اعتبر الرئيس عمر البشير، رئيس المؤتمر الوطني،وحدة البلاد من اولويات المرحلة المقبلة، ودعا جميع السودانيين الى العمل لها حتى آخر يوم للاستفتاء . ووجه البشير، لدي مخاطبته الجلسة الختامية لمجلس شوري حزبه مساء امس، تحذيراً مبطناً من تزوير الاستفتاء، وقال ان ما قبلناه في الانتخابات التي جرت اخيرا، حفاظاً علي تنفيذ اتفاق السلام الشامل، لايمكن ان يكرر في عملية الاستفتاء. وقال ان اعضاء المؤتمر الوطني بالجنوب رغم الاعتقالات والتعذيب خلال الانتخابات»الا انهم صمدوا ويمكن ان نستعين بهم في الاستفتاء.» وشدد البشير على العمل لوحدة البلاد «كما ورثناها من اجدادنا»، واعلن عن نفير للوحدة «يبدأ منذ الآن»، مبيناً ان تقرير المصير يمس كل السودانيين، باعتبار ان السودان هو الذي سيقسم اذا انفصل الجنوب. واكد البشير انفاذ كل بنود اتفاق السلام، بما فيها اقتسام السلطة والثروة، وقال ان الحكومة قررت منح الحركة الشعبية وزارة النفط «حتى يأخذ الجنوب نصيبه كاملاً في البترول». واشار الى ان ما تبقى من الاتفاقية هو ترسيم الحدود والاتفاق على ترتيبات ما بعد الاستفتاء، مبيناً ان الطرفين يعملان على اكمالها. وتعهد البشير بإنفاذ كل وعوده بالتنمية في الجنوب والشمال، حسب برنامج الحزب الانتخابي، وقال ان اهم اهداف المرحلة المقبلة الاستقرار السياسي وبسط الديموقراطية الراشدة، لكنه حذر من انه لن يسمح بالفوضى والتفلتات والخراب، واضاف انه لن يكون هناك تداول للسلطة الا عبر الانتخابات. وجدد البشير حرصه على اكمال سلام دارفور، وانفاذ مشاريع تنموية في الاقليم، واتهم جهات بجمع اموال لصالح دارفور باميركا»الا ان كل تلك الاموال ذهبت الى اسرائيل» إلى ذلك قال نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون السياسية والتنفيذية الدكتور نافع علي نافع في كلمة امام مجلس شورى الحزب امس ،ان العمل في الفترة السابقة ،ركز بصورة اساسية على تأهيل الحزب داخلياً لخوض الانتخابات وتحريض القوى السياسية والاحزاب لخوضها. من جانبه، شدد امين الامانة السياسية ابراهيم غندور،على ان الانتخابات تمت بصورة نزيهة وشفافة واظهرت عدم قدرة القوى السياسية على المنافسة، واشار الى ان المرحلة السابقة شهدت هدوءًا من قبل المجتمع الدولي ،»لكنه توقع عداءً اكبر في الفترة القادمة لأجل اضعاف النظام . من ناحيته، اعتبر رئيس مجلس الشورى ابوعلي المجذوب الاستفتاء وقضية دارفور والتنمية والنهضة،من أولى اهتمامات الحزب في المرحلة المقبلة، مشددا على ان كل هذه القضايا شملها برنامج الرئيس عمر البشير الانتخابي ويلزم التعامل معها. وقدمت من خلال الجلسة عدة اوراق منها الورقة التنفيذية واخرى عن الانتخابات في الجنوب. وقال علي حامد في ورقة الانتخابات بالجنوب ان العملية هناك كانت لها سلبيات وايجابيات ، وكشف عن زيادة عضوية الحزب بالجنوب بأكثر من 400% ،واشار الى اعتقال 450 من عضوية حزبه بالجنوب . ورأى ان الانتخابات أكدت ان الشراكة مع الحركة الشعبية تحتاج الى تمحيص وتركيز واعادة نظر. واقترح حامد على حزبه الاستفادة من تجربة الانتخابات في الاستفتاء،ودعا لاعداد الحزب ومواصلة التعبئة السياسية . الى ذلك، اعتمد مجلس الشورى في جلسته أمس ، بحضور رئيس الحزب عمر البشير ونائبه على عثمان محمد طه ،الدكتور محمد بشير عبد الهادى مقررا للمجلس، بجانب اعتماد «6» رؤساء لجان متخصصة هم دكتور بابكر محمد توم للجنة الاقتصادية ،والدكتورة سامية هبانى للجنة شؤون المجتمع ،واحمد هارون عبد الرحمن للجنة الاتصال والولاء التنظيمى ،و بدرية سليمان للجنة العدل واحمد حسب الرسول بدر للجنة شؤون المجالس الولائية ، واليسون منانى مقايا للجنة شؤون الجنوب. واستعرضت لجان المجلس عددا من التقارير تضمنت تقرير اللجنة السياسية الذي ركز على الإعداد للإنتخابات ، قدمه دكتور تاج السر مصطفى ، كما قدم البروفسور إبراهيم غندور تنويرا حول العمل السياسي خلال المرحلة الماضية . واوصي اجتماع مجلس الشوري، بمخاطبة الولايات باهمية الاستفتاء، والاشارة الي الايجابيات التي تنجم عن عملية وحدة البلاد، وضرورة الحوار مع الحركة الشعبية لتأكيد موقفها النهائي بشأن الوحدة، بجانب تبصير المواطنين وتنويرهم لدعم مشروع الوحدة الوطنية، والتأكد من نزاهة اطراف مفوضية الاستفتاء بالولايات الجنوبية بحيث لاتحتكرها الاطراف المؤيدة للانفصال، وتكليف اطراف قوية وملتزمة لتنفيذ برنامج دعم الوحدة، بالاضافة الي وضع خطة استرايجية مبكرة لتوضيح الادوار قبل الاستفتاء واثناءه وبعده تفاديا لما حدث من سلبيات في الانتخابات في الجنوب.