نجح رئيس المجلس الوطني الانتقالي السابق احمد ابراهيم الطاهر في الجلوس مرة اخرى على مقعد رئيس البرلمان المنتخب والهيئة التشريعية القومية التي تضم بجانب المجلس الوطني، مجلس الولايات. واضطر النواب في اولى جلسات البرلمان الجديد امس الى اللجوء لخيار الانتخاب لاختيار رئيسهم بعد أن دفع نواب المؤتمر الشعبي الأربعة بمنافس اخر للطاهر الذي اكتسح الاقتراع السري بأغلبية (383) صوتا مقابل (26) صوتا لمرشح المؤتمر الشعبي. ودفع نواب المؤتمر الشعبي بالدكتور اسماعيل حسين فضل لمنافسة احمد ابراهيم الطاهر في رئاسة البرلمان، لكن مرشح الشعبي الذي يتزعمه حسن الترابي لم ينل سوى 26 صوتا من جملة 420 نائبا منهم 312 نائبا ينتمون للمؤتمر الوطني الحاكم، وحصر (11) صوتا تالفا. وأكد الطاهر في اول خطاب له امام النواب ان البرلمان يواجه اخطر المهام التاريخية على رأسها الاستفتاء وسلام دارفور الذي شدد على ضرورة استكمال حلقاته. وقال ان الهيئة التشريعية لن تكون محايدة في قضية الوحدة بين الشمال والجنوب وستسعى لتوحيد البلاد سيما وان اتفاق السلام والدستور نصا على ذلك. وشدد على ضرورة الا تنقسم الهيئة حول تلك القضية، باعتبار ان الوحدة تحقق مصالح الكل ومصالح البلاد، والانفصال يقود للشقاء والدمار حسب تعبيره. وتعهد الطاهر بمحاسبة الحكومة متى ما اخطأت. وقال «ان المبادئ تفرض علينا ان نكون العين الرقيبة على الجهاز التنفيذي». وأضاف ان المجلس سيكون حربا على الحكومة العاجزة الفاشلة وسيساند الناجحة، موضحا ان المجلس سيواصل اعماله حتى نهاية يوليو المقبل. وذكر ان جلسة الاثنين المقبل ستخصص لاختيار رؤساء لجان البرلمان بجانب نواب الرئيس. وأشار للمشاورات التي تجرى وسط القوى السياسية بشأن الأمر. واعتبر الطاهر ارجاء عملية اختيار نواب الرئيس في جلسة أمس للمشاورات التي جرت مع الحركة الشعبية والتي قضت بإرجاء العملية لحين الاتفاق على صيغة الترشيحات لمنع حدوث أي خلل. وكانت البروفيسور سعاد الفاتح ترأست جلسة البرلمان الأولى باعتبارها اكبر الأعضاء سناً بين النواب الحاضرين، معتبرة الخطوة انتصارا للمرأة. واشرفت سعاد على اداء النواب القسم وشددت في مخاطبتها للبرلمان على أهمية الوحدة واعتبرت الاستفتاء التحدي الكبيرالذي يواجه البلاد. وقالت سعاد «يجب أن ننبري بكل ما لنا من علم وفكر وصبر وتجرد وتخطيط لوحدة البلاد». واضافت «فلا كنا ولا بقينا ان كان الخيار للانفصال» واكدت ان الانفصال سيقود لتشتت البلاد وسينسحب على افريقيا. وفي مجلس الولايات، ترأس شريف التهامي أولى جلسات المجلس باعتباره اكبر الاعضاء سنا، وتم اختيار الفريق ادم حامد موسى رئيسا لمجلس الولايات. وتشير «الصحافة» الى ان النائب البرلماني عن المؤتمر الوطني توك قلواك هو من قام بترشيح الطاهر لرئاسة البرلمان، وثنّى ترشيحه النائب عن الاتحادي الديمقراطي أحمد بلال عثمان.