التحقت بإدارة السلام وإعادة التوطين في عام 1992 بعد العودة من جنوب السودان، حيث كان مقرها مدينة الأبيض وعلي رأسها الأستاذ /عمر سليمان والى ولاية جنوب كردفان السابق في وظيفة مساعد الوالي حيث كان الوالي آنذاك اللواء بحري سيد الحسين. انشأت جسما أطلقت عليه غرفة عمليات العائدين من حركة التمرد في 1992حيث أشرفت علي استضافة النازحين الذين يتم ترحيلهم من معسكر كادقلى بجبال النوبة الى الرحمانية« قرية أنشئت خصيصا لتوطين النازحين فى إطار سياسة إفراغ معسكر كادقلى ودمج الاثنية النوبية فى قبائل المنطقة الشرقية « ابى جبيهه »وسدرة وامروابه. اورد دكتور سليمان محمد فى كتابه السودان صراع الموارد والهوية خطأ انه مكتب للتحقيقات واستخراج المعلومات من العائدين وتوظيفها للاغراض العسكرية؟! . توثقت علاقتي بالنازحين بعضهم نزل ضيفا علي بالمنزل منهم أبو كراع الذي يعمل صاحب «سنداله » يصنع الآلات الزراعية البسيطة وحكي قصته انه بينما كان يجلس في ورشته الصغيرة بجبل شات الدمام بجبال النوبة من حيث اتى، جاءه أحد عساكر الحركة الشعبية وطلب منه أن يدق«يصنع» جراري وطواري لكي يزرع بها جيش الحركة مزارعه الخاصة فسأله أبو كراع :- منو بدفع قروش بتاع جراري ده؟ رد عسكرى الحركة:- دا أوامر بتاع الحكومة بتاع الحركة. فرفع أبو كراع رأسه ليجد عسكري الحركة عاريا كما ولدته آمه إلا من قاش كحزام يحزم به وسطه وبورى «طاقيه عسكرية » يخفي تحتها بعض الشعر!!!!! فقال له وهو يغالب بسمة تصر علي الخروج : ده حكومة ! ده حكومة ، حكومة ما عنده لباس ده قاعد وين ؟!!!! غضب عسكرى الحركة حيث قدر انه يسخر منه، فاخذ السندالة وألقي بها في بئر أسفل الجبل. فقرر أبو كراع النزوح الي كادقلي ثم الي سدرة بمدينة الرهد ثم الرحمانية في رحلة البحث عن السلام الدائم الذي تتباعد خطواته مثل حادثة اطلاق النار علي حرس الامير كافي طيارة امير امارة شات في رابعة النهار وفي قلب سوق مدينة كادقلي وقبالة ست الشاي وهو يردد« الزول الجاي شايل البندقية ده جاي يقتلني » وهو ممسك بكباية الشاي في طمأنينة يحسد عليها حتي وصله الزول الجاي واطلق النار عليه من قريب فارداه قتيلا!!! وحادثة اطلاق النار علي طلبة جامعة الدلنج وما علق به و نثمن للولي حسمه واحالة الملف الي التحقيق الجنائي حتي نقول نحن نراعي حقوق الانسان اكثر من اسرائيل. نقدر للحركة الشعبية هذا النضال من اجل الفكرة والتضحية من اجلها وتلكم هي المبادئ التي تتكسر وتتقزم من اجلها كل ما يعد غاليا ونفيسا او ليس من اجل المبادئ تقدم الارواح!!!! ان الاعتداء الاسرائيلي كان من اجل محاربة عدوها الاسلامي وليس العربي كما يتوهم الذين اصابهم عمي وغبش في الرؤية الفكرية ، فاسرائيل دولة وحكومة تقوم علي هدي التوراة مهما قيل في تحريفه، ويخلص شعبها من اجل هذه الدولة الدينية وكذا الحكومة ولهم المرجعية الدينية التي تحلل هذا وتحرم هذا . فرغم ان أمنها مكشوف كعسكري الحركة الا انها تصر أن تأخذ حق الاخرين وتبرره مهما كان هؤلاء الاخرون