يعتبر سوق اللفة بالكلاكلة من اكبر الاسواق بمنطقة جنوبالخرطوم، فبالاضافة إلى شمولية السوق لكافة الانشطة التجارية فإنه توجد حالة من الكثافة، ونجم عن ذلك ارتفاع نسبة استخدام دورات المياه وارتفاع كمية مخرجات النفايات.. «الصحافة» تلقت عددا من الشكاوى من مواطنين عاملين بالسوق، يشكون فيها من النهج العشوائي، اضافة لتردي الأوضاع البيئية، فانتقلت الصحيفة لسوق اللفة وخرجنا بالآتي: في مدخل السوق تحدث الينا التاجر محمد احمد صاحب احد معروضات الملابس، وقال إننا نعاني كثيرا بسبب النهج العشوائي، وادي ذلك لنشاط تجار الملابس الجوالين الذين لا يخضعون لاية رسوم او جبايات، كما انهم يعملون في تجارة النوع الردئ من الاصناف، لذلك اسعارهم اقل، وأثر هذا التوجه على اصحاب المحال خطير جدا ويهدد بافلاسهم. وقال اننا نطالب سلطات المحلية باحكام قبضتها والقضاء على ظاهرة الباعة المتجولين. وتحدث الحرفي ياسر جبريل «38» عاما ويعمل في مجال الكهرباء فقال: «المشكلة التي يواجهها الحرفيون بالسوق هي وجود عدد كبير من العمالة الاجنبية، وللأسف وبالرغم من جودة عمل العمالة المحلية الا ان تدني اسعار العمال الاجانب يخدع المواطن، وكثيرا ما نقوم بمعالجة اشغالهم، وبرغم ذلك تجدنا نحن ابناء البلد عاطلين عن العمل». وطالب ياسر مكتب العمل الخارجي وسلطات وزارة العمل بايقاف جيوش الوافدين من العمال الأجانب، حمايةً للعمالة الاجنبية، خاصة أن تشريعات وقوانين العمل تحظر العمالة الاجنبية الا في حدود ضيقة، وكما يقال فإن الطعام لو لم يكف ناس البيت فحرام علي الجيران. وعن الجنسيات التي تسيطر على سوق العمل قال ياسر ان المصريين والبنغال هم اكثر الاجانب في سوق الكلاكلة. احدى بائعات الشاي قالت انهن بانتظار تنظيمهن ومنح كل منهن كشكاً يحميها من حرارة الشمس، مثل تلك التي منحها والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن احمد الخضر لبائعات الشاي والاطعمة بالخرطوم. وعن لجوئها لامتهان بيع الشاي قالت محدثتنا التي رفضت الكشف عن اسمها او تصويرها، انها اضطرت لدخول سوق الشاي منذ ستة اعوام، بعد ان تزايدت مصروفات الاسرة والتحاق ابنائها بالمدارس. ولما كانت غير حاصلة علي اية شهادات اكاديمية فإنها وجدت نفسها مضطرة للخروج للسوق وبيع الشاي، بالرغم من ان ذلك قد يفتح عليها ابوابا مثل الاصطدام ببعض الاشخاص غير المحترمين. وقالت: «برغم ذلك نعاني الكثير من العقبات مثل الكشات التي كثيرا ما تصادر العدة». وناشدت والي الخرطوم الخضر مدهن بالاكشاك مثل تلك التي وزعت للعاملات بوسط الخرطوم وسوق نمرة «2» وشارع «15» وغيرها، اضافة لرفع الضريبة التي يدفعنها عندما تستولي الكشات على مستلزماتهن. احد الباعة المتجولين «طفل في الثانية عشرة من عمره.. ترك الدراسة قبل سنوات»، قال انه يعمل في مجال الادوات الكهربائية، مشيرا الى انه ترك الدراسة بسبب مرض والده. وانتقد الصغير الكشات التي وصفها بالغول الذي يصادر احلام الفقراء. «الصحافة» أثناء طوافها داخل السوق، لاحظت تراكم النفايات، ما جعل بيئة السوق غير صحية، في ظل ازدحام كثيف في الطرقات وداخل المحال التجارية .