من الواضح بحسب التسريبات ان حكومة ولاية النيل الأبيض الجديدة برئاسة الاستاذ يوسف الشنبلي ستحظي بقبول جماهيري عريض ذلك بأنها اعتمدت عملية تغيير الوجوه القديمة المعتادة منهجاً ونبراسا ما عدا بعض الوجوه القديمة الشاحبة التي جئ بها مجدداً لاعتبارات خاصة جداً قد تنتفي بانتفاء الاسباب والمسببات ، فبحسب التسريبات فان اتجاهاً قوياً برز لتعيين الدكتور خالد محمد سيد هباني وزيراً للصحة بالولاية فيما رست الترشيحات علي الطيب الجزار ليتولي حقيبة وزارة التخطيط العمراني ويقوم مقام الوالي في غيابه اما بابكر شنيبو وهو من رجال المراحل السابقة فقد اسندت اليه بحسب التسريبات حقيبة وزارة الزراعة ، بيد ان افضل ما تناقلته التسريبات هو التغيير والتبديل الواسع الذي طغي علي مناصب معتمدي المحليات فقد راج ان الشيخ الطيب الوسيلة سيتولي منصب المعتمد بمحلية الدويم فيما يتولي وسيلة ابو زرة منصب معتمد محلية ام رمتة ومحمد الامين ابو الحسن لمحلية القطينة وعمر جماع لمحلية ربك فيما ابقي علي اللواء الزين في مكانه كمعتمد لمحلية تندلتي . انها وجوه جديدة تبشر بموسم آداء حكومي ممتاز طال غيابه بسبب الوزراء « الكرتونيين » والمعتمدين « الهباب » الذين وضعوا بصمات سيئة علي جدار العمل الحكومي بولاية النيل الابيض المنكوبة طيلة الفترات الماضية ، وزراء ومعتمدون كانوا عاجزين عن تقديم الخدمات للمواطنين وأثبتوا فشلاً ذريعاً في تحمل مسؤولية التكليف وكانوا بحق رموزاً للجهل والتخلف حيث بددوا الوقت والموارد في التكويش علي كل ما ينبت المال وتقريب المحاسيب علي حساب الناس والامعان والتمادي في ارهاق المواطنين ، لقد كانت فترة الحكم السابقة بالولاية كابوساً فظيعاً ولكنه انقشع بفضل دعاء وعمل الصالحين والحمد لله . واذا امعنا النظر في بعض شخصيات حكومة الشنبلي الجديدة فان اول الملاحظات ان مهام نائب الوالي اسندت الي شخصية ابعد ما تكون عن القبلية وهي شخصية تأتي من دهاليز العمل الامني الي ردهات العمل التنفيذي علي « المكشوف » بحيث تتقلد مهام متابعة مسألة التخطيط العمراني والاراضي وما أدراك ما الاراضي بعد ان جرت تحت جسور المرحلة الماضية مياه الفساد في اراضي ولاية النيل الابيض وهي مياه راكدة فاحت روائحها حتي ازكمت الانوف وكان آخر مسلسلاتها فضيحة اراضي مدينة الدويم التي فتحت بموجبها بلاغات بنيابة الدويم بواسطة مدير مصلحة الاراضي في مواجهة عدد من المتورطين الرسميين ، ان العزم علي مكافحة الفساد واسترداد المال المنهوب وتوظيف الخبرات في ولاية النيل الابيض هو خطوة في الطريق الصحيح وقطعاً ستجد الدعم والتأييد من الجميع ومن المهم جداً استرجاع كافة الاموال العامة التي نهبت في السابق من دافعي الضرائب والرسوم والجبايات والقبانات لتستقر في بطون القطط السمان . ومن الملاحظات ان التشكيلة الجديدة اعادت لشيوخ ومؤسسي الحركة الاسلامية بالولاية الاعتبار وقد لقي تعيين الشيخ الطيب الوسيلة ارتياحاً في اوساط ابناء الولاية الحادبين علي المصلحة العامة فالرجل معروف بتاريخه المشرف وله كسبه وسبقه وليس في جلبابه بقعة سوداء، وقد ظن البعض ان التشكيلة الجديدة ربما تظهر وهي تعج بالرجرجة والدهماء كسابقاتها فالقبلية بالولاية لها صبغة لا تزيلها المحاليل الامريكية ولكن جاءت التسريبات ليطمئن الجميع بان التغيير الشامل هو شعار المرحلة المقبلة وان الولاية ما زالت بخير طالما انها لم تنس الرعيل الاول وحكماء المدرسة الصوفية من ابناء الولاية المنسيين .