رحل اسامة انور عكاشة بعد ان كتب لنا على الشاشة قصة مبدع رد الاعتبار للدراما العربية وجعلها قضية وموقفا مبدئيا يعبر عن المجتمع. اسامة انور عكاشة كتب تاريخ مصر على الشاشة واستطاع ان يؤكد ان دراما الموضوع قادرة على جذب الجماهير قادرة ان تجعل المشاهد يجلس القرفصاء في انتظارها، كان اسامة قليل الحديث وكثير العمل يحيل افكاره الى كلمات ذات قيمة تصنع الابداع وتلون الاحاسيس بألوان بديعة، ومع قلة حديثه استطاعت فضائية النيل للدراما قبل رحيله ان تجري معه حوارا رائعا اعادته في يوم رحيله لتبقى كلماته نبضا واحساسا تذكر الناس بقصة مبدع نادر على طريقته. «اوراق الورد» تابعت الحوار وهنا تقدم بعض الافادات القيمة التي ذكرها الكاتب الدرامي الراحل اسامة انور عكاشة صاحب الشعبية الكبيرة في السودان، والذي منحه الجمهور السوداني صوته وتابع اعماله بحماس. لست كاتب سيناريو ٭ ارفض ان يقال عني انني كاتب سيناريو ليس تقليلا من شأن كتاب السيناريو او المهنة ولكن انا مؤلف درامي قدمت اكثر من 74 عملا تلفزيونيا ولم ادرس كتابة السيناريو في كلية او معهد، بل تعلمت كتابة السيناريو من قراءتي للاسكريبت في المسلسلات وفي كتابتي للدراما اؤمن بالمناطق الرمادية ولا اصنف الشخصيات في الخير او الشر واضرب مثلا بدور سليم البدري في مسلسل ليالي الحلمية، كان يبدو في اماكن شريرا وفي اماكن اخرى طيبا في اعتقادي ان الاختيار والظروف والارادة هي التي تدفع الانسان للشر. لا لدراما الاجزاء مشاكل الدراما المصرية كبيرة رغم ان مصر غنية بمبدعيها ونحن لسنا نملك بترولا بكمية كبيرة ولكننا نملك مبدعين في كافة المجالات خاصة في مجال الدراما من ممثلين ومخرجين ومنفذين وفنيين ولكن في الآونة الاخيرة سيطر الفهم التجاري على الانتاج واصبح كتاب الدراما يحاولون تطويع النص الى عدة اجزاء بهدف الربح التجاري. مقاطعة من المذيعة: ولكنك استاذ اسامة قدمت مسلسلات في اجزاء مثل ليالي الحلمية وزيزينيا؟ ٭ انا ارفض ان تصبح المسلسلات اجزاء ومن 74 عملا قدمتها للتلفزيون ما عدا ليالي الحلمية وزيزينيا. بالمناسبة زيزينا جرح نازف لا يتوقف عن النزف وكنت اتمنى ان تكتمل اجزاؤها وما زلت ابحث عن متبرع لاكمال هذا العمل متبرع من الممثلين ليكون بديلا ليحيى الفخراني الذي لم يعد يصلح للدور،ومتبرع كمنتج يؤمن بالعمل لان قطاع الانتاج بالتلفزيون لم تعد له الامكانيات لانتاج اعمال كبيرة وبدأ يلجأ للاعلان ولشركاء من القطاع الخاص وكنت في مسلسل ليالي الحلمية قد قدمت شكوى لوزير الاعلام بسبب الاعلانات في منتصف المسلسل وقد استجاب وزير الاعلام وامر بإيقاف الاعلانات في مسلسل ليالي الحلمية. وبعد فترة قابلت مسؤولا في قطاع الانتاج وقال لي انت فاكر ان الاعلانات دي ليه؟ دي عشان نقدر نبث المسلسلات. يعلق اسامة «كأن المسلسلات دي بتاعة ابوي»!! ويضيف: في زيزينيا طلب مني ان اتي بشركة تساعد في التمويل وكأنهم يريدونني ان اترك شغلي واذهب وادور في السوق واتي بمنتج هذا ليس شغلي! ٭ مقاطعة من المذيعة: ولماذا لم تذهب للقطاع الخاص لانتاج العمل؟ القطاع الخاص هدفه الربح، وسوف اخضع للمساومات ويفرض القطاع الخاص شروطه وانا لا اريد انتاج عمل يكون خصما على مشروعي. انا لي سيرة ذاتية قدمت خلالها اعمالا اعتز بها بالمناسبة «عابر سبيل» احب اعمالي لنفسي ورغم انني قدمت اعمالا حققت جماهيرية اكثر مثل ليالي الحلمية وزيزينيا وضمير ابلة حكمت. منزوعة الدسم: مسلسلات رمضان الماضي كانت منزوعة الدسم والاكشن فيها مصطنع والغلابة هم الذين كان يتفرجوا على هذه الاعمال باستثناء عمل او عملين جيدين والمشكلة الحقيقية اننا حولنا رمضان من شهر للعبادة لشهر للدراما. ان الجرعة الروحية في رمضان يجب ان تكون كبيرة وان يوزع الانتاج الدرامي على شهور السنة وتقدم اعمال دينية والملاحظ حول الاعمال الدينية انها تقدم حكايات من الماضي فقط لماذا لا تقدم هذه الاعمال دراما دينية معاصرة؟ ان هذه الاعمال تصور وكأن الاسلام كان في الماضي فقط! سينما بدأت تباشير عودة سينما الموضوع واعتقد ان «سهر الليالي» كان من الافلام التي تنبض بالحيوية وانا سعيد ان موجة افلام المقاولات بدأت تهبط وايضا موجة الكوميديا واعتقد اننا في الفترة القادمة يمكن ان نشاهد سينما موضوعية.