«ان تأتي متأخرا خير من الا تأتي» هكذا يتحدث اهالي الخرطوم عن آليات الخريف التي يعول عليها في التعامل مع معطيات الطبيعة الراتبة بما فيها التعامل مع فصل الخريف الذي يتعهد دائما بالمجئ في بداية يوليو واغسطس، لقد تم تنظيف المصارف داخل ولاية الخرطوم، استعدادا لفصل الخريف المقبل الذي تؤكد كافة المؤشرات انه سيأتي مختلفا تماما عن العام السابق بحسب خبراء الارصاد الجوي، الذين يتوقعون ارتفاعا في معدلات الامطار اكثر عن معدلات العام السابق. الشركات التي قامت بتنفيذ مشروعات المصارف تركت التراب مرميا علي اطراف المجاري التي تم تنظيفها ، ما يعني وجود امكانيات لتعود تلك الاتربة لسد المجاري مرة اخري بمجرد هطول اول «مطرة» وجراء حركة المواطنين بجانبها كما ان عمليات صيانة المصارف بدأت متأخرة بالولاية ما يتطلب التعامل بشدة وحسم مع تلك الشركات علي طريقة التصريحات القوية التي ادلي بها والي الخرطوم الذي امهل الشركات «72» ساعة لازالة الاتربة من حول المصارف. في مدينة بحري علي امتداد شارع الميرغنية كان المصرف محفورا ويحيطه التراب من جانبيه اضافة الي قطع الاسمنت التي صممت لتغطية المصرف وقد وضعت فوق التراب الذي تم اخراجه اثناء عملية التنظيف ، وقال المواطن أحمد يس ان طريقة عمل الشركات عشوائية وبطيئة وكان علي الجهات القائمة علي هذا الامر ان تضع سقفا زمنيا لانهاء العمل فمثل صيانة المجاري لاتحتاج الي وقت طويل مثل الذي استغرقته ، فيما قالت ربة المنزل فاطمة انها تخشي علي ابنائها السقوط في هذه الحفر العميقة التي ظلت مفتوحة منذ بداية العمل ما دفعها الي منع اطفالها مغادرة المنزل الي الخارج، وفي مدينة الخرطوم كانت المصارف مفتوحة في معظم الشوارع وظل التراب الذي اخرج يحاصر بعضها. اللافت ان التراب تراجع الي الداخل مرة اخري في كثير من الاماكن، وقال المواطن سيد أحمد ان الحفر ناقص وغير منظم وسوف تتكرر مشاكل العام الماضي التي تمثلت في عدم تصريف المياه وتجمعها في الشوارع العامة وامام منازل المواطنين مع ان ولاية الخرطوم اعلنت جاهزيتها لفصل الخريف من كل النواحي ، ولكن يفاجأ المواطنون بنتائج عكسية غير الاستعدادات التي اعلنت عنها الولاية. فيما قال الامام بابكر ان هذه المصارف لاتعمل علي تصريف المياه اثناء فترة الخريف بحيث تبقي المياه بداخلها وتصبح رائحتها كريهة والاخطر من ذلك انها تصبح مأوي للبعوض الذي يسبب هاجسا للمواطنين لكونه مسبب لمرض الملاريا وتمني ان تنجز الجهات المختصة هذا العمل علي اكمل وجه حتي لايتضرر المواطنون. ولم تكن مدينة ام درمان افضل حالا من قرينتيها فشوارعها كانت تحمل نفس الملامح اكوام التراب والرواسب ملقاة علي الجوانب ومايزيد الأمر سوءا في مدينة ام درمان ان بها مجاري كبيرة و «خيران» تتوسط الاحياء العريقة اضافة الي كميات من القمامة التي يقوم برميها المواطنون الذين يسكنون الي جانبها مايجعلها متسخة للغاية ومكانا لتكاثر الحشرات المسببة للأ وبئة.