خلال أيام قليلة ستكتظ المطارات والموانئ السودانية بحركة نشطة من قبل المغتربين وهم يحملون أشواقهم الدفينة ، ويتوجهون نحو الوطن ن لتمضية العطلة الصيفية ، بين الأهل والأصدقاء.. وكل مغترب وهو يعانق تراب الوطن ، يحمل مشروعا أو فكرة ،أو برنامجا لتنفيذه خلال الإجازة .. فمن بين المغتربين من يتطلع لإكمال مراسم زواجه ، ومنهم من يسعى لبناء منزل للأسرة ، أو تأسيس مشروع استثماري ، أو تمضية الإجازة فقط للاستمتاع بالعودة إلى الوطن .. عبر الاستطلاع التالي نتوقف مع بعض المغتربين الذين يتأهبون إلى العودة ، لنتعرف على أهداف الإجازة الصيفية : تواصل الأجيال والعودة للجذور بداية قال الإعلامي إيهاب وهبة مكي من شبكة أوربت : لا شك أن قضاء الإجازة في ربوع الوطن الحبيب بين الأهل والأصدقاء أمر في غاية الأهمية من عدة نواح اجتماعية وثقافية رغم أن ذلك يتطلب ميزانية خاصة. وأضاف : « انا شخصيا « أحرص على قضاء الإجازة في أرض الوطن واصطحب معي أسرتي وذلك حرصا مني على تواصل ابنائي مع أهلهم في السودان لان تواصل الأجيال والعودة للجذور شئ مهم جدا جدا ، ففي ديار الغربة يفتقد الأطفال العم والعمة والخال والخالة والجد والجدة ويفتقدون كذلك أبناء أقاربهم، ومن هنا ينشأ نوع من الجفاء ،لكن عند قضاء الإجازة في ديار الوطن نستطيع أن نتغلب على هذه الإشكالية، فليت إخوتي المغتربين يدركون مدى أهمية قضاء الإجازة بربوع الوطن بعيدا عن هاجس التكلفة المادية. «متنفس» لاغنى عنه وأكد مصطفى محمد الحاج ان الترتيبات للاجازة الصيفية تبدأ منذ وقت مبكر ، وهي تمثل استراحة مهمة للغاية بالتوقف عن العمل الرسمي في ارض المهجر ، غير ان كثيراً من الاعمال الخاصة تبقى في انتظار المغترب العائد ، لكي يقوم بانجازها بنفسه . وقال :على المستوى الشخصي تنتظرني كثير من المهمات والاعمال داخل المنزل في السودان ، حيث تقوم اسرتي التي تستقر في «السامراب» بترحيل كل احتياجاتها ، والأعمال التي تنقص المنزل الى حين وصولي السودان ، ورغم زحمة الأشغال تظل الاجازة متنفسا لاغنى عنه ابدا. وعبر عن أمنياته بان تحين لحظة الاستقرار في الوطن ، لنعلن انتهاء مشوار طويل من معاناة الغربة. زواج .. واستقرار وأكد إيهاب حسن حسين من أبناء عطبره انه غاب عن السودان لمدة ست سنوات ، وانه يتطلع بشوق إلى العودة خلال الأيام المقبلة ، حتى يتمكن من إكمال نصف دينه . واشر إلى أن الأيام الماضية أكمل فيها شراء جميع احتياجات الزواج «الشنطة والشيلة» ، وانه حاليا بصدد شراء الذهب الذي ارتفعت أسعاره ، ورغم ذلك لايجد خيارا غير الشراء باعتباره عريسا. وأضاف : حسين : أسعى أن استقر في السودان ، بعد أن افرغ من الزواج سوف اتجه للبحث عن أفضل المشاريع التي بموجبها يمكن للإنسان أن يستقر في وطنه بين أهله وعشيرته ، ويرتاح من عناء الغربة . الواجبات الاجتماعية .. أولاً وقال الأستاذ أسامة الوديع : حقيقة تبدأ إجازتنا كمعظم السودانيين المغتربين في الخارج بأداء واجب التعزية في الوفيات التي حدثت أثناء الغياب وهي بالطبع يتم ترتيبها وفقا لقائمة يقوم بإعدادها الأهل مسبقا قبل أيام من الوصول حسب درجات القرابة والعلاقات الاجتماعية وأحيانا يتم ترتيبها حسب حداثة الوفاة. وأضاف : ورغم أن أداء واجبات التعزية يستغرق وقتا ثمينا من الاجازة ويرى البعض فيها ت جديدا لأحزان ذوي المتوفي/ المتوفاة/ الا انها مهمة في تجديد التواصل والمشاركة الوجدانية.. وأوضح أن المرحلة الثانية من الإجازة تأتي زيارات الأقرباء والأصدقاء والتهنئة بالأفراح لحالات الزواج وكذلك زيارات المرضى وخاصة ممن أجريت لهم «عمليات جراحية « تعقبها جولة على الزملاء في مجال العمل. ومضى الوديع إلى القول : احرص على قضاء اكبر وقت ممكن من الإجازة مع الأهل في المنطقة للاستمتاع بالأجواء العائلية والحميمة بعيدا عن صخب المدينة وضغوط العمل في المهجر حيث لا يجد المغترب متسعا للترويح والترفيه في مناطق مفتوحة مفعمة بالهواء النقي كتلك التي تعودنا عليها في السودان ، وأخيرا يبدأ التفكير في تنفيذ مشروع ان بقي من المال شيئا وغالبا ما تتراجع الأفكار الى اقل بكثير من المخطط لظروف الصرف غير المدروس في بداية الإجازة او تظهر عوامل لم تكن في الحسبان تؤدي الى إعادة النظر في المشروع بالإلغاء او التأجيل او البحث عن بديل يتناسب مع حجم المال المتوفر. . المشاركة في الأفراح وقال : محمد سيد أحمد خيري :سوف اذهب إلى السودان برفقة عائلتي لقضاء الإجازة الصيفية ، وحضور زفاف أشقائي محميد وصلاح ، مؤكدا ان الفرصة تمثل سانحة طيبة للقاءات الاجتماعية والقيام بالواجبات ،التي تتوزع بين الخاصة والعامة . وأضاف : يتوجب علينا في الإجازة ان نقوم بأداء العزاء في كل من توفيوا خلال فترة غيابنا ، ولن يقبل العذر في هذا الامر ، فضلا عن انجاز بعض المشاريع الخاصة ، غير ان الإجازة تنقضي دائما سريعا دون انجاز الكثير من البرامج. وتمنى للوطن دوام الاستقرار والامن ن وان تتحقق العودة الطوعية لجميع الطيور المهاجرة في كل انحاء العالم. لقاء الأهل والأحبة وقال محمد ادريس محمد إبراهيم : أجمل اللحظات هي تلك التي نتأهب فيها الى معانقة تراب الوطن الغالي ، حيث تمثل الإجازة فرصة للقاء الأهل والأحبة ، وعلى المستوى الشخصي احرص على تمضية اكبر وقت مع الوالدة الحاجة» آمنة عبد الله صالح حمد» ، فهي تعطينا الدافع وتمدنا بالمعنويات لمجابهة صعوبات الحياة. وضاف : الإجازة تمثل فرصة أيضا لمقابلة أعداد كبيرة من الأهل والأصدقاء بحلفا الجديدة الكيلو 14 ارض الحجر ، وحلفا القديمة ارض الأجداد التي تذكرنا بالماضي الجميل ، في وطن تسوده المحبه ويعمه الاستقرار.