نظمت مؤسسة اروقة للثقافة والعلوم احتفالية بالكتاب الشباب (الشعراء)، وتقيم الجزائر ابتداء من اليوم ملتقى حول الكتابة للناشئة - وهو موضوع في غاية الاهمية والخطورة.. خاصة في ظل الظروف التي تعانيها كجزء من القارة الافريقية والوطن العربي في مواجهة الهيمنة الغربية التي لا تسمح (ديمقراطيتها) بمشاهدة فيلم سينمائي عن فترة حكمها الاستعماري البغيض... وامام التحديات التي طرحتها العولمة امام شعوب العالم الثالث، فان تركيز هذه المجتمعات على حماية اطفالها وناشئتها وشبابها.. وتزويدهم بالقيم والمعارف التي تحافظ على هويتهم الثقافية بعيدا عن هذه المخاطر، وعلى الشخصية الوطنية التي تسعى المركزية الغربية الى مسخها وتشويهها - فمن واجبنا ان نتسلح بالوعي الضروري في مواجهة هذه القوى الماكرة، وذلك عبر إحداث عملية توازن دقيق نحافظ فيه على الجوانب المضيئة من تراثنا، مع انفتاح واعٍ على عصرنا الذي نعيش فيه.. فالفكر الانغلاقي لن يستطيع ان يخاطب الشباب واذا فعل ذلك فعلينا ان ندير النظر حولنا - في مناهجنا التعليمية ، وفي ما يبث عبر وسائل اعلامنا ، وفي الثقافة التي تيسرها للأجيال الجديدة، وفي نمط تربيتنا وحياتنا، ووسائل عيشنا، وليس امامنا من خيار سوى ان تكون هذه معركتنا الحقيقية. وبغير ذلك نسلم مجتمعاتنا الى مصير مجهول، وليس من شك في ان (الخبراء) من رجال التربية والثقافة والاعلام والاجتماع وعلم النفس، والادباء ممن تخصصوا في مجال الكتابة للاطفال والناشئة مدعوون وبإلحاح الى لعب دورهم التاريخي في الاخذ بيد هذا الجيل، الذي اتيحت له وسائط المعرفة - عبر الفضائيات والاجهزة الالكترونية ، والوسائط المتعددة..مما جعل المهمة اكثر صعوبة واشد تعقيدا مما كان على ايام حركة التحرر الوطني ومقارعة الاستعمار.