الذين يسعون الي الانضمام الي الاتحاد الاوربي الذي اشترط عليهم مزيدا من التنازلات في الدين وليس في حقوق الانسان. ضربة اسرائيل للقافلة الحرية بتاريخ 31/5/2010 لم يكن فعلا عشوائيا بل كان امرا مدبرا ومخططا له ومحسوب رد فعل تركيا الذي سوف يوظف ضدها في اطار سعيها الي الانضمام الي الاتحاد الاوربي ولكن يهن التوظيف حينما يكون رد الفعل الذي جري علي لسان رئيس وزرائها« ان تركيا سوف تتصرف ما يليق بتاريخها» كل تاريخها يقوم علي الخلافة الاسلامية وهو القلب الذي يضخ الحياة في اوصال امبراطوريتها العظمي ، فتراجع تركيا قصة ما عرف بالمسألة الشرقية في القرن السابع عشر ان سنة الكون تأبي الا ان تسير وفق ذات المنوال!!! وهي سنة الله في الكون. والسؤال موجه الي فقهاء القانون الدولي الانساني ماذا يعني ضرب قافلة اغاثة؟ عندما ضربت اسرائيل المفاعل النووي العراقي في عام 1981 دافعت بحجة ممارسة حق الدفاع الشرعي طالما ان هنالك تهديدا لامنها . اذكر ان جامعة الخرطوم كلية القانون رشحتني والاخ المحامي مكاوي سليمان اكرد واخرين من جامعات افريقية اخري ان نشترك في مسابقة سميت بJuosu Competition بكندا لتقديم مرافعة ضد او مؤيدة للحجج الاسرائيلية في عام 1984 باشراف الدكتور اكولدا مانتير محاضرنا في القانون الدولي الخاص ولكن عندما اقترب الموعد اندلعت الانتفاضة الشعبية في 1985 واطاحت بنظام النميري ولكن وعدنا المشرف بعودة مرة اخري لاكمال السفر ولكني ذهبت الي كردفان ولم اسأل عنها حتي الان. وتعلم تركيا ان اسرائيل تحسب كل التفاصيل بدءا بالمسلسلات التركية التي بدأ الشعب العربي التجاوب معها وهي مؤشر ثقافي، نهاية بمدد الوقف الاهلي الاسلامي التركي الي نازحي دارفور. اما الموقف العربي لا يختلف كثيرا فقد التقيت روجر ونتر في عام2004 كنائب لمدير المعونة الامريكية قبيل فوز حماس بالسلطة الفلسطينية ونحن نهم بلقاء السيد ابراهيم محمود وزير الشؤون الانسانية انذاك. دار حديث حول الاسلام والغرب قالها بدون مواراة « نحن نفهم ان تمدد الاصولية الاسلامية سوف يبتلع كل الخليج العربي في العشرة اعوام القادمة». فاكملت باقي القصة من عندي وان المصالح الامريكية ما عادت هنالك وان امريكا تبحث عن بدائل وان هذه البدائل موجودة في افريقيا و لذلك تسعي للدخول في تفاصيل افريقيا وتبدأ بالدول ولتكن نيجيريا من اجل النفط مثلما دخلت تشاد لتحارب ليبيا من قبل!!! الكويت تستضيف مؤتمر المانحين لشرق السودان في الايام القادمة. الشرق السوداني الذي ادعت اسرائيل ان قافلة تشبه قافلة الحرية قد مرت محازية لتلال البحر الاحمر فيه علي ذمة جريدة London Sunday Times 29 March 2009!!!و بعد ان اصبح في حسابات السياسة الدولية المسألة الشرقية السودانية ، حيث يتم تهيئة المسرح الدولي بعد ان كتب ورقته زميلي الارتري الامريكي المقيم بامريكا حيث بعض خيوط هذه المؤامر بيد السفيرة البريطانية الان كل ذلك حتي لايضطر عسكري الحركة اخذ جراري من سندالة ابوكراع ليزرع مشروع الحركة الخاص .