٭ أصبح من أسهل وأيسر الطرق لفض الاختلاف والخلاف وإعلان نهايته هو صب (موية النار) على الطرف الآخر، ولا يهم شكل ولون الاختلاف حتى لو كان حول (بقرة أو فأر) المهم (فش الغبينة) بسرعة شديدة والمعاجلة بالرد (السريع جداً) و(الأقرب والمجرب). ٭ مازالت قضية سناء ورحلة عذابها الطويلة محفورة في الأذهان ومازال المجتمع يذكر الكارثة التي لحقت بالفتاة التي تركت أثراً في القلوب والعقول والنفوس إذ نزع (الفاعل) العاطفة والمودة واللين من قلبه وداس عليه بقدميه لتصل يداه إلى الوجه البريء عن طريق (الخدعة المحبوكة) تماماً والتي كتب (السيناريو) لها منذ مدة بينما منح (الإخراج) لشقيقها البريء لينفذ بكل دقة. ٭ ها هو التاريخ يعيد نفس المأساة وبذات الوحشية إذ صب الزوج العائد لتوه من الغربة على شريكة حياته وفلذات أكباده جردلاً من موية النار فسبب لهن الأذى الجسيم الذي سيظل يلازمهن ما بقين على وجه الدنيا هذا إذا لم تفارق الابنة الحياة نتيجة للإصابات الخطيرة والتي امتدت ليد الزوج أيضاً كأنها تريد (وسمه) بما اقترفت يداه ذات يوم في حق الأبرياء الذين تصدرت صورهم صحف الخرطوم الباكرة.. ٭ صب موية النار على بني الإنسان خاصة المرأة سلوك (مستجلب) من الخارج عبر (إدمان) الفضائيات والأفلام القديمة التي تستهوي البعض (فيجنحون) لتقليد حلولها عند فشل (الغرام) في الفيلم المعني.. إذ لم تسجل دوائر الشرطة والمستشفيات قديماً مثل هذه الظاهرة التي أصبحت (الحل الوحيد) لحسم النزاعات و(الطريق الأقصر) (للانتقام العاجل) المستعجل الذي لا يمنح فرصة للتراضي والجودية والوفاق والاتفاق من جديد. ٭ كان نصيب المرأة هو الأكبر في تلقي (دفقات) موية النار الحارقة والقاتلة والتي تمثل (عنفاً مقنناً) مع سبق الإصرار وظهور نتيجة (الفعل) بالسرعة المطلوبة مما يبعث شيئاً من النشوة والانتصار والزهو في داخل الطرف الآخر ب (نيله) المكسب الذي يريد ولا يدري أي شيطان منحه هذه (الخسارة) الأبدية.. ٭ ستستمر عروض موية النار إن لم تقف الجهات المعنية بالمرصاد لكل من يحاول أن يمتلك جالوناً أو جردلاً أو زجاجة منها وذلك عبر قانون (يحرم ويجرم) أي فرد يعمل على بيعها لأغراض (غامضة) لا تمت إلى استعمالها المعروف في شيء ،مع إحكام الطوق حول الأماكن التي تسربها إلى داخل (الحلة) أو (الحي) أو (الفريق) لتصل ليد (الزوج).. ولابد من الإستفادة من كل التجارب السابقة في مجال (المكافحة) وحماية المواطن والوطن المثقل الآن بالجراح.. ٭ إن القذف بموية النار منطق عاجز وإفلاس فكري وخواء نفسي وسلوك مشين لذلك يجب التصدي له بكل السبل حتى لا يصبح سير الحلول الأول والدائم في المواقف الخلافية وحتى لا يتخذها (الشريك) العاشق للانتقام ذريعة سريعة لفض الاشتباك. ٭ همسة: يا وطني المجدول على أرصفة المنافي.. تستجير.. وتستطيل تنادي أبطال الوهم.. هم.. ذبحوك على قارعة الطريق وفرقوا دمك على أقرب الحانات..