٭ يجلس لأداء الامتحان فيها، و«يتحلل» بعد ذلك من «سوئها» عله يكسب «طُهر» مادة أخرى تجعله «يتذوق» طعمها كلما حاول «اجترار» هذه المرحلة، بيد أن ذلك لم ولن يحدث، لأن الاهتمام بالمواد الأخرى صار ضعيفاً للغاية، فطالبا الصف الخامس والسادس «أساس» لا يجيدان قراءة الحروف العربية، وربما لا يستطيع آخرون «فك الحرف»، مما جعل بعض الأسر تستعين ببعض «شيوخ» التعليم القدامى و«شيوخ» المساجد حسب تعبير جارتي لمساعدة أبنائها في تعلم اللغة الأم التي دونها لن ينال الطالب الشهادة السودانية. ٭ إذن يجيء احتفال المعلم وفرحته ببشريات إضافة جسم جديد للأجسام التي سعى إليها وشيدها، والتي زفَّها أثناء الحفل رئيس النقابة ذات النقابة التي كسبت ما تريد، بينما الطالب محور العملية التعليمية وأساسها ووجودها لم ينل مكسباً واحداً، بل على العكس فقد كل شيء في وجود معلم لم يدعم المسيرة التعليمية ب«سند» إيجابي يعمل على إيقاف «مهزلة» المناهج التي «تحشو» بها الوزارة عقل الطالب البكر وتبعده عن كرسي «المذاكرة».. ٭ التعليم في بلدي يحتاج ل «ثورة» تغيير وتصحيح حقيقية فعلاً لا قولاً، تقتلع «الغث» والزيف، وتمنح العملية التعليمية وجهاً جديداً صافياً خالياً من العيوب والأمراض، مليئاً بالعافية والسلامة التي تتغلغل في أعماق المواد فتنقيها وتنقحها وتخرجها بوجه خالٍ من «التشوهات». ٭ الآن لن تستطيع «مساحيق» الدنيا كلها أن تغير من وجه التعليم الكالح القاتم الذي حفرت فيه سنوات الإنقاذ «الأخاديد»، وباتت أعماقه تنوء بسلبيات كثيرة ساعدت الطالب على «هجر» الدراسة والاكتفاء بعمل هامشي. ٭ العلم والتعلم في كل الدنيا فخر الأمة ومقياس حضارتها إلا في بلدي، إذ ساهم المنهج الدراسي ولأول مرة وبطريقة غير «مسبوقة» في زيادة الأمية وتسرب الطلاب من الفصول ووجود الفاقد التربوي، رغم أننا بلد تزخر بقدامى المعلمين الذين أرسوا بخبرتهم الثرة ومؤلفاتهم الرائعة التي تحتل صدر مكتبات المنازل، اللبنات الأولى «القوية» في المسيرة التعليمية السابقة، إذ يمكن الاستفادة منهم الآن في دفع ورفع التعليم ومناهجه المختلفة في بلدي فالكلمة لا تشيخ. ٭ همسة: كل الأدوار ارتكبت.. في خبايا ذلك الليل المشؤوم.. عندما صعد العار بسلالم المجد.. واهتز الكون..