداموا يثقون بهم وبوطنيتهم، وبتضحيتهم من أجل وطنهم ومواطنيهم. كما أن هنالك دورا كبيرا ينتظرهم في تحسين شبكة مياه الشرب في الولاية، ولا نقول العاصمة ولا أن هنالك مشاكل حقيقية تواجه سكان الولاية وخاصة أطرافها في الحصول على المياه النقية، ولنا عودة أخرى في موضوع الدواء والعلاج والمنصرفات المدرسية. أتمنى مخلصاً للدكتور عبدالرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم التوفيق والنجاح